الرؤية نيوز

حوار ساخن مع ياسر عرمان: الشراكة مع المكون العسكري أصبحت شئ من الماضي

0

الشراكة مع المكون العسكري أصبحت شئ من الماضي.
تفكيك النظام البائد هو الضامن الوحيد لعدم انهيار الدولة.
ليست هنالك مساومة أو صفقة جارية مع المكون العسكري.
علي الانقلابيون طئ صفحة الانقلاب أو مواجهة السقوط الحتمي.
لايمكن ان نقول اننا ضد الحل السياسي طالما كان ممكنا.
حاوره: راشد أوشي

ما يميز القيادي بقوي الحرية والتغيير رئيس الحركة الشعبية لتحرير التيار الثوري ياسر عرمان انه لا يتحدث كثيرا، يختار وينتقي عباراته بدقة، وفي الوقت نفسه يصوبها بذات الدقة نحو هدفه، وهو في كل ذلك لا يبالي عندما يقول ان الانقلاب ساقط وأن موقفه في هذا الاتجاه واضح ولن يتزحزح عنه، التقيت عرمان في اليوم التالي لندوة اقامها تحالف توحيد قوي الثورة بميدان الحرية بكوستي وكان عرمان احد المتحدثين فيها، ورغم اني لم ارتب لاجراء حوار معه منذ وقت كافي، الا ان عرمان وافق على اجراء الحوار في حيز زمني ضيق فقد كان في طريقه الي معقل الانصار في الجزيرة ابا، صحيح ان الحوار لم يستغرق سوى 12 دقيقة ، الا ان اجابات عرمان كانت دقيقة ومختصرة وذات مغزي في توصيل رسالته، وخلال 12 دقيقة تحدث عرمان عن رؤيتهم، كقوي حرية وتغيير، للحلول وأن كان يؤمن إيمانا قاطعا بأن الانقلاب يلفظ أنفاسه الاخيرة، ورفض عرمان تسمية العملية السياسية الجارية الان بالتسوية أو الصفقة، وقال إنه رغم تباين الاراء بين القوي السياسية ولجان المقاومة حول إسقاط وانهاء الانقلاب، الا انه هنالك اتفاق علي انجاز التحول الديمقراطي بين كافة القوي الفاعلة في الحياة السياسية السودانية. تفاصيل الحوار في السياق التالي:

بعيدا عن الندوة الجماهيرية التي خاطبتها في ميدان الحرية بكوستي يوم الثلاثاء، هل هنالك مساومة جارية؟

ليست هنالك مساومة بمعني صفقة جارية غير موجودة نحن طرحنا أسس ومبادئ الحل للجماهير وسنلتزم بذلك، والحرية والتغيير تنظيم جماهيري واي صفقة تعني ان يضرب عمقه ويقصي من الحياة السياسية لان التنظيمات الجماهيرية تعتمد على الجماهير وبدون اقناعها انت لا تساوي شيئا.

هل نعتبر ما جري في ميدان الحرية بكوستي تسويق للتسوية؟.

لا هذا تسويق للمقاومة ورفع لطاقات الجماهير الكامنة، الندوة ليست في اتجاه واحد فقد تبادلنا الاراء (مع الناس وعرفنا منهم الكثير عن معاناتهم وقدراتهم وعزيمتهم علي اسقاط الانقلاب)، في نفس الوقت زرنا بعض اسر الشهداء ووجدناها متمسكة بالتغيير وحولت طاقتها ( طاقاتها والالم بتاعها الي المطالبة بقضايا التغيير الحقيقية).

ماهو الفرق بين اسقاط وانهاء الانقلاب خاصة وان ما يجري بينكم وبين المكون العسكري هو انهاء الانقلاب؟

اسقاط الانقلاب هو برنامجنا الرئيسي، المكون العسكري اذا اراد ان ينهي انقلابه فهذا قراره و( نحنا قرارنا وقرار الجماهير هو الاسقاط) فالمكون العسكري هو الذي قام بالانقلاب وعليه هو وليس نحن طئ صفحة الانقلاب، وفي الاصل الانقلاب فشل وبانت سمات فشله على كافة المستويات الاقتصادية والامنية والامن والسلام والعلاقات الخارجية، وطئ صفة الانقلاب تعتمد علي مدي عقلانية الذين قاموا بالانقلاب الذي اصبحت نهايته واضحة واسقاطه اصبح ممكن والجماهير يوميا تكتسب ثقة في نفسها وادواتها فهذا شانهم وليس شأننا.

انت تتحدث عن عقلانية من نفذوا الانقلاب، اصلا اذا كان المكون العسكري يتحلي بالعقلانية لماذا انقلب على الوثيقة الدستورية؟

هذا شأنهم وانا لم اتحدث عن عقلانيته وانما قلت ان الانقلاب ساقط حتما بارادة الشعب، وهنالك اشياء حتي من انقلابهم هذا مثل النظام العنصري في جنوب افريقيا حينما رأى ان الأمور لا تسير في مصلحته استخدم العقلانية لايجاد مخرج لمازق صنعه بنفسهن وانا لست مسؤول عن المكون العسكري وكيف يتصرف فهذا هو شانهن ولكن ما يهمنا هو السودان، ومن الافضل للسودانيين يطؤوا صفحة الانقلاب باسرع فرصة وهذا افضل للمؤسسة العسكرية وللشعب ولمستقبل السودان، ولكن اذا رفضوا ذلك فعند الشعب علاجهم.

