الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب: تناقضات الإطاري.. إلى متى؟

0

عندما تنظر إلى (التناقضات) الكبيرة حول ملف (الاتفاق الاطاري) داخل جسم الحرية والتغيير –المجلس المركزي- تصاب بالدوار؛ وهنا انقلكم لتصريحات القيادي بالمجلس المركزي ورئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر الذي تحدث –الجمعة- للاذاعة السودانية وتناول تعقيدات المشهد ورؤيته الخاصة للاتفاق.
يقول برمة- وقد عرف عنه الحكمة والصبر في الشأن السياسي ويتمتع بتجربة سياسية كبيرة افنى فيها عمره وعاصر خلالها (دهاقنة) الساسة السودانيين- يقول برمة: “إن باب الاتفاق الاطاري مفتوح للكل للانتقال والوصول لحل نهائي بعودة العسكر لثكناتهم والحكم المدني”.. فكيف يكون الاتفاق مفتوحاً للكل؟ وآخرين داخل الحرية والتغيير/ المركزي يرون غير ذلك؛ بتـأكيدهم ان الاتفاق حدد مسبقاً الذين يحق لهم المشاركة وابداء الرأي فيه؛ كما أكد ذلك مراراً وتكراراً القيادي جعفر حسن الناطق الرسمي للمجلس؛ وترديد الكثيرين ان (الاتفاق مغلق) ولن يفتح (ولا باضافة شولة فيه).. انهم يريدون المؤيدين فقط للاتفاق؛ تأتي لـ(تبصم) وتعترف بكافة بنوده؛ وليس لك حق الحذف أو الاضافة.
كيف يكون (برمة وحسن) في كيان واحد وجسم واحد ولكل منهما له رأي مختلف؟ يقول برمة:”لا بد أن تصل القوى السياسية لقناعة مفادها ان الحل في الوفاق الوطني.. وحان الوقت لنجلس مع بعض كابناء وطن ونترك التنافر؛ فالوطن يرثى له”.. هذه هي عبارات برمة ناصر؛ التي لا تجد لها أذناً في الحياة السياسية السودانية؛ ومن عجبي أن الحرية والتغيير المجلس المركزي تمارس سياسة هى (نقيض) لدعوات برمة.
من أجمل التعليقات التي وقفت عليها خطها يراع السفير العبيد احمد مروح؛ وهو يعلق على تناقضات (الاتفاق) بين مكونات قحت.. بقوله “إن مكونات الحرية والتغيير المجلس المركزي؛ مختلفة في (فهم) بنود الاتفاق نفسه”.. وفي هذا صدق سعادة السفير.. لأن عدم الفهم هو الذي ينتج (التضاد في المواقف).
تفحصوا مواقف وتصريحات (الحرية والتغيير)؛ من أكثر من مصدر؛ تجدون أن تلك المواقف لا تخرج من (زاوية واحدة)؛ فهي مختلفة في معانيها؛ وليته كان اختلافاً في فرعيات.. انما هو اختلاف جوهري وكلي ونجد أحد التصريحات يقف في جهة؛ بينما التصريح الآخر يقف في الجهة (النقيض) له؛ فاما هذا ينم عن (عدم فهم) كما ذكر سعادة السفير مروح.. او أن هناك جزءاً من قيادات الحرية والتغيير نفسها غائبة أو (مغيبة) عن الاتفاق.
وهذا بالقطع يقودنا الى أحاديث تتردد بين الناس تتحدث عن (بنود سرية) في الاتفاق لا يعلم بها الى قلة هم ذوو الصلة بالدوائر الخارجية الدافعة والراسمة والمخططة للاتفاق.. والتي تروج له اليوم.. لذلك نطالب الجهات الموقعة على الاتفاق الاطاري بنشر بنوده وخفاياه (السرية والمعلنة) حتى يقف عليها الشعب السوداني.. ولن تنطلي على أحد مقولة (أن الاتفاق تمت تلاوته قبل التوقيع عليه من الاذاعي المخضرم لقمان).. إن نشر الاتفاق في الهواء الطلق وللجميع؛ يسكت كل (الشائعات) والألسن حوله؛ اما (الغتغتة والدسديس) هو المنهج الذي سوف (يقصر أجله) كما تقول حبوباتنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!