الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب: عودة لتطوير ميناء بورتسودان!!

0

تحدثت في المرة الفائتة عن (الظلم الجائر) الذي يتعرض له الاستمرار الأجنبي في السودان، وما يلصق به من (تهم) بأنه ما جاء الا ليسرق خيرات السودان.. وكانت النتيجة السالبة لتلك الأقوال التي لا تدعمها حقائق، أن هرب هذا الاستثمار لبيئات خارجية اخرى بحثاً عن مناخ ملائم ينمي فيه ثرواته ويقدم (خيرات وفيرة) و(حصاداً لا ينضب) لأهل البلد الذي هرب إليه.. ومن هذا الباب انتعشت الاستثمارات الأجنبية في دول افريقية عديدة، إمكاناتها في مجال الأرض على وجه التخصيص، أقل من السودان كثيراً.
وتناولت إمكانية دخول شركة موانئ دبي في اتفاقية مع حكومة السودان لتطوير ميناء بورتسودان وجعله ميناءً عالمياً بمواصفات دولية، ليقدم خدمات جليلة للسودان واقتصاده وتجارته، وربما كان باباً واسعاً للدول الإفريقية المغلقة التي تجاور السودان جغرافياً، وتعددت الميزات الكبيرة والوفيرة التي يجلبها مثل هذا الاستثمار للسودان، وما يقدمه للمواطن السوداني وانسان الشرق على وجه التحديد في تغيير شكل البيئة والبنية التحتية والخدمات، بسبب ما سيوفره من انتعاش كبير في الاقتصاد على مستوى الدولة والقطاع الخاص والافراد.
وفي هذا الصدد استقبل بريدي الالكتروني رسالة قوية من الاخ (نصر حفيظ) يساند فيها فكرتي التي نهضت بها، ويستجلي أمامها كثيراً من الحجج وقوة المنطق، وليت كل أهل السودان كانوا من أصحاب التفكير الايجابي لتقدم بلادهم وغيرتهم عليها كما قال الاخ نصر حفيظ.
وفي ما يلي رسالته التي أود أن أشرك بها القراء الأماجد:
السلام عليكم الاخ بخاري
اولاً تعمدت أن يكون موضوع رسالتي Sudan Port  وليس Port Sudan   وهناك فرق كبير بين الاسمين، لأن الميناء من المفترض ان يكون من المواقع الاستراتيجية وتحت سيطرة كاملة من الدولة، وحراسته يجب ان تكون اهم من حراسة بيوت وقصور المسؤولين في العاصمة، وأهم من حراسة القصر الجمهوري، لان هذا الميناء هو الأهم لربط التصدير والاستيراد مع العالم الخارجي، ومشكلة بعض الناس عند سماع كلمة (ميناء بورتسودان) يعتقدون ان الميناء منسوب للمدينة وليس العكس، ويجب أن يعرف الجميع أن المدينة تنسب للميناء والميناء يجب ألا يكون تحت ادارة الولاية ولا الغوغائيين من زعماء الشرق ولا الجهلة من أهله.
وما نحتاجه يا أخي هو تطوير انسان الشرق ورفع مستواه التعليمي ليصبح اداة بناء لبلده وولايته ومدينته، لا أن يكون اداة هدم في أيدي العملاء والمنتفعين من زعماء الشرق، وبدون ذلك لن تنجح اية محاولات لتطوير الموانئ، وحتى لو تم تطوير الموانئ فالفائدة لن تكون كبيرة طالما الخونة يتحكمون في الجهلة ويستطيعون في أي وقت قفل الموانئ وإغلاق الطرق التي تربط الميناء ببقية السودان.
ويجب المطالبة بفرض سيطرة وهيبة الدولة على كل الموانئ، ولا بد من حراستها من قبل القوات المسلحة، ووضع لوحات تحذيرية بعدم الاقتراب والتصوير، ومن يقترب لاي عمل تخريبي يتم الرد عليه بإطلاق الرصاص.. وهكذا تحرس الموانئ والمواقع الاستراتيجية.
اما بخصوص ادارة الميناء من جهة اجنبية فأنا اتفق معك، لاننا بصراحة كسودانيين فشلنا في ادارة كثير من المرافق الحيوية، وفشلنا في ادارة موارد السودان، وجعلنا البلد الغني بموارده دولة فاشلة.
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنبٍ ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
تحياتي وخالص شكري، مع تقديري واحترامي لجهودكم، ولعل كلماتكم تسمع من به صمم وتفتح عيوناً بها غشاوة.
واسأل الله أن يفك أسر السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!