الرؤية نيوز

الإعلام السوداني والحرب بين الفجيعة والفشل !!! 

0

ابتدارا ليس من العدل التعميم ذلك لانه يجافي الحقيقة ويضعف الفكرة ويظلم في احايين كثيرة وعطفا علي عنوان هذه المادة فان الاعلام السوداني المشاهد والمسموع والمبثوث الا من رحم الله يمكن وصفه بالفشل التام في القيام بدوره المناط به في هذه الحرب العبثية


ناتي لتفسير ما ذهبت اليه فالمتابع للاعلام السوداني تجده منقسما الي مناصرة القوات المسلحة وهو الامر المطلوب بلا شك وهو مناصرة القوات المسلحة وليس ( ضباطها) وآخر يناصر المليشيا المتمردة وهذه وجهة نظره التي نختلف معه فيها لجهة ان القوات المسلحة هي من يقع علي عاتقها حماية الوطن وحفظ اراضيه ومواطنيه والزود عنه من الاعتداء.

وان كان هنالك تحفظات علي الكثير من الفعل ورد الفعل من جانب المواطن الذي يعول علي جيشه الرسمي لحسم هذه المليشيا المتمردة وهنالك في الجانب الاخر المناصرين لها وينتظرون ان تنتصر وتصبح هي الحاكمة للبلاد وكل من الجانبين يسعي لإثبات انه علي حق مستخدما كل الوسائل من ذلك وهذه هي السقطة الاولي.

اذ اغفلا الجوانب الانسانية ومعاناة المواطن المسحوق من جراء هذه الحرب اذ لم يفتح الله علي الاعلام عكس المعاناة الحقيقية للمواطنين منذ بداية وحتي الان جراء هذه الحرب النازحين للولايات واللاجئين لخارج السودان ولم يتناول حالات الجشع من اصحاب العقارات بالولايات ولم يركز علي عكس الحالات والمواقف المشرفة للذين استضافوا الاسر بلا مقابل وباريحية في بعض الولايات فلا قام بعكس المشرف ليحتذي ولا قام بنشر المخذي ليقلل من وطأة الطمع والجشع واغفل ذلك تماما.

ثانيا لم يقم الاعلام بمتابعة الذين تمكنوا من اللجوء خارج البلاد الي الدول المجاورة وكانت مصر هي الدولة التي أستقبلت الاغلبية منهم سواء كان ذلك رسميا أو غير ذلك مما يسمي بالتهريب وهنا يجدر الإشادة بجمهورية مصر العربية وذلك لاستقبالها الذين نزحوا اليها من أول يوم وسهلت لهم الدخول بجوازات منتهية الصلاحية وسمحت بإضافات الاطفال ومنحتهم مهلة لتوفيق اوضاعهم وحتي هذه المحمدة أغفلها الاعلام السوداني وعجز عن مجاراة ما صاحب هذه الفترة التي امتدت لشهور لم يتفح الله علي الاعلام بمتابعة هذه الفترة وما صاحبها من احداث ليعضد الموجب ويعالج السالب.

وصاحب هذه الفترة طمع وجشع من القنصلية المصرية ببورتسودان و تحولت التاشيرة المجانية الي سلعة وصلت الي ثلاثة الف دولار وتنادي تجار الازمات من السودانيين واصبحت هنالك اسعار للتاشيرة تتفاوت حسب زمن الاستخراج تراوحت بين ثلاثة الف دولار ليومين والف وخمسمائة دولار لاسبوع والف دولار لاسبوعين وصمت الاعلام صمت القبور وهو يري ويسمع ويشاهد كل هذه السلوكيات التي لا تتناغم وموقف الدولة الرسمي في الوقوف مع المواطن السوداني وهو يعاني ويلات الحرب.

ولم يفتح الله عليه بتناول وقوف عربات الاسعاف امام القنصلية المصرية ببورتسودان لثماني ساعات منذ الساعة السابعة صباحا وحتي الثالثة عصرا لمرور موظفي القنصلية المصرية لتحديد استحقاق المريض التاشيرة العاجلة ام لا ويكفي ان يظل المريض كل هذه المدة داخل العربة غير المهياة وبدون تكييف كذلك وهنالك من قضي نحبه داخلها وكنا شهودا علي العديد من حالات الوفيات امام القنصلية بل كان هنالك العديد من الاقلام ظلت تذر الرمال بمدح القنصلية وطاقمها رغم ما قامت به من مواقف يندي لها الجبين ورغم ذلك نشكر لها انها القنصلية الوحيدة التي ظلت تقدم خدماتها القنصلية من بين 94 سفارة اجنبية وقنصلية ومكتب تمثيل وأغفل الإعلام ذلك مما يعتبر ثالث السقطات له.

رابعا لم يقم الاعلام بمتابعة تجار الازمات بجمهورية مصر العربية من بني جلدتنا وهم يقومون باستغلال إخوانهم في إيجار الشقق ومضاعفة اسعارها مباشرة أو زيادة المبالغ المطلوبة من أصحاب العقارات من المصريين الذين أصابتهم الدهشة من سلوك السوداني تجاه أخيه السوداني حتي تضاعفت الإيجارات بنسبة وصلت ٥٠٠% من سعرها المتداول ولم يسلم من ذلك الاستغلال حتي الاقارب والاشقاء من تجار الازمات.

خامسا أغفل الاعلام عملية توضيح الحقوق التي توفرها الامم المتحدة عبر التسجيل كلاجئين والمتضمنة للعديد من الحقوق المرتبطة بالحصول علي الكرت الاصفر او الابيض ولم تتناول اي جهة اعلامية عملية تنوير او تثقيف للاجئين عن الاجراءات والمبالغ المستحقة عقب التسجيل والحصول علي الكروت التي بلغت الان اكثر من عام وحتي هذه اللحظة يجهل اللاجيء هذه الحقوق.

سادسا هنالك اعتداءات سافرة تعرض لها اللاجئين السودانيين بمصر لم يفتح الله علي الاعلام تناولها رغم تناول الاعلام المصري له كقضية راي عام سابعا ولنترك لاجيء مصر ونتجه الي اللاجئين السودانيين باثيوبيا وهذه رواية تحفها الاحزان وتظللها الكوارث وتدمي القلوب ورغم وصول التسجيلات منهم وعكس حالاتهم المزرية وعظم مايتعرضون له من جرائم ونهب وسحل واختطاف وقتل الا ان الاعلام السوداني لايسمع ولا يري ولا يتكلم كأنه اخذ علي نفسه عهدا فلم يكلم اليوم إنسيا.

بعد هذه النماذج التي تؤكد فشل الاعلام في تغطية حال واوضاع المتضرر الاول والمنتج النهائي من هذه الازمة المتمثل قي المواطن وتركيز الاعلام السوداني علي دور واحد متفق عليه وهو القيام بدور الناطق الرسمي للقوات المسلحة وآخرون انتحوا ليصبحوا ناطقين باسم المليشيا المتمردة.

الكتاب والمحللين وقنوات اليوتيوب والمنصات والقنوات الفضائية الاسفيرية والمراسلين والصحف الالكترونية والمواقع الاخبارية كلها نجحت في عكس احداث الحرب بالنشر والتحليل وفشلت تماما في عكس ماترتب علي ذلك من ويلات ومعاناة جعلت من المواطن ضحية لم يجد من يعكس آلامه دعك من آماله …

تبقي هنالك اشادة مستحقة للاعلام السوداني فقد نجح في الجوانب الاجتماعية فتم تنظيم افطارات رمضانية مشوبة بالريبة والارتياب ونجح كذلك في تدبيج المقالات عن الاشخاص من مدنيين وعسكريين تحت مظلة المساندة ونجح كذلك في الاغتيال المعنوي لمن يخالفه الراي تحت مظلة المخاشنة ونجح اعلام الردحي لاصحاب المنصات مستفيدين من تنامي الاعلام الذكي وعبر التطبيفات النشطة من سناب شات وتويتر وتيك توك وصفحات الفيس والواتساب ….. الخ

كذلك اجتهاد ثلة من الاولين وقليل من الآخرين في اقامة ورش عمل تناولت يا للهول ( اعلام مابعد الحرب ) وكانما ان الحرب وضعت اوزارها في ظاهرة كونية استباقا لواجب قادم مع اصرار لتضييع واجب مستحق آني .

وكذلك نجح الاعلام في إحتفاء بعضه ببعض احتفالا بمرور عام علي تدشين عمله او بالاصح الاحتفال بمرور عام من التيه في المظآن اننا اعلام فاعل ومضيف ولن يكتب عن نفسه غير ذلك طالما هو الممسك بالقلم والكاميرا ….

عزيزي الاعلامي السوداني كفي بنفسك اليوم عليك شهيدا فان كنت تناولت اوجاع المواطن ومعاناته المتباينة المتراكمة و في كافة المراحل والمحطات الداخلية والخارجية فلك التحية والاجلال وان كنت غير ذلك فسمي نفسك ماتريد شريطة الابتعاد عن تسمية نفسك بالاعلامي .

وكذلك فتحت الان سوق المبادرات اشهرها مبادرة رؤساء التحرير و في اعلي قائمتها احدهم شهد علي نفسه بان قائد المليشيا اخطره بالحرب قبل وقوعها وانه كان علم بكثير من التفاصيل مما يوقعه تحت طائلة المساءلة الجنائية

تظل الامثلة المذكورة آنفا نذر يسير من كثير تنطق كلها بفشل الاعلام السوداني عجزه عن القيام بدوره المطلوب منه تبقي النصيحة الاغلي إلتفتوا الي المواطن المطحون داخليا وخارجيا وهو يعاني الاخراج من منزله وفقدانه مصدر رزقه وعجزه عن الاجابة لسؤال متي تنتهي الحرب؟؟؟

عزيزي الاعلامي السوداني كم عدد ضحايا الحرب من القتال المباشر حتي الان؟

كم تبلغ الخسائر المالية للحرب ؟ كم عدد ضحايا الحرب من آثار غياب الرعاية الطبية وعدم توفر الادوية؟ كم عدد اللاجئين من جراء الحرب؟ كم عدد النازحين داخل السودان؟؟ كم عدد ضحايا العطش وإرتفاع درجة الحرارة في الطريق لمصر؟؟

كم عدد اللاجئين بغابات اثيوبيا؟؟ كم عدد الضحايا بغابات اثيوبيا؟؟ كم عدد النازحين لدول الخليج؟ كم عدد الصور الملتقطة لكم مع الجنرالات والوزراء والمسئولين لكم اعزائي الاعلاميين؟؟

حتي نحصل علي اجابات لهذه الاسئلة واتمني ان لا تتحول لاسئلة ليست للإجابة نقول بارك الله في من قام بدوره وهم قلة قليلة وهدي الله الغافلين المتاجرين وهم الاكثرية.

المصدر : تسامح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!