الرؤية نيوز

مباحثات بطعم الاتهامات.. آمال ملغومة بتحذيرات التصعيد بالسودان فما أبرز تطورات الوضع الميداني؟

0

رغم المفاوضات الجارية في مدينة جدة السعودية الهادفة لتهدئة التوتر، إلا أن الوضع الميداني في السودان كان له رأي آخر؛ فلم تتوقف الاشتباكات، ولم يهدأ ضجيج المعارك.

فمن ضربات جوية مرورًا بهجوم على موكب سفير تركيا إلى اتهامات متبادلة بين الطرفين بشأن من يقف خلفه، كانت ملامح يوم جديد من الأزمة السودانية، التي يجتمع ممثلون عن طرفاها في مدينة جدة السعودية، يؤمل منها إبرام وفق لإطلاق النار يحترمه الطرفان بعدما فشلت في الأسابيع الماضية كل محاولات التهدئة الميدانية بينهما.

فما أبرز تطورات الوضع الميداني؟
القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، أعلنت في ساعة متأخرة من يوم السبت، أن عناصر من قوات الدعم السريع، حاولت “الهجوم على قيادة قوات الدفاع الجوي”، مشيرًا إلى أنها تمكنت من “صد الهجوم وتدمير عدد من عرباتها واستلام 3 عربات قتالية”، على حد قول البيان.

وبحسب بيان الجيش السوداني، فإن قواته اشتبكت مع مجموعة من قوات الدعم السريع مساء السبت، باتجاه صينية برى، زاعمًا أن قواته “تصدت لهم بقوة، مما أدى إلى فرار المتمردين تجاه الجنوب”.

وأشار إلى أن عنصره تمكنت من “قتل قناص أجنبي بمنطقة بحري العسكرية، قيما لم تجد بحوزته أوراقًا ثبوتية لتحديد جنسيته”.

مفاوضات جدة بشأن السودان.. دعوة أمريكية سعودية وآمال بانفراجة في الأزمة
وزعم البيان، أنه رصد مجموعة مكونة من 25 عربة قتالية تحركت من جنوب دارفور قبل أسبوع وما زالت في طريقها إلى العاصمة الخرطوم، إلى جانب قوة أخرى على متن 38 عربة متوقفة حاليا في موقع قال إنه معلوم.

ودعا الجيش السوداني قوات الدعم السريع، التي اتهمها بـ”نهب البنوك التجارية والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة”، بالكف عن الاستمرار في “مغامرة التمرد الخاسرة والاستفادة من عفو القائد العام بالتبليغ لأقرب قيادة أو منطقة عسكرية”.

واتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بإطلاق النار على سيارة السفير التركي واحتجازه، نافيًا اتهامات الأخيرة وفي بأن القوات المسلحة من قامت بذلك.

ماذا قال الدعم السريع؟
وفيما لم تصدر قوات الدعم السريع بيانًا بالوضع الميداني من وجهة نظرها، اتهمت الجيش السوداني بالوقوف خلف إطلاق النار على السفير التركي في الخرطوم.

وقالت قوات الدعم السريع، في بيان صادر عنها: “في خطوة جبانة تمثل انتهاكًا صارخًا لكافة الأعراف والاتفاقيات الدولية لحماية البعثات الدبلوماسية، أطلقت قوات الانقلابيين النار على سيارة السفير التركي بالخرطوم إسماعيل جوبان أوغلو بعدما تم التنسيق المسبق بين الطرفين حول الإجلاء”، مشيرة إلى أن مباني السفارة تقع تحت سيطرة قوات الجيش السوداني.

وأوضحت قوات الدعم السريع، أنها تمكنت من إجلاء السفير ووفده إلى مكان آمن، مؤكدة التزامها الكامل بحماية البعثات الدبلوماسية التزاما باتفاقية جنيف وكافة الاتفاقيات الدولية.

تلك الاتهامات المتبادلة والتصعيد الميداني أثارا المخاوف بشأن استمرار الصراع في ثالث أكبر بلد أفريقي، وأطلق تحذيرات من تأثير وضع كهذا على المنطقة برمتها، مما جعل الأنظار تحدو نحو مفاوضات جدة.

فما آخر تطورات المفاوضات؟
أفاد مسؤولون سودانيون أن قوات الدعم تتمثل في جدة بمقرّبين من دقلو وشقيقه النافذ عبد الرحيم، في حين سيضمّ وفد الجيش ضباطا رفيعي المستوى يعرفون بمناهضتهم لقوات الدعم.

وعن المفاوضات، قال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبدالله السبت إن “المناقشات تدور حول الهدنة وكيف يتم تفعيلها بطريقة صحيحة لكي تخدم الجوانب الإنسانية”، مشددًا على أن وفد القوات المسلحة ذهب إلى جدة “ليناقش موضوع الهدنة (..) لم نتطرق لمواضيع أخرى”.

وكان قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو شكر من جهته السعودية “لاستضافتها هذه المحادثات”.

فيما أعربت الآلية الثلاثية (المكونة من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والأمم المتحدة) عن ترحيبها بالمبادرة السعودية الأمريكية، معبرة عن آمالها في أن تسفر المحادثات التقنية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جدة عن تفاهمات تؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، مما يتيح تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين الذين يجب أن تظل حمايتهم مسألة ذات أهمية قصوى.

وجددت الآلية الثلاثية في بيانها الذي اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منه، مناشدتها لكلا الطرفين أن يوقفا الأعمال العدائية على الفور، وأن يستعيدا الهدوء ويحميا السودان وشعبه من مزيد من العنف وسفك الدماء.

ودعت الآلية الثلاثية الطرفين إلى حماية المدنيين والامتناع عن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية والبنية التحتية المدنية الأخرى، محذرة من أي تصعيد آخر للعنف يمكن أن يكون مدمرا للبلد والمنطقة.

3 نقاط
تأتي هذه المحادثات بعد سلسلة من مبادرات إقليمية عربية، وأخرى إفريقية قامت بها خصوصا دول شرق القارة عبر منظمة “الهيئة الحكومية للتنمية” (ايغاد)، لم تثمر.

ورأى الباحث في جامعة غوتنبرغ السويدية علي فرجي أن المباحثات يجب أن تتوصل الى حلّ لثلاث نقاط هي التفاصيل العملية لوقف النار، آلية مراقبة وأخرى للمعاقبة.

وشدد لـ”فرانس برس” على الحاجة الى إطار “جغرافي وعملي لوقف النار” يشمل على سبيل المثال “وقف الضربات الجوية أو انسحاب المقاتلين من البنى التحتية المدنية مثل المستشفيات”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!