تلف دواء بـقيمة (١١) مليون دولار بميناء بورتسودان
الأمثال السودانية حافلة بتصوير الواقع بعبارات مختصرة ومفهومة توصل رسالتها ببساطة وقوة، ولا نجد أكثر دقة من المثل القائل (جو يساعدوه في قبر أبوه دس المحافير) ينبطق هذا الحال وقع الحافر على الحافر في ملف (الدواء)،
والفاجعة أنه في وقت كانت تُعاني فيه البلاد من نقص حاد في الأدوية المُنقذة للحياة وأدوية الطوارئ والمواطن يشتكي لطوب الأرض في سبيل الحصول على (درب ملح) توجد حاويات دواء بقيمة (11) مليون دولار تقبع بميناء بورتسودان تبرعت بها منظمة أمريكية مجاناً وبقيت في مكانها ومازالت حتى اليوم حتى أنتهت صلاحية معظم أصناف الأدوية فيها.
المأساة أن ثلاثة وزراء صحة تعاقبوا على المنصب منذ حكومة الثورة ومازالت حاويات الأدوية قابعة في ميناء بورتسودان وفشلت المنظمة الأمريكية في التواصل مع المسؤولين وطرقت جميع الأبواب لتسليمهم شحنة الدواء المجانية لتتوالي بعدها دفعات جديدة.
(اليوم التالي) تحصلت على مستندات ومكاتبات بين المنظمة والجهات المسؤولة عن ملف الدواء لتسليم الشحنة عكست الأوضاع المزرية للبروقراطية حتى في تخليص مساعدات مجانية.
معلوم أن البلاد تُعاني من أزمة قاحلة من ناحية العلاج و الصحة إذ توجد ندرة في الأدوية و ضعف في الكادر الطبي و خلل تام في المنظومه الصحية وتحاول بعض المنظمات الانسانية التدخل للمساعدة إلا أنها تنصدم بوتقع مرير من تعثر الإجراءات .
منظمة umr هي منظمه أمريكية مقرها واشنطون تم تأسيسها في العام 2013 و تعمل في 24 دولة في العالم و تم تسجيلها في السودان منذ عامين .
ويقول رئيس المنظمة، د. عابد أيوب : (زرت السودان أكثر من مرة و تعرفت علي الحوجة الطبية المطلوبة من خلال زياراتي للمستشفيات المختلفة وتم إرسال عدد من الحاويات سابقا)، و أوضح أيوب أنه في آخر مرة أرسلت المنظمة عدد 7 حاويات منذ شهر 11 -2019 للسودان بالترتيب مع وزارة الصحة على أن تهتم الوزارة بتخليصها من الجمارك و من ضمنها حاوية 40 قدم بقيمة 11 مليون دولار تحتوي علي أدوية تم توصيلها لميناء بورتسودان يوم 27 شهر 8 عام 2020 بعد اتمام الإجراءات مع الأدوية و السموم و وزارة الصحة و بعد الموافقه عليها ولاتزال، وقال أيوب (هذه الحاوية في ميناء بورتسودان لأنها مسجلة بإسم وزارة الصحة و نحن للأسف مازلنا ندفع قيمة الأرضيات والأن هذه الحاوية يجب أن تعدم نسبة لوجودها في درجة حرارة عالية لفترة زمنة طويلة) .
ويقول الأمين العام للمنظمة محي الدين عوض بحسب بحسب صحيفة (براوند لاند) الصادرة باللغة الإنجليزية والمُهتمة بالشأن الأفريقي، إنه تم إستخراج تصاديق من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (الأوفاك) لمساعدة السودان، فضلاً عن تسجيل المنظمة في السودان بعد إجراءات إستمرت لعامين، وقال عوض (أعتقد أنه يجب مراجعة العمل في وزارة الصحة حيث قابلت ثلاث وزراء في الصحة و كتبنا مكاتبات لهم لم يصلنا منها أي رد) وأضاف (تفاجأنا بأن الحاويات لم تستلم حتى هذه اللحظة) وأوضح الأمين العام للمنظمة أنه رتب لمواعيد مع وزير الصحة الحالي وقال (إلا أنه أعتذر بعد وصولنا للوزارة) وأضاف عوض (بارقة الأمل الوحيدة التي وجدناها كانت عبر لقائنا مع النائب الأول لمجلس السيادة محمد حمدان دقلو حميدتي و الذي إهتم بالموضوع بشكل واضح و وعد بالنظر فيه و العمل علي إصلاح مثل هذهالمشاكل مستقبلا و نحن نشكره جزيل الشكر.(
وبحسب صيادلة عقب إطلاعهم على قائمة الأدوية التي الموجودة في الحاويات أكدوا أنها مُهمة جداً و اغلبها غير متوفر و غالية الثمن.
وكشف الأمين العام للمنظمة الأمريكية أنهم تواصلوا مع مع مديرة المنح و الهبات وزارة الصحة الاتحادية وأوضحت لهم أنها تحتاج لفترة زمنية كي تستطيع تجميع المعلومات الخاصة بحاوية الدواء وقال (تواصلت معها و قالت إنها لاتستطيع الإجابة بإسم الوزارة و وجهتتني لشخص يدعي محمد العالم الذي تحجج بأنه مشغول ولا يمكنه الرد و سيعاود الإتصال بي حالما يستطيع) وأضاف عوض بالفعل (إتصل بي محمد و عرف نفسة بأنه مدير الإعلام في مكتب وزير الصحة و قال إنه لايمتلك معلومات عن هذا الملف ولكنه سيرتب لي موعد مع وكيل وزارة الصحة).
وأوضح الأمين العام للمنظمة أنه سيُحاول التواصل مع وزارة الصحة خلال هذا الاسبوع لمعرفة الإجابة بشأن تخليص هذه الحاويات والإستفادة من المُتبقي منها في حال مازال صالحاً للإستخدام.