الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب: ارموا بحديثه في (المهملات)!

0

من الأقوال (الغريبة) التي تنسب للسيد فولكر بيرتس رئيس بعثة يونتامس؛ قوله أول أمس بأنه (لا يمانع في قيام حكومة حزبية) – حال اكتمال الاتفاق الاطاري- وذلك عندما صرح قائلاً: “لا أمانع من قيام حكومة حزبية وتعمل باستقلالية وتضع مصلحة الوطن فوق المصلحة الحزبية”.. وجاء ثانياً و(ناقض) حديثه الأول بقوله : “ان المرحلة الانتقالية دائماً مهمتها تكون صعبة وان ذلك يتوقف على اتفاق سياسي نهائي يترجم الى نصوص دستورية تشكل قاعدته حكومة مدنية مستقلة”.. فكيف في البداية يقول حكومة حزبية ثم يأتي ليقول: “تشكل على قاعدته حكومة مدنية مستقلة”؟
فولكر نصب نفسه وصياً على الشعب السوداني؛ وهو من يحدد من الذي يأتي لتشكيل الحكومة القادمة؛ انها مرحلة (البؤس) و(الذل الوطني) أن نسمح له ابتداءً بتسيير شؤون المشهد السياسي؛ دعك من السماح له بتحديد أوصاف القادمين للحكومة القادمة.. والله انه زمان (الهوان الوطني) أن يتربع فولكر بسيرته الموغلة في تفتيت الشعوب والبلدان في المشهد السياسي السوداني بهذه الطريقة (الفجة) التي يحدد بها القادمين الجدد في كراسي الحكومة.
يقول فولكر إنه لا يمانع اذا تكونت الحكومة من حزبيين.. ألم يسأله أحد؛ (ومن انت لتمانع أو تقبل) لأن الشعب السوداني وحده من يفوض الذين يحكمونه؛ ومن المعروف أن الفترات الانتقالية في كل تجارب العالم لا تفتح الأبواب للحزبيين؛ وانما تفتح أبوابها للكفاءات (المستقلة).. والتكنوقراط الذين ليس لديهم أي انتماء حزبي.. ثم من قال لفولكر ان هؤلاء الحزبيين سيكون ولاؤهم للوطن أكثر من ولائهم لاحزابهم؟.. لقد شهدنا تجربتهم الماضية بزعامة الدكتور حمدوك.. ووقتها يعلم فولكر ومن معه الى أين كانت تتجه بوصلة الولاء.
أسوأ فترة تمر على تاريخ السودان الحديث هي فترة تسيد الذين يحملون (الجنسيات المزدوجة) للمشهد السوداني في أول حكومة بعد الثورة الظافرة.. جاءوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع أسيادهم.. وعاشت البلاد أسوأ فترة في تاريخها؛ عندما انزوى كل شيء وطني؛ وحل محله (العميل) وصاحب الولاء الخارجي.. ثم من أين لنا ان نأتي بحزبيين لا يرفعون من شأن أحزابهم؟ ولا يبحثون عن مصالحهم ومصالح كياناتهم؟
يريد هذا الشعب أن يقدم اصحاب الكفاءة والاستقلالية على اصحاب الولاء .. ويريد الشعب أن يأتي بالمستقلين لكي لا يكرر التجربة الفاسدة الماضية.. فله فيها عبر وأمثلة كبيرة من الخذلان.. أما اذا كانت هذه هي رغبة السيد فولكر؛ بأن يأتي بالحزبيين الذين يريدهم.. والذين يشكلون تحالف الاتفاق الاطاري (الهزيل)؛ فهذا شأنه.. فولكر لا يمثل أهل السودان؛ لذلك حديثه لا يهم المواطن السوداني في شيء.
خذوها مني اذا كرر فولكر ومن معه من المبعوثين الدوليين دعمهم لحكومة يشكلها الحزبيون؛ وأعادوا التجربة السابقة من جديد.. فستشهد البلاد المزيد من التراجع والمزيد من الأخطاء.. أما اذا أخذوا العبرة من التجربة السابقة ومكنوا للمستقلين وقدموهم وساندوهم؛ فتلك هي أول خطوات النجاح والفلاح؛ عليكم أن تستمعوا لحديث فولكر وتقذفوا به من (الشباك) وترموه في (سلة المهملات).. لأنه حديث لا يرضي أهل السودان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!