الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب: كباشي يُشيّع (الاتفاق الإطاري)

0

في زيارته لولاية جنوب كردفان التي يزورها هذه الايام، أظهر الفريق أول ركن شمس الدين كباشي (لياقة) عالية في ترتيب شأن الولاية التي وصفها بالمأزومة، وأصدر جملة من التوجيهات في إصلاح شأنها الامني، وإعادة السلام المفقود بين ربوعها.. ورغم أن الجنرال كباشي، الذي يوصف برجل الجيش القوي، كان عازفاً عن التصريحات حول الملفات السياسية في الفترة السابقة، حيث كان ميالاً للصمت، خرج في زيارته لكادوقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان عن هذا الصمت، وأدلى بتصريحات مهمة حول الشأن السياسي الذي قال إنه (غباش) حتى الآن ولم يستقر على حال.

للمرة الأولى يتحدث الفريق أول ركن كباشي عن الاتفاق الاطاري ويوجه إليه (سيلاً) من الانتقادات، وقال في لقاء جماهيري مشهود باستاد كادوقلي أمس: (إن الجيش لن يحمي دستوراً غير متوافق حوله وقام بتوقيعه “١٠” انفار)؛ وقال (ان عدد الموقعين على الاتفاق الاطاري ليس كافياً لحل المشكل ونريد حداً ادنى ومعقولاً ومقبولاً لتحقيق الاستقرار).. ومضى لأكثر من ذلك عندما طالب الموقعين على الاطاري بفتح صدورهم وتقبل الآخرين.. وقال: (مافي زول عنده صكوك غفران دا يجي ودا ما يجي الحق السياسي للجميع) واضاف: (مافي زول عنده قلم احمر فلان يجي وفلان ما يجي).

بهذه الكلمات، شيّع الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، الاتفاق الاطاري الذي وقع في الخامس من ديسمبر الماضي الى مثواه الاخير، وذلك ما لم يغير الموقعون عليه من استراتيجيتهم الرافضة للاخر، واصرارهم على (إغلاق) الاتفاق على عدد محدود من الاحزاب وهذا مضر بالاتفاق وينزع عنه صفة القبول، ومعلوم أن الأحزاب التي تحتكر الاتفاق الاطاري هي ذاتها التي خاضت تجربة حمدوك الفاشلة.. وفي ظني ما لم تتسع الصدور لمبدأ ممارسة العمل السياسي كحق يشمل الجميع، لن يقود (الاتفاق الاطاري) السودانيين الى حلول للأزمة السياسية الماثلة.

كباشي رد رداً موضوعياً على قيادات الحرية والتغيير أصحاب الخطاب (الاستعلائي)، وكأني به يعني (فلان وفلان)، عندما قال (مافي زول عنده قلم احمر فلان يجي وفلان ما يجي).. إن الجنرال يرد على تصريحاتهم (النرجسية) المضخمة للأنا، بكل وضوح، ونحن نذكر مفرداتهم عندما قالوا (فلان لا يحق له، وفلان قوى انتقال).. تلك التصنيفات، وتلك التصريحات هي التي جعلتهم يمارسون السياسة بعقلية الناشطين، فما كسبوا أصدقاء، ولم يحترمهم الأعداء.

خروج الفريق كباشي بهذه التصريحات القوية من كادوقلي، وعندما نضيف إليها تصريحات البرهان من كبوشية، يكون الاطاري قد شبع موتاً، ولا سبيل لإدخاله غرفة الانعاش.. وما لا شك حوله، أن تصريحات القيادة العسكرية حول الاطاري قدمت دفعة مهمة وكبيرة للمبادرة المصرية، التي تلتئم هذه الايام بالعاصمة المصرية القاهرة.. وهي (منحة الفرصة) الأخيرة لممارسة السياسة بعقلية السياسيين (المرنة)، وليس بعقلية الناشطين (المتكلسة).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!