نبهت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إلى تدهور الوضع المعيشي والصحي لمواطني مدينة “الأبيض” بشمال كردفان جراء الحصار المفروض على المدينة من قوات عسكرية (لم تسمّها) من كل الجهات.
وقال بيانٌ للجنة اليوم الجمعة اطلع عليه “الترا سودان” إن معظم المواد التموينية نفدت من الأسواق وأن الدقيق على وشك النفاد، محذرًا من “كارثة غذائية وشيكة” في حال عدم إيصال المواد الغذائية إلى المدينة.
قال بيان لنقابة الأطباء في السودان إن الوفيات بين مرضى غسيل الكلى بلغت (12) حالة وفاة منذ بداية الحصار على مدينة الأبيض بشمال كردفان
وقال شهود عيان لـ”الترا سودان” إن القوات العسكرية التي تحاصر مدينة الأبيض تنتمي إلى الدعم السريع.
وأكد عبدالرحيم حبيب المقيم في مدينة الأبيض أن قوات الدعم السريع تحاصر مدينة الأبيض منذ أكثر من أسبوعين، في ظل انقطاع الكهرباء عن المدينة لنحو أسبوعين.
وأوضح عبدالرحيم في حديثه لـ”الترا سودان” أن الجيش يرتكز في الحامية ونشر بعض جنوده في السوق الرئيسي.
وشكى هذا المواطن من انقطاع الكهرباء والمياه عن المدينة فضلًا عن شح الغذاء ومضاعفة أسعار المواد التموينية.
وأشار بيان اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء إلى سرقة مباني منظمة الغذاء العالمي بما فيها مخازن الأمن الغذائي وثلاث عربات تابعة للمنظمة وعربة وقود.
وبحسب بيان نقابة الأطباء، تعاني المدينة من انقطاع التيار الكهرباء لمدة تجاوزت الأسبوعين ومن انقطاع المياه لأكثر من شهر إلى جانب شح الوقود. وأشار البيان إلى محاولات من المهندسين ورجال الإدارة الأهلية للوصول إلى محطة الكهرباء، ولكنهم تعرضوا للاعتداء والنهب – وفقًا للبيان.
وأوضحت نقابة الأطباء أن حصار المدينة أثر أيضًا على الخدمات الصحية والكوادر الطبية وحركتها وتوصيل المعينات، مما أدى إلى “تدهور الخدمة الصحية المقدمة في المستشفيات والمرافق الصحية في المدينة ونقص حاد في الأدوية حتى على مستوى الصيدليات التجارية”.
ولفت بيان اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء إلى تأثر مركز غسيل الكلى بالمدينة، وقال إن حالات الوفاة بين مرضى غسيل الكلى بلغت (12) حالة وفاة منذ بداية الحصار بنسبة (8%) من العدد الكلي لمرضى غسيل الكلى. وأضاف: “لا توجد غسلات أطفال، وتم تحويل طفلين إلى مدينة مدني من العدد الكلي للأطفال بالمركز البالغ (12) طفلًا”.
وحذرت نقابة الأطباء من أن مركز غسيل الكلى في الأبيض “مهدد بالخروج عن الخدمة تمامًا في الأيام المقبلة”، لافتةً إلى أن عدد الغسلات المتبقية يكفي لـ(10) أيام فقط، مع نفاد جميع علاجات مرضى الكلى ومستلزماتهم وهو ما “يزيد الأمر سوءًا” – على حد تعبير البيان.
وأدانت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء ما وصفتها بـ”الأفعال العبثية غير الآبهة بحياة المواطنين”، وناشدت المنظمات الدولية –وعلى رأسها الصليب الأحمر– بفتح ممرات آمنة لإنقاذ الوضع المعيشي والصحي للمدينة المحاصرة، وإيصال المواد الغذائية والمعينات الطبيبة وغيرها من مدينة “ربك” والمدن المجاورة.
وتفاقمت الأوضاع الإنسانية في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن غربي البلاد بسبب المعارك المستمرة بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، مع فترات وقف إطلاق نار بناءً على اتفاقيات هدن وصفها مراقبون بالهشة.
واتفق الطرفان على هدنة ليوم واحد في جميع أنحاء السودان تبدأ في السادسة من صباح غد السبت لتيسير وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب – وفقًا لما أعلنت الخارجية السعودية التي رهنت استئناف مباحثات جدة بنجاح هذه الهدنة.
