سجلت اسعار العملات الأجنبية أمام قيمة الجنيه السوداني في السوق الموازي، ارتفاعا تاريخيا اليوم الخميس اثر ارتفاع الطلب على النقد الاجنبي بجانب وجود صفقات مالية لشراء العملة الاجنبية وقيام البنك المركزي بطباعة العملة المحلية دون غطاء وايضا التطورات الاخيرة في الازمة السياسية والحرب وسط توقعات باستمرار انهيار الجنيه .
وتشهد السوق الموازية للصرف في السودان ارتفاعا مستمرا بتعاملات سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، حيث وصل إلى 1180 جنيها للبيع و1175 جنيها للشراء، بحسب ما أفادت به مصادر مصرفية لمراسل اخبار السودان. ويعكس هذا الارتفاع حالة من الضعف والانهيار في اقتصاد البلاد، التي تعاني من أزمة سياسية وأمنية وإنسانية منذ اندلاع حرب أبريل عام 2023.
وتتأثر قيمة الجنيه السوداني بعدة عوامل داخلية وخارجية، منها نقص إيرادات الصادرات من المحاصيل والثروات، التي تضررت بشدة من تداعيات الحرب ، وزيادة نفقات الاستيرادات من المواد الأساسية والطاقة، التي شهدت ارتفاعا كبيرا في ظل تضخم هائل، بالإضافة إلى انخفاض التحويلات المالية من المغتربين، الذين يواجهون صعوبات في قدرة الشراء والثقة في المستقبل. كما أن الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، والتي أدت إلى تدهور علاقاتها مع المجتمع الدولي، تؤثر سلبا على جذب الاستثمارات والمساعدات وايضا تغطية تكاليف الحرب العسكرية .
ولم يقتصر تأثير سوق الصرف الموازية على سعر الدولار فحسب، بل شمل أيضا سعر العملات الخليجية، حيث بلغ سعر الريال السعودي 315 جنيها، والدرهم الإماراتي 320 جنيها، والريال القطري 318 جنيها. وهذه التغيرات تنعكس بشكل مباشر على مستوى المعيشة للمواطنين، خصوصا في ظل اندلاع أزمات إنسانية في عدة مناطق من السودان.
وتجد المصارف المحلية صعوبة في مجاراة ارتفاع سعر الدولار في سوق الصرف الموازية، نظرا لضعف مخزونها من النقد الأجنبي وانخفاض إيرادات التصدير والتحويلات.
وأشار مصدر مصرفي إلى أن سعر الدولار يختلف من مصرف إلى آخر، حسب آلية التحديد التي تضعها هيئة تنظيم سوق الصرف، والتي تستخدم مؤشرات مثل مستوى النقد والإيرادات من التصدير والتحويلات ووجود صفقات داخل البنوك . وأضاف المصدر أن سعر الدولار ارتفع في بنك الخرطوم إلى 1035 جنيها، وفي بنك أم درمان بلغ 1050 جنيها، كما استقر في بنك فيصل عند 1100 جنيها.
ويمر السودان بفترة صعبة ومضطربة، إثر انقلاب عسكري أطاح بالحكومة المدنية في ابريل، وأشعل الصراع بين الجيش والدعم السريع. وقد تدهور الوضع الاقتصادي للسودان، وانخفض مستوى المعيشة للشعب، الذي يعاني من نقص في المواد الأساسية مثل الطعام والدواء والبنزين. وتراجعت قوة الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية، وزادت معدلات التضخم. وترجع أسباب هذه الأزمة إلى عوامل متعددة، من بينها نفاد الاحتياطي من النقد الأجنبي، وارتفاع الديون الخارجية، والإنفاق المفرط على الحرب، والآثار السلبية لها.
ويواجه السودان صعوبات في تأمين متطلباته من البضائع والخدمات، بسبب ضعف قدرته على التصدير والاستيراد. فالحرب أحدثت حالة من عدم الثقة، ودفع بعض الشركاء التجاريين إلى تخفيض تعاملاتهم مع السودان. كذلك، لا يقدر السودان على تنفيذ برنامج الإصلاح مع صندوق النقد، لأنه يواجه مقاومة من جانب بعض المجموعات في المشهد السياسي والاجتماعي. إضافة إلى ذلك، تؤثر على السودان ظروف دول المنطقة، التي تشهد نزاعات وأزمات.
ولإخراج هذه المشكلة، يحتاج السودان إلى اتخاذ إجراءات على المستوى الداخلي والخارجي. من جهة داخلية، يحتاج إلى إيجاد حل سلمي للنزاع، وإشراك كافة الفئات في حكومة انتقالية تضمن التمثيلية. كذلك يحتاج إلى تبني سياسات اقتصادية تحفز قطاعاته المهمة، مثل الزراعة والصناعة والسياحة. كذلك يحتاج إلى إصلاح نظامه المالي والضريبي، وتحسين حكمه وشفافيته. من جهة خارجية، يحتاج إلى استعادة ثقة المانحين والمستثمرين، والحصول على دعم سياسي ومالي يساعده على التغلب على التحديات. كذلك يحتاج إلى تطوير علاقاته مع دول المنطقة، والانضمام إلى مشاريع التكامل.
تنوية \ نظرا لظروف الحرب لم تحدث غالبية البنوك الاسعار منذ 13 ابريل عدا بعضها ونقوم بالتحديث بشكل مباشر والاسعار في السوق الموازي متباينة وغير مستقرة وتختلف بنسبة كبيرة من تاجر لاخر
متوسط اسعار العملات في السودان في السوق الموازي اليوم الخميس 01\02\2024م (وقت نشر الخبر )
الدولار الامريكي 1175.00 جنيها.
الريال السعودي 315.00 جنيها.
الدرهم الاماراتي 320.00 جنيها.
اليورو 1200 جنيها.
الجنيه الاسترليني 1230.00 جنيها | غير متداول.
الجنية المصري 25 جنيها | متباين.
الدينار البحريني 2980 جنيها.
الريال القطري 318.0 جنيها.
الريال العماني 2950 جنيها.