هنالك خطين متوازيين في الساحة السياسية، خط التغيير الجذري، وخط اجراء حوار مع المكون العسكري، اذا لم تتوحد القوي السياسية كيف يمكن الخروج من الازمة الحالية؟

هذا الكلام غير صحيح، الحرية والتغيير تدعوا لاسقاط الانقلاب والجذريين يدعون لاسقاط الانقلاب، الحرية والتغيير تعتمد ثلاثة اليات لاسقاط الانقلاب اثنان منهما والتضامن الاقليمي والدولي، وربما اصلا في النهاية عندما يتصاعد الغضب الجماهيري ستكون هنالك مفاوضات لتسليم السلطة كما حدث في ثورتي اكتوبر 1964م وابريل 1985م وابريل 2019م، وحتى اليوم اذا خرجنا (6) مليون واعتصمنا في ساحة القصري الجهوري لابد ان يكون هنالك الية لتسليم السلطة من يد ليد و (الكلام دا في كل الحالتين حيتم).

في رايك ماهو الشئ الذي دفع المكون العسكري للموافقة وبسرعة غريبة جدا على اعتماد مقترح الدستور الذي قدمته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين وحاول خلط الاوراق بتقديم واغراق الساحة السياسية بمبادرات كان اخرها مبادرة الشيخ الطيب الجد،

هل تعتقد ان موافقة المكون العسكري هل هي الرباعية ام الثلاثية ام الشارع ام قوي الحرية والتغيير؟

ما يفعله المكون العسكري يسأل عنه المكون العسكري، وانا لا استطيع ان اجاوب انابة عنهم ولا استطيع ان اقرأ افكارهم.

ولكن أنا سألتك عن رأيك؟

السؤال موجه للمكون العسكري عن تغيير مواقفه، ويمكن ان يكون ما قلته انت صحيح او غير صحيح، وانا لا اريد ان انجم أو اخمن وما اعلمه ان الانقلاب فشل ووصل نهاياته وهذا ليس طرحي فاجزاء من المكون العسكري هم من اعترف بذلك.

هل تعتقد ان المكون العسكري يمكن ان يوافق على عدم الافلات من العقاب والعدالة الانتقالية وتسليم المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية، علما بان المكون العسكري متورط في مجزرة فض الاعتصام وقتل اكثر من (120) شهيد؟

انا لم اناقش المكون العسكري بشكل مباشر في هذه القضايا ولم التقيهم، ولكن كل شئ يعتمد على قوة الحركة الجماهيرية ووجود تاييد اقليمي ودولي لها كل شئ يمكن ان يتحقق وليس هنالك شئ مستحيل.

الأن يجري في الساحة السياسية الحديث عن تسوية، وانتم تتحدثون عن عدم عقد لقاءات مباشرة مع المكون العسكري الذي وافق مبدئيا على وثيقة مقترح الدستور الذي اعدته نقابة المحامين، وانت قلت انكم لم تتلقوا المكون العسكري ولم تستمعوا لرأيه فلماذا تروجون من خلال الندوات الجماهيرية التي انتظمت الولايات مؤخرا؟.

نحنا ما قاعدين نروج لتسوية وكلمة تسوية غير صحيحة، نحن نتحدث عما اذا كانت هنالك امكانية لحل سياسي ممكن، والحل السياسي غير مستبعد لاي مشكلة ولا يمكن ان تقول (انا ضد الحل السياسي) من الناحية النظرية والموضوعية السياسية، ولكن نحن نتمسك بكل مطالب الحركة الجماهيرية واهدافها في اقامة سلطة مدنية ديمقراطية مستدامة.

كيف يمكن تحقيق السلطة المدنية الديمقراطية المستدامة في ظل وجود نفس المكون العسكري الذي يمثل اللجنة الامنية للنظام البائد؟

نحن لا نتحدث عن أي شراكة لانها اصبحت شئ من الماضي، ولا توجد شراكة مع العسكريين يجب ان تكون سلطة مدنية ديمقراطية كاملة تحقق اهداف الثورة.

طيب الى اين يذهب المكون العسكري؟

الموسسة العسكرية ليست ملك لاشخاص ويجب ان تكون موسسة وطنية ومهنية وهذا سيتم ان لم يكن اليوم فغدا، والشعب السوداني الذي رأيته في كوستي ومن قبل في عطبرة لن يتراجع وسيحقق امانيه شاء من شاء وابى من ابى.

الان لجان المقاومة تتحدث بالصوت اعالي عن اللاءات الثلاثة، ولجان المقاومة في برحي اصدرت بيان رفضت خلاله ما يجري الان بين الحرية والتغيير والمكون العسكري في ظل الحديث عن التسوية؟

نحن ولجان المقاومة كتلة واحدة ويجب ان نظل كتلة واحدة، فالخلافات والتباينات توجد في الحزب الواحد ولجان المقاومة نفسها في رؤي متباينة، والخبر ليس هو التباين وانما كيفية حل التباينن ونحن ساعين مع لجان المقاومة لتكوين الكتلة الحرجة التي تسعي لاقامة نظام بديل وجديد.

الان اعاد الانقلاب تمكين الاسلاميين من السلطة وهذا امر اشرت اليه انت مرارا، كيف يمكن استرداد ما اعاده الانقلاب لقيادات بارزة في المؤتمر الوطني تم اطلاق سراحها من السجن، بالاضافة لاعادة تمكين الاسلاميين من مفاصل الخدمة المدنية، وهل اذا عادت لجنة ازالة التمكين ستعود بنفس صلاحياتها السابقة ام بصلاحيات اوسع؟

ازالة التمكين قضية رئيسية يجب ان يتم انجازها لانه دون تفكيك التمكين لن تقوم مؤسسات وطنية، ولن تتحول الدولة من دولة محسبنة لدولة وطنية، التمكين كان أمر غير مشروع وقامته الحركة الاسلامية بليل، والمطلوب هو تفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن وحينها ستتفادي البلاد الانزلاق نحو الانهيار والحرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!