مشاهد مؤلمة ونتائج وخيمة..من أحداث “الفولة”
أحداث «الفولة».. مشاهد مؤلمة ونتائج وخيمة
تقرير : صديق البصيلي
مشاهد غير متوقعة وإنفعالات مثيرة لا طائلة لها فرضتها ضغوطات على واقع حال تداعيات أحداث مدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان الأسبوع الماضي والتي خلفت خسائر في الأرواح والممتلكات بسبب احتدام الموقف بين أفراد من القوات المسلحة وشباب مُشتبه بهم عائدون من الخرطوم بينما إنطلاقة الواقعة المؤسفة داخل السوق زاد من وتيرة المشهد وقتل في الحال (3) شخصاً من المستهدفين مما أثار غضب الأهالي في تدافع مُخيف ما بين مؤيد ومعارض لتطورات الأحداث وكانت بداية شرارة الفتنة بهذه المدينة بمثابة فُرصة ثمينة و مكسباً مُعتبراً ينتظره أضعاف النفوس والمتفلتين والمنتفعين من وراء الأحداث والأزمات المصنوعة من قبل الجهات التي تفلح في إستهداف المُدن الأكثر استقراراً في زمن الحرب ومحاول الزج بمجتمعاتها في دائرة الخطر وهاوية الهلاك والتدمير حتى تفقد المنطقة سمعتها وسط قريناتها.
شكل مُختلف
وما بين عشية وضحاها صبحت «الفولة» المدينة الكاسيها الجمال والحالمة بالنهضة والعُمران بشكل مختلف ودخل مواطنها المُتعايش بالأمان في صدمة نفسية وحالة قاسية من الهلع والإحتقان بعد أن اشتدت وتيرة الأحداث إزاء الفوضى العارمة التي جابت الطروقات من قبل (المنتفعين) وأظهرت نتائجها الوخيمة في التعديات على الأسواق والمؤسسات الحكومية والخاصة والمنظمات والمصارف ونهب ممتلكاتها علاوةً على التخريب والإتلاف المقصود وتصاعد أعمدة الدخان بجزء من رئاسة شُرطة الولاية وبُرج الجهاز القضائي المَعَلم الأبرز شكلاً بـ(الحِميرة شبيهة الخرطوم)، ولعلى الساعد في ذلك بلا شك هو إنتشار السلاح في أيدي المواطنين الذي يعتبر أكبر مُهدِّد أمني للبلاد، لو لا لطف الله ووقفة الإدارة الأهلية والشباب الغيورين على البلد كانت الفولة أن تُضحى خرطوم جديدة بدلاً ما كان الشَّبه المثيل للخرطوم في كِناية على التنمية والجمال يتحوُّل الشبه إلى خرابة يرويها الراوي للأجيال.
حقيقة ما جرى
وبعد مرور أسبوعاً كاملاً من البداية الفعلية لأحداث الفولة تأهب الأستاذ آدم كرشوم نورالدين نائب والي ولاية غرب كردفان لعقد مؤتمراً صحفياً بمنبر وكالة السودان للأنباء (سونا) بمدينة الفولة ليوضح فيه حقيقة ما جرى. وفي حديثه عن المُسببات أتهم كرشوم جهات لكنه لم يسميها خططت لتنفيذ مؤامرة كبيرة استهدفت أمن واستقرار مدينة الفولة ومجتمعاتها واصفاً هذا التخريب الذي شارك فيه عدد كبير من المتفلتين خارج الفولة بالممنهج والمقصود وأشار خلال حديثه في المؤتمر الصحفي إلى حجم الضرر الذي وقع على المواطنين الأبرياء والذين سقطوا ضحايا نتيجةً للضرب العشوائي للسلاح وتدوين القذائف في بعض المنازل مؤكداً مقتل (10) مواطناً من الضحايا في أحداث الفولة إضافة إلى عدد كبير من المصابين وفصَّل نائب الوالي المتورطين في الأحداث إلى (ثلاثة فئات) منهم فئة النهب والتخريب، وفئة تدمير البنية التحتية ومجموعة الغضب العفوي التي خرجت بسبب موت ابنائهم. وتحسر على عمليات النهب والسرقات والتي لم تسلم منها حتى سيارات الدولة. مشيداً في الوقت ذاته بجهود الإدارة الأهلية في إحتواء الأزمة كما أشاد بمبادرة شباب الفولة بنظافة المؤسسات التي طالتها أيادي المخربين. وتعهد بإصلاح السلطة القضائية والبنوك والشرطة الأكثر تأثيراً بجانب إصلاح المؤسسات الأخرى.
خسائر أقل
ويشير الناظر عبدالمنعم موسى الشوين ناظر قبائل الفلايتة، إلى مخطط الأجندة السياسية التي رتبت للحادثة ونفذتها بمدينة الفولة بغرض إشعال نار الفتنة وزعزعة أمن المدينة وضرب المكونات الاجتماعية التي تسكنها مضيفاً إن إنتشار السلاح بأيدي المواطنين شجيع المتفلتين والخارجين عن القانون على الأعمال الإجرامية وقال الشوين لدى كلمته بالمؤتمر الصحفي إن الإدارة الأهلية تعاملت مع الأحداث بالحكمة في تهدئة الأوضاع ومعالجة المشكلات حتى خرجت من الأزمة بأقل الخسائر، لافتاً إلى عمليات التفتيش الجارية والتي نجحت في إرجاع الكثير من المنهوبات إلى المؤسسات فضلاً ضبط عدد من العربات الحكومية مؤكداً تنفيذ وتطبيق القرارات التي أصدرتها الإدارة الأهلية مؤخراً على كل من تورط في الأحداث.
مخططات مقصودة
ويقول مراقبون إن الأحداث التي وقعت بمدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان مقصودة من كيانات سياسية والغرض منها خلق فتنة قبلية وتدمير المنطقة وتمزيق نسيجها الاجتماعي بينما يرى أخرون إن هذا الاحتكاك الذي وقع بين أفراد القوات المسلحة والمشتبه بهم غير مُبرر بأن يدفع الأهالي إلى عمليات خراب منطقتهم وإعطاء إشارة للمتفلتين والحرامية أن يستبيحوا رئاسية الولاية في ظل غياب السلطة وضعف الأجهزة النظامية والقانونية نسبةً لظروف الحرب الإستثنائية التي تعيشها الخرطوم والتي إنعكست على الحياة العامة وتمددت إفرازاتها على الولايات وكان من الأجدى أن يقف مواطن الفولة من أجل الحماية العامة للمدينة و التصدي لهؤلاء المخربين وتفويت الفرصة حتى يحافظوا على أمن وسلامة المواطن والمؤسسات بالمدينة وتجنب الكارثة التي ستدفع الولاية ثمنها غالياً خصماً من مواردها الذاتية.