البرهان يستنكر “مساواة الدولة بقوة تمردت عليها” ويحذر من تفتت السودان
طالب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان لدى مخاطبته القمة السعودية الأفريقية بالرياض الجمعة– طالب القمة بإدانة ممارسات الدعم السريع وتصنيف قواتها ومجموعاتها “الهمجية” – “مجموعات إرهابية” وإدانة من يتعاون معها، للمساهمة في إيقاف ممارساتهم “الشنيعة” وعودة الشعب السوداني إلى استقراره.
أعرب البرهان عن أسفه على مساندة “بعض دول المحيط الإقليمي والدولي” للدعم السريع، قائلًا إن ذلك يجعلهم شركاء في مآسي الشعب السوداني.
وقال البرهان في كلمته أمام القمة السعودية الأفريقية إن الجميع تابع ما تعرض له السودان جراء “تمرد قوات الدعم السريع الإرهابية وما تمارسه من انتهاكات جسيمة في حق المواطن السوداني”، مشيرًا إلى أنها “استعانت بالمجرمين والإرهابيين من مختلف أرجاء العالم”. وأضاف البرهان: “عندما فشلوا في السيطرة على البلاد من أيام التمرد الأولى انتهجوا سياسة التدمير الممنهج للدولة السودانية في إرثها وثقافتها ومقدراتها ونسيجها الاجتماعي”، منوهًا بأنهم “احتلوا بيوت المواطنين ونهبوا ممتلكاتهم واغتصبوا نساءهم ودمروا البنية التحتية للدولة من مستشفيات ومرافق خدمية ودور حكومية وبنية صناعية عامة وخاصة، وفي سبيل تحقيق أطماعهم مارسوا التطهير العرقي والتهجير القسري للسكان في الخرطوم ودارفور”.
ووصف البرهان ما يحدث حاليًا في دارفور بأنها “جرائم حرب”، قائلًا إن المئات يقتلون يوميًا بـ”دوافع عرقية وإثنية”، في حين تُهجّر “المجموعات الأفريقية” بغرض إحلالها بسكان من “شتات الدول الأخرى” باتخاذ سلاح “التصفية الجسدية والتخويف والإرهاب” وسيلة لذلك. وأضاف: “استعانت قيادة التمرد بمرتزقة من ليبيا وسوريا واليمن وجنوب السودان وتشاد ومالي والنيجر وأفريقيا الوسطي ومن دول أخري من العالم”.
وحذر البرهان من أن “إشعال الفتن القبلية والحرب على أساس جهوي وقبلي ينذر بتفتيت الدولة السودانية”، لافتًا إلى أن ذلك “أحد الأساليب التي تعمل بها القوات المتمردة”.
وأعرب البرهان عن أسفه على ما تجده الدعم السريع التي وصفها بالمجموعات الإرهابية من مساندة من “بعض دول المحيط الإقليمي والدولي”، مشيرًا إلى أن ذلك “يجعلهم شركاء في المآسي والانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الشعب السوداني”.
واستنكر البرهان حديث بعض الدول والمنظمات الإقليمية والدولية عن “مساواة بين الدولة وقوة تمردت عليها ومارست جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، لافتًا إلى أنها “سابقة لم تحدث من قبل”.
وذكر البرهان أنهم استجابوا لكل دعوات الحوار “رغم ما قامت به هذه القوات المتمردة” – “حرصًا على سلامة الوطن وأمنه”. وأضاف: “قبلنا الجلوس في منبر جدة وتوصلنا في مايو إلى إعلان يخرج بموجبه المتمردون إلى مناطق متوافق عليها إلا أنهم لم يمتثلوا”. “تواصلت المداولات حتى بالأمس القريب وفي أثناء هذا التفاوض ظلت مجموعاتهم الإرهابية والعنصرية تواصل القتل والنهب في مدن دارفور ومدن السودان الأخرى” – زاد البرهان.
ووصل البرهان صباح الجمعة إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في القمة السعودية الأفريقية، في أول زيارة له إلى المملكة منذ اندلاع الحرب في السودان في نيسان/أبريل الماضي.
وقال البرهان خلال القمة إن السودان سيظل “داعمًا قويًا للشراكة السعودية الأفريقية، مستفيدًا من موقعه الجغرافي الرابط بين المملكة وقارة أفريقيا”، معربًا عن ترحيب بلاده بانطلاق هذه الشراكة، ومعلنًا استعداده للعمل مع الجميع لدفعها لتصبح “واقعًا ينعم الجميع بفوائده أمنًا واستقرارًا ورفاه”.
والتقى البرهان على هامش القمة السعودية الأفريقية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وبشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعرب البرهان عن قلقه مما يجري في قطاع غزة من “تدمير وقتل وتهجير”، معلنًا عن “تضامنه الكامل” مع الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة “دولته المشروعة على حدود يونيو 1967”. وطالب بأن يتوقف العدوان على غزة وأهلها فورًا وأن يُسمح لهم بالحصول على حقوقهم في الحياة الكريمة.