الرؤية نيوز

قطع بحرية إرترية تصل الساحل السوداني.. ما وراء “الزيارة”؟

0

في زيارة تعد الأولى منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أعلنت القوات البحرية السودانية، استقبال قطع من البحرية الإرترية، الجمعة، في ساحل البحر الأحمر بشرق السودان، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

وقال الجيش السوداني في بيان مقتصب على منصاته بمواقع التواصل الاجتماعي، إن الزيارة تأتي “في إطار العلاقات الممتدة بين البلدين والجيشين”.

وبدوره قال رئيس الوفد الإرتري في تصريح نقلته وكالة الأنباء السودانية، إن زيارة القطع البحرية تهدف “لتأكيد وقوف إرتريا مع السودان في قضيته العادلة”.

وأضاف “نسعى لأن يكون هناك حلف استراتيجي قوي لمصلحة البلدين”.

ويرى المحلل السياسي، الطاهر إدريس، أن “الزيارة نوع من التضامن الإرتري مع الشعب السوداني، لكنها لا تخلو من أجندة أمنية”.

وقال إدريس، المختص في شأن شرق السودان، لموقع الحرة، إن “الأمن البحري الإرتري لا ينفصل عن الأمن البحري السوداني، ومن الطبيعي أن تكون هناك علاقات استراتيجية بين البلدين، ومن الطبيعي أن تحدث مثل هذه التحركات والزيارات العسكرية”.

وبدوره يرى الخبير الاستراتيجي، الزاكي عبد المنعم، أن “الزيارة تهدف لتوجيه رسالة إلى قوات الدعم السريع، مفادها أن أي محاولة للاقتراب من بورتسودان، فإن القوات الإرترية ستتدخل لمساندة الجيش السوداني”.

وقال عبد المنعم لموقع الحرة، إن “قوات الدعم السريع زحفت نحو مدن رئيسية في شرق السودان، بعد أن تمكنت من بسط سيطرتها على ولاية الجزيرة، بوسط البلاج، وعلى أجزاء واسعة من ولاية سنار في الجنوب الشرقي.

وأضاف أن “قوات الدعم السريع اقتربت من مدن الