الرؤية نيوز

0

متابعة:الرؤية نيوز

القاهرة– محمود القيعي:
يبدو أن السودان قد دخل نفقا مظلما لا نهاية له.
فها هي شركة “النيل” أكبر شركات النفط في السودان تحترق في المعارك الضارية بين الجيش الوطني وما يسمى قوات الدعم السريع.

“رأي اليوم” استطلعت آراء عدد من السودانيين المقيمين في مصر، فماذا قالوا؟

مخرج سوداني شهير مقيم في القاهرة يقول إن هناك نحو 450 ألف سوداني دخلوا مصر بعد اندلاع القتال في الخرطوم، وحوالي 8 ملايين سوداني فروا خارج الخرطوم، مشيرا إلى أن سودانيين آخرين فروا إلى مدن أخرى داخل السودان، وآخرين إلى نيجيريا.

وعن الفئات التي بقيت في الخرطوم، قال: لم يبق فيها سوى العجائز والمغلوبين على أمرهم.
وعن الوضع في السودان الآن، قال إن السودان كله آمن باستثناء الخرطوم ، مشيرا إلى أن نصف أسرته في ” عطبرة ” والنصف الآخر في مصر.

وعن تصوره لحل الأزمة التي تكاد تعصف بالدولة الطيب أهلها، قال: لا حل، مؤكدا أن الصورة قاتمة تماما.
وهاجم التدخلات الأجنبية في الشأن السوداني، مؤكدا أن هناك من يسعى في خرابها.

وأوضح أن غالبية الشعب تؤيد الجيش الوطني بزعامة البرهان.
في ذات السياق قال د.أحمد المفتي المحامي الحقوقي السوداني إن هناك 6 قوي سياسية ، الي جانب قحت ، في انتظار العملية السياسية، مشيرا إلى أن هناك 6 قوي هي: الاسلاميون / التيار الإسلامي العريض ، مشيرا إلى أنهم مثل قوى الثورة ، غير موحدين.

وأضاف أن النافذين منهم يميلون إلى إقصاء الآخر ، وهو نفس الأمر الذي أضعف” قحت”، لأن السودان ملك للجميع ، ولن تفلح اي جهة سياسية، تعمل علي إقصاء القوي السياسية الأخري الا اذا كان ذلك بأمر قضائي.

وأضاف: “ولكن ذلك لا ينفي أنهم هم القوة السياسية ، التي تتحمل كل أوزار حكم البشير ، ولكن دعمهم للجيش ، لدرجة المقاتلة في صفوفه، في مواجهة الدعم السريع ، أعاد الحياة الي اوصالهم ، لأنه أسعد المواطنين ، الذين لم يجدوا أي قوة سياسية أخري ، تقف الي جانبهم “.

وعن الكتلة الديمقراطية، يقول المفتي: “ميزتها الأساسية، عن القوي السياسية الاخري، انها غير اقصائية ، وان كان انصهارها في كتلة واحدة، ما زال ضعيفا جدا ، ولكن لها تدخلات ايجابية، مع القوي السياسية الاخري ، وفي اعتقادنا ، انها تمثل الان، “الوسط” في المعترك السياسي السوداني، ومن شواهد ذلك انها، لم ترفض الاتفاق الاطاري، بل تحفظت علي بعض اجزائه ، اضافة الي انه في اخر بيان لها من اسمرا، اعترفت باتفاق جوبا ، وبتحفظات الشرق عليه ، ولكن ما زال ينقصها الكثير، حتي يعترف بها الجميع، علي انها تمثل، “الوسط”، في السياسة السودانية”.

وقال إن هناك الجذريين: وهم الحزب الشيوعي، وبعض المهنيين، وبعض لجان المقاومة، وطرحهم عقائدي متطرف، يقابله تطرف بعض الاسلاميين، مشيرا إلى أن التطرفين، هما من منقصات العمل السياسي في اي مكان، ولن يحظيا ببعد جماهيري كاف ابدا.

وقال المفتي إن لجان المقاومة اخترقتها الأحزاب السياسية، وشغلوا بعضا منهم، بالعمل التنفيذي، وشكلوا منهم ما يعرف بلجان التغيير والخدمات، وما تبقي منها، فشل في التوحد، لقلة خبرتهم السياسية، وأصبحوا جماعات ، لكل منها أطروحتها، التي لا تقبل بأي اطروحة اخري، فزادهم ذلك ضعفا علي ضعفها.

وعن المكون العسكري، قال المفتي لقد أصبح، الي جانب طبيعته العسكرية، قوي سياسية ، منذ أن اشركته قحت في الحكم منذ البداية في 2019 ، وعندما تناحرت قوي الثورة ، مع بعضها البعض ، علي نحو ما اوضحه حمدوك قبل استقالته ، انفرد المكون العسكري بالسلطة، اعتبارا من 25 اكتوبر 2020، معلنا استعداده لتسليم السلطة، الي ما تتوافق عليه القوي السياسة المدنية ، ولكن لم يحدث ذلك التوافق ، بل برز الاتفاق الاطاري ، الذي تحفظت عليه قوي سياسية معتبرة ، حتي 15ابريل 2023 ، فأصبح المكون العسكري ، حاكما بالامر الواقع الي الي يومنا هذا، واعترف المجتمع الدولي بحكومته ، ولقد زاده قوة وشعبية ، نجاحه في مواجهة الدعم السريع ، فظهر شعار ” شعب واحد ، جيش واحد ” ، في حين أن “قحت” ، كانت تخطط لتكون مواجهة الجيش للدعم السريع ، خاسرة ، تجبر المكون المكون العسكري ، علي الخروج من العملية السياسية ، ولكن حدث العكس تماما ، اذ اصبح المكون العسكري حاليا ، هو المسيطر حاليا علي الحكم ، من خلال حكومة الامر الواقع ، وعلي مسار الحرب .

واختتم مؤكدا أن الدعم السريع سعى لتصنيف نفسه قوة سياسية ، إضافة الي طبيعته العسكرية ، وذلك لترقية وضعه السيادي ، الي اقصي مدي ، للمحافظة علي ما جمعه من أموال ، لا حصر لها .
وقال إن سعيه تمثّل في إعلانه صراحة ، منذ 15 ابريل 2023، انه يسعي لتطبيق التحول الديمقراطي ، ولكن فشل مسعاه لسببين: السبب الأول هو تصدي الجيش له بنجاح ، بدعم شعبي غير مسبوق ” جيش واحد ، شعب واحد ” ، والسبب الثاني ، هو استهدافه للمواطنين بصورة بشعة ، في أرواحهم، وأموالهم ، وأعراضهم ، ومتاجرهم ، ومصانعهم ، فلا يتوقع دعمهم له ، في اي نشاط سياسي .

من جهته أصدر تحالف قوى التغيير الجذري بيانا أكد فيه أن قوات “الجنجويد” التي ترتكب المجازر والاغتصابات وتحتل بيوت المواطنين وتسرق مقتنياتهم كل يوم، وهي ذات القوات التي أحرقت وما زالت تحرق القرى والمدن بدارفور، وشاركت في جرائم ومجازر فض الاعتصامات، وتعمل كأجراء حرب في دول الجوار، نسيت أو تتناسي جرائمها وطبيعة تركيبتها المجرمة وتعشم في أن ينسى شعب السودان كذلك وهيهات.
وأضاف أن خروج الجنجويد لطرح رؤية سياسية هي محاولة مفضوحة لتكون هذه المليشيا قوة سياسية تعمل في الفضاء السياسي السوداني مثلها مثل القوى السلمية، مع التقوي بحمل السلاح الذي تستخدمه ليس ضد منافسيها فقط، بل وضد الدولة والشعب، مؤكدا أن التحالف إذ يرفض هذا التعدي فإنه يرفضه عن مبدأ؛ لا مواقف آنية، مبدأ رسخته شعارات الشارع الثوري وخطته دماء شهدائنا من أول شهيد وحتى آخر قتيل في حرب الجنرالات، مبدأ مدنية الدولة، ومطلب حل الجنجويد باسمه الحركي (الدعم السريع) هو مطلب الشعب السوداني حتى قبل حرب بسوسهم التي كشفت كل الأقنعة، كما يأتي مطلب محاكمة قادة الجنجويد والعسكر في رأس مطالب الشارع الثوري، فكيف لمن كانت هذه شعارات الشارع في مواجهته أن يحلم بأن يتحول من مليشيا إجرامية نحو طرح رؤية تحكم البلاد أو تطرح للتفاوض حتى!

وجاء في البيان أن محاولات أطراف الحرب الكارثية لتحييد وتهميش القوى السياسية والثورية، هي إحدى أسباب هذه الحرب، ويتضح الآن أن هؤلاء الجنرالات بطرفيهم إنما يسعون لاحتكار العنف والسلطة بل والفضاء السياسي، وهو حلم لو يعلمون بعيد، وسنقف مع قوى شعبنا الحية في صف متين لنمنع عسكرة الحياة السياسية، ونبني سلطة شعبنا الديمقراطية.
واختتم مؤكدا أنه في كل يوم تتضح الحاجة الماسة لبناء شبكات العمل القاعدي، واستنهاض قوانا الثورية في لجان المقاومة بالأحياء والقرى، وبناء الهيئات النقابية في قواعدها، وتدعيم وتشبيك القوى السياسية والمدنية الثورية نحو اقتلاع نظام المجازر والحروب، ومحاكمة المجرمين والذين معهم.

المصدر رأي اليوم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!