الرؤية نيوز

جريدة مصرية : هل يدخل السودان في النفق المظلم؟.. خبراء يردون ويتحدثون عن «أخطر السيناريوهات»

0

هل يدخل السودان النفق المظلم؟، تساؤل يتردد على ألسنة السياسيين والخبراء بالشأن الإفريقي في ظل استمرار القتال بين طرفي الصراع في السودان وهما الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي في ظل فشل جهود الوساطة لوقف القتال والذي تسبب في خسائر وصلت إلى 200 مليار دولار بالإضافة إلى النزوح الجماعي والتهديد بالمجاعة والأضرار الصحية.

هبة البشبيشى
الازمة السودانية، وقالت الدكتورة هبة البشبيشي أستاذة العلوم السياسية، المتخصصة في الشأن الإفريقي، إن التصعيد في الأزمة السودانية يؤكد أن هناك تمويلا خارجيا لدعم قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وتأجيج الصراع في السودان.

وأضافت أن استمرار الصراع بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع ينذر بتقسيم السودان الأمر الذي يهدد إقليم وادي النيل.

الأزمة السودانية، قال الباحث محمد الجزار، المتخصص بالشأن الإفريقى إن تصاعد الصراع المسلح في السودان يوما تلو الآخر رغم المساعي الدولية والإقليمية المستمرة لوقف هذا الصراع وراء تدمير عشرات المدن السودانية وقتل آلاف الأبرياء من المدن مع تدمير للموارد الحيوية في السودان وآخرها قصف مصفاة الجيلي للبترول شمال الخرطوم بحري وتدميرها بالكامل.

وأكد أن مصفاة الجيلي هي واحدة من أهم المنشآت النفطية في السودان وأكبر مصفاة لتكرير البترول في البلاد ومع ذلك لم تنجُ من فاتورة المعارك بين طرفي الصراع بصورة شرسة، موضحا أن ميلشيات الدعم السريع قامت في الآونة الأخيرة باقتحام قرية التكينة الواقعة في ولاية الجزيرة جنوب العاصمة الخرطوم وهاجمت المدنيين بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين.

وواصل حديثة قائلا: وفي مدينة الفاشر الواقعة شمال دارفور تتواصل أيضا العمليات العسكرية من قبل ميلشيات الدعم السريع تجاه المدنيين مما أسفر عن سقوط أكثر من 500 جريح وعشرات القتلي حتى الآن وبسبب القتال العنيف تدهور أيضا الوضع الإنساني والغذائي حيث أجبر المئات علي أكل ورق الشجر بل أجبرت بعض النساء علي ممارسة الدعارة مقابل الحصول علي الطعام في صورة يندي لها جبين الإنسانية.

السيناريوهات المستقبلية للصراع المسلح في السودان

وتابع: هناك عدد من السيناريوهات يتوقع حدوثها خلال الفترة القادمة وهي كالتالي:
–السيناريو الأول: استمرار الوضع القائم منذ بداية الحرب بين الطرفين والدخول في معارك مستمرة دون تحقيق حسم نهائي للصرع لصالح أحد الطرفين وهذا السيناريو يناسب مصالح قوي دولية وإقليمية تريد إطالة أمد الصراع لاستنزاف أكبر قدر من موارد السودان وعلي رأسها الذهب الموجود في جبال بني عامر التي يسيطر عليها قائد ميلشيات الدعم السريع حميدتي.

–السيناريو الثاني: نجاح الجيش السوداني في التصدي لميلشيات الدعم السريع والحصول على دعم داخلي وإقليمي ودولي يساعده في هزيمة تلك الميلشيات والبدء في مرحلة سياسية جديدة.

–السيناريو الثالث: العودة إلى المفاوضات بين الطرفين برعاية أممية وإقليمية تحت ضغوط دولية مما يمكن أن يساهم في تسوية الصراع إذا ما أرادت الأطراف الخارجية المتدخلة في السودان تفعيل خيار المفاوضات وهو أمر مستبعد حدوثه قريبا نظرا لفشل خيار المفاوضات منذ بداية الصراع حتى الآن.

رمضان قرنى
الازمة السودانية، وقال الدكتور رمضان قرنى، الخبير الاستراتيجى والمتخصص فى الشأن السودانى، إن ملامح المشهد العسكرى والسياسي فى السودان فى غاية التعقيد للعديد من الاعتبارات، أولها حالة اللاسلم واللا حرب وعدم حسم العديد من الجولات الصراعية بين قوات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع خاصة فى الولايات الكبرى ومنها إقليم دارفور وتحديدا مدينة الفاشل عاصمة الاقليم.

وأكد أن الجيش السوداني ما زال يسيطر على شرق السودان وخاصة المناطق الاستراتيجية إلا أنه المناوشات ما زالت مستمرة فى الخرطوم أما الاعتبار الثاني فيكمن فى العديد من المتغيرات السياسية خاصة بعد إعلان القاهرة الوصول إلى حل للأزمة السودانية عن طريق ٤٨ فصيلا حزبيا وسياسيا ومجتمعيا بالسودان.

مدى قدرة الأطراف الدولية على جذب أطراف الصراع فى السودان للتفاوض
وأضاف: أما المتغير الثالث الذي يغير من الوضع فى السودان هو قدرة الأطراف الدولية على جذب أطراف الصراع فى السودان للتفاوض والدخول فى اجتماعات جدة رغم أنه لا توجد بادرة أمل.

السيناريوهات القادمة للأزمة السودانية

وتابع: يمكننا القول إننا أمام مجموعة من السيناريوهات يأتى على رأسها نجاح الأطراف الدولية فى إقناع طرفى الصراع فى السودان بالعودة إلى المفاوضات وهذا الأمر مرتبط بقدرة أمريكا على إقناع طرفى الصراع بالعودة إلى اجتماعات جدة خاصة وأننا لدينا ثلاثة منابر هما منبر جدة ومنبر دول الجوار ومنبر منظمة الإيجاد وحتى الآن لا يوجد حماس دولى أو إقليمى لاستئناف منبر الجوار والإيجاد.

الازمة السودانية
وأضاف أن الجهود الأمريكية شملت أوغندا ومصر والسعودية وهناك رغبة أمريكية فى ضم مصر والإمارات لمنبر جدة التفاوضى.

ويستكمل حديثة قائلا: أما السيناريو الثانى هو قدرة طرف من أطراف النزاع على حسم الصراع فى إقليم دارفور بعد انضمام حاكم الإقليم للجيش السوداني والحديث داخل الإقليم حول نزوح العديد من السكان تمهيدا لعملية عسكرية وبالتالي الوضع فى إقليم دارفور معقد للغاية ولن يستطيع طرف حسم الصراع أو على تحقيق نجاحات عسكرية على أرض الواقع وتظل المشكلة فى ٨٠٠ ألف سودانى معرضون لكارثة إنسانية وبالتالي الحسم فى إقليم دارفور ليس بالضرورة أن يكون حسم عسكري وهذا يجعلنا أمام أزمة كبيرة.

وقال: أما السيناريو الثالث للوضع الراهن نتيجة عدم قدرة القوى الكبرى على إقناع طرفي الصراع بالتفاوض فضلا عن التوازن العسكرى بينهما فقد يتسبب ذلك في خسائر 200 مليار دولار وعدم قدرة طرف من أطراف النزاع على حسم الصراع فى إقليم دارفور وبالتالي من المرجح هو استمرار الصراع فى السودان فى ظل اعتماد قوات الدعم السريع على الحشد القبلى فى بعض الدول المجاورة واعتماد الجيش السودانى على القوى السياسية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!