هاجر سليمان تكتب: العرجاء لمراحها
المشهد يتلخص في شوارع ضيقة مثل درب الصراط سيارة خلف سيارة والحركة بطيئة فوق ذلك بفعل الحفر التي أغفلت صيانتها ولاية الخرطوم واختناقات مرورية كثيفة وواحد يسب ويلعن في أم البلد وهو لا يعلم ان أم البلد مسكينة ما عندها ذنب وان العيب فينا، وداخل الحافلة الواحدة تجد مواطنا يسب ويسخط ويتشاجر مع الكمساري بسبب زيادة مبلغ مائة جنيه وتحتدم المشاجرة ولا تمضي دقائق حتى تصادف الحافلة حملة مرورية ويتم ايقافها للتأكد من صلاحية الرخصة والترخيص ثم تجد الجميع يتحدون مع خصمهم الكمساري وسائق العربة ضد شرطة المرور يسبون ويسخطون وهم يجهلون تماماً ان شرطي المرور الذي يقف ويقوم بإيقاف المركبة العامة للتأكد من مدى سريان رخصة سائقها وترخيصها لا يفعل ذلك جزافاً او من بنات أفكاره بالطبع لا وانما هو يفعل ما يفعل من أجلك ايها المواطن حتى لاتروح ضحية نتاج سقوط من مركبة او دهساً تحت عجل مركبة ومع غلاء العلاج يصبح من الصعب تقديم الخدمة العلاجية لمصابي المرور اللهم إلا ان كانت المركبة التي تقلهم سارية الرخصة والترخيص ولديها تأمين ساري وبالتالي يمكن علاجهم لذلك لا ينبغي علينا كمواطنين معارضة الشرطة وخاصة شرطة المرور اثناء تأدية واجبها .
ثم ثانياً مسألة الاختناقات المرورية ليست مشكلة شرطي المرور وعلينا جميعا ان نصل الى ثقافة مشتركة حول أدوار شركاء العملية المرورية ودور شرطي المرور هو تمرير السيارات ورصد المخالفات والتأكد من صلاحية المركبات ورخص سائقيها وتسهيل انسياب المركبات ولكن كل ذلك ما لديه من معطيات فقط بمعنى ان الحفر التي تتسبب في قفل الطرق هي مسئولية ولاية الخرطوم وزارة البنى التحتية وحتى اشارات المرور وخطوط عبور المشاة والعلامات الأرضية والمطبات هي مسئولية البنى التحتية وليست مسئولية رجل المرور .
وحتى الفريشة الذين يتغولون على الطرق هم ليسوا مسئولية رجل المرور وانما هم ضمن مسئولية ولاية الخرطوم او الولاية المعنية والتي من المفترض ان تمنعهم من الجلوس بحرم الطرق وعلى الولاية ان تقوم بتخصيص اسواق واماكن مخصصة لهم مع مراعاة ظروفهم الاسرية والمادية ومن ثم على الولاية ان تضع علامات ارضية واضحة او ركائز حديدية تمنع التعدي على الطرق المسفلتة باي شكل كان من الاشكال حتى يتمكن الجميع من استخدام الطرق بصورة آمنة .
هنالك الكثير من المشاكل والعقبات التي تواجه الطرق بالبلاد والتي لاعلاقة لها برجل المرور مثل ما ذكرنا آنفاً وايضاً الوقوف الخاطئ وهذه تحديداً تحدث عندنا بكثرة والوقوف الخاطئ هذا اصبح بحاجة لقانون خاص او لوائح وضوابط تمنعه لان المشكلة اصبحت أزمة مستفحلة لذلك لابد من كبح جماحها قبل ان تصبح تفلتاً .
شرطي المرور لايعتدي على احد ما لم يعتدى عليه الطرف الآخر وجميعنا بشر لا نحتمل اي استفزاز لذلك مثلما اصبح رجل المرور منضبطاً علينا كمواطنين ان نعلم انفسنا الانضباط ايضاً فالسلوكيات السالبة التي طغت علينا مؤخراً وسياسة العنف وعدم احترام حقوق الآخر التي أصبحنا نمارسها يجب ان نراجع أنفسنا ونغير مسارنا لانه بهذه الطريقة لن ينصلح حال البلد والثورة أخلاق قبل كل شيء فلماذا تبدلت أحوالنا فجأة من شعب منضبط الى شعب مستهتر ومتعمد في مخالفة الضوابط وافتعال المشاكل.