الرؤية نيوز

لا يزال الوضع غامضا هناك .. تدمير مصفاة الجيلي يتسبب في آثار بيئية كارثية

0

لا يزال الوضع في مصفاة الجيلي، 60 كيلومترا شمالي الخرطوم، أكبر واهم مصفاة لتكرير النفط غامضا، فيما يستمر القتال حول المصفاة مما يجعل الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة حول ما حدث للمصفاة امرا صعبا. وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت أن طيران الجيش قد نفد العديد من الغارات على المصفاة ودمرتها تماما. إلا ان مصادر أخرى موالية للجيش ونشرت مقاطع فيديو تظهر اشتعال موقعين فقط يعتقد أنهما خزانات وقود، ولم يتسن لفريق راديو دبنقا التحقق من صحة مقاطع الفيديو كما لم يتسن الحصول على تعليق فوري من الناطق الرسمي باسم الجيش

لكن الوضع على اية حال ينذر بمخاطر كارثية فيما يحشد طرفا الصراع السوداني، الجيش وقوات الدعم السريع قدراتهما العسكرية في سبيل تحقيق النصر، مهما كان الثمن وبرغم الكلفة الباهظة، بشرية كانت أو اقتصادية أو بيئية فتدمير البنى التحتية والمؤسسات الحيوية واحدة تلو الأخرى، لم يعد في قائمة أولوياتهما، وليست ذات قيمة لديهما هذا فضلا عن استهداف المواطن.

مخاطر بيئية

حول المخاطر البيئية الكارثية لتدمير المصفاة، استطلعت “راديو دبنقا” المهندس خالد العنانزة مهندس البيئة السابق في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في السودان يونيمس، الذي قال “إن مصافي النفط تصنف ضمن المنشئات الخطرة،” وأرجع ذلك لسببين، الأول أنها تحتوي على مواد خطرة هيدروكربونية ومشتقات نفطية وقال إن خطورة هذه المواد تكمن في أنها قابلة للاشتعال ومواد سامة جدًا للإنسان والبيئة واعتبر أن السبب الثاني يكمن في أن مصافي النفط تحتوي على عمليات كيميائية مشتركة، تصنف ضمن العمليات الخطرة.

وقال العنانزة الذي يشغل حاليًا، عضو الهيئة الإدارة لجمعية سلامة العمليات الكيميائية الاردنية، “عند وقوع أي حادث في مصفاة النفط يتسبب ذلك في كارثة للبيئة والصحة البشرية والأجواء البيئية المحيطة في المصفاة،”.

وأشار الخبير البيئي إلى أن ثاني أكسيد الكبريت من الانبعاثات الخطرة التي يمكن أن تنتج عن قصف المصفاة بالقذائف الصاروخية وهو مركب خطر ويمكن أن يسبب أمراض سمَّية للبشر وللنبات والحيوانات، ويمكن أن يتحد مع بخار الماء ويشكل حامض الكبريتيك وينزل على الغابات في شكل أمطار حمضية.

احتباس حراري

وحذر الخبير البيئي خالد العنانزة الذي كان يتحدث لـ”راديو دبنقا” من تأثير ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون والمركبات الهيدروكربونية المتطايرة، قال بأنها كلها لديها أثار خطيرة على الإنسان والبيئة النباتية والبحرية كما تتسبب في مشاكل الاحتباس الحراري والتغير المناخي.

واعتبر الخبير البيئي خالد العنانزة أن قضية قصف المصفاة قضية خطيرة لا تسبب مشاكل بيئية آنية فحسب وإنما تسبب مشاكل بيئية تراكمية على المدى الطويل وتسبب التسمم للبشر والنبات والحيوان والبيئة البحرية المحيطة بالمصفاة.

ونبه إلى ان المصفاة تحتوي على خزانات مواد خطرة يمكن أن تلوث المياه الجوفية والغابات والنباتات على المدى الطويل ويمكن أن تسبب مشاكل خطيرة للإنسان والبيئة، وهذه الأثار البيئية تراكمية وقد تكون كارثية. ورأى أنه من الضروري تقييم الآثار البيئية الناتجة عن قصف المصفاة.

تحذير من مهندسين سودانيين

وكانت مبادرة استعادة نقابة المهندسين قد أصدرت بيانا حذرت فيه من دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي تطالب للقوات المسلحة بدك المصفاة، انتقاماً، كما يروجون من قتلة الشهيد ملازم أول معاش محمد صديق، ووصف تلك الدعوات بأنها لا يمكن ان تصدر إلا عن أشخاص لا تهمهم الأرواح التي ستزهق، أو البنى التحتية التي ستدمر.

وحذر البيان الأطراف المتقاتلة من استخدام المصفاة أو غيرها من بنى السودان التحتية كسلاح في الحرب وأكدت أن الأثر المتوقع لتدمير المصفاة يتعدى عشرات الكيلومترات المربعة، مما يهدد حيوات عشرات الآلاف من السكان، وبالطبع كل أشكال الحياة الأخرى في دائرة الانفجار.

وحذرت من أن الأثر البيئي لتدمير المصفاة سيكون كارثيا ومدمراً وسيمتد لمئات الكيلومترات بفعل تيارات الهواء والمياه، هذا بالطبع غير الأثر الاقتصادي، الطويل المدى والمدمر لما تبقى من اقتصاديات البلاد، سواء على المستوى المادي المباشر من اتلاف مليارات الدولارات أو من تمدد الآثار السلبية على إثر توقف الإنتاج المحلي للبترول المكرر وغاز الطبخ وغيرها من المشتقات التي تستخدم في الزراعة والإنتاج والنقل وغيره من قطاعات الانتاج والخدمات.

وجاء في البيان إن احتلال مليشيات الجنحويد للمصفاة وللمناطق المحيطة بما فيها مصانع الذخيرة ومخازن جهاز الأمن وغيرها واستخدامها ضد شعبنا هي جريمة حرب وممارسة إرهابية، ومع ذلك فهي لا تبرر أبداً استهداف هذه المنشآت عسكرياً وتدميرها، وتعريض حيوات الآلاف للخطر المباشر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!