الرؤية نيوز

كباشي موسى يكتب..الصحفي معتز نجم..والرحيل المر!!

0

الصحفي معتز نجم.. (الأثر) الخالد رغم الرحيل!!

متابعة:الرؤية نيوز

  • تلقيتُ كغيري من الناس بأسى رفيع وحزن بالغ خبر وفاة الأستاذ الصحفي معتز نجم الذي وافته المنية بمدينة ودمدني نهاية الأسبوع الماضي ، فكانت لحظة هذا الخبر لحظة للنسيان،ترك فينا رحيل هذا الهرم الكردفاني جرح عميق لا يندمل ولن يتكرر وعجز الراتق عن رتقه، كيف لا والراحل هو العلم الرقم معتز يوسف نجم،صاحب العين الفاحصة والرؤية الثاقبة والعقل المستنير والمواقف الثابتة،احزنني رحيله لأنه كان عندي بمثابة الأخ الأكبر والصديق الصدوق والزميل المرافق والمُنصح الناصح، ذلك الصحفي المعتق الذي ظل صرير قلمه حاضر عند كل حدث بكردفان الآبية ومن غير كللٍ او ملل، وقلمه يكتب عن الجغرافيا والتاريخ والتراث والموروث الثقافي والفكري والديني وكذلك قضايا السياسة والعدالة والحكم وحقوق الكادحين والمسكوت عنه، وأصبح لسان حال للمزارعين والرعاة والتجار والطلاب والمرأة وأهل الدين وغيرهم، هذا النضال الذي يشهد عليه الصادقين استمر لأكثر من (20) عام عبر الصحف الورقية و الإلكترونية والمواقع الإخبارية.
  • المرض اللعين داهم هذا العلم الرقم ، وأصبح حاجز قوي بينه وبين رحلة العطاء والتوعية والترفيه والتثقيف للمتلقي عبر الصحف ، لكنه ظل صابراً كصبر أيوب في مواجهة المرض، كنا نذهب معه لتغطية المؤتمرات الصحفية ونتشاور في حديث المسؤولين ونحلله من عدة أبعاد،وكان معتز نجم يتفوق علينا أحيانا في التحليل السليم لمجريات الأحداث من عدة زوايا، وذلك يعود لتجربته الطويلة مع صاحبة الجلالة وحضوره السياسي الكبير ومراقبته الجيدة للأحداث ،زرته في بيته قبل السفر إلى مدينة ودمدني برفقة الأخوين الكريمين الأستاذ سليمان دودو والأستاذ الرشيد أحمد محمد مدير القسم السياسي بصحيفة (أخبار اليوم) – رد الله غربتها والوطن أجمع – تبادلنا وقتذاك كلمات المحبة والسلام وتجاذبنا أطراف الحديث عن الراهن بالبلاد، اليوم برحيله تفقد كردفان رجل من الرجال الذين كانوا يدافعون عنها ويحملون همومها وقضاياها عبر المنابر بكل صدق وتجرد ،اتصل بي قبل 48 ساعة من الرحيل المر، ليخبرني بأنه خرج من المستشفى ومتوجه إلى مركز خاص ، وكان صوته هادئ لأبعد الحدود، كان يرغب في قول شيئ اخر ولكن المرض حاصره ولم يتمكن من الحديث وفقاً لما أراد واحب، عاودته بالاتصال ولم يرد ، وكانت أقدار الله نافذة.. وكانت اخر الكلمات معه، ورحل الرجل وترك لنا سحابة من البؤس والحزن مصحوبة بمدامع سخية لأجله، كما ترك خلفه ارث كبير في العمل الصحفي لعله يكون خير معين لمن ياتِ من بعده، وطوى معه صفحة ناصعة البياض امتدت ل47عام من العطاء كان فيها رسول للمحبة وسفير للمعزة.
  • فقد مضى معتز نجم إلى ربٍ عطوف كاتباً على نفسه الرحمن الرحيم بعد أن لطف حياتنا بوجوده لقرابة النصف قرن من الزمان ، وهكذا هو حال الدنيا،(يوم تفرح ويوم تبكي) وهي دار للمر وليست داراً للمقر، فقد رحل من كان يدعو للمحبة والإنسانية والسلام والتعايش السِلمي والوحدة المجتمعية ، قد هوى النجم الساطع واندك الجبل الأشم، وغابت الشمس المشرقة، وافل القمر المنير، نشهد انه كان صحافياً مهنياً صادقاً، ومترافعاً عن الخصومات والصغائر وسفاسف الأمور، ومتسامياً عن الجراح،معتز نجم الكبير قدراً وقيمةً وقامة، كان يقدر الرجال ولا يقدسهم، ويحترم الكبار ولا يمجدهم،ويرمي نظره للصغار ولا يحتقرهم،ولم يكن من الذين يتملقون للحكام ويركضون خلفهم خدمةً وسمعاً وطاعة وما أكثرهم ،ولم يكن من أولئك الذين يضعون السم في العسل ويقدمونه كوجبة دسمة كاملة الطهي والمعاني للقراء وما اوفرهم، وكذلك لم يكن من الزملاء الذين يسعون لاختزال دور أصحابهم ويكيلون ضدهم بمكيالين في حضرة الحاكم،ويظهرون لهم خلاف ما يبطنون، وما أكثرهم ايضاً ، معتز كان يكتب ما يطلبه الشعب وليس ما يطلبه الحاكم، بل كان يؤمن بمبدأ الاجتهاد والمثابرة، لأنه هو عبارة عن مدرسة من الأخلاق والقيم وشُعلة من مشاعل الاستنارة والفكر المتقدم، وبوفاته خسرت غرب كردفان نصيراً قوياً للعدالة الاجتماعية الإنصاف.
  • اليوم ننعي للجميع الصحفي الكبير معتز يوسف نجم، وننعي فيه دماثة الخلق وحسن المعشر والأخلاق، ونشهد انه كان يدوزن أوتار المحبة رغم عصيان الكآبة في وطن غارق في المِحن والبلاوي ، فنم غرير العين يا صديقي، وانت في كنف ربك الذي اصطفاك لجواره، اللهم ان كان محسن زد في إحسانه، وان كان مخطئ تجاوز عنه فانت غني عن عزابه، انا لله وانا اليه راجعون، ولا حقول ولاقوة الا بالله العلي العظيم،واستغفر الله لي ولكم.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!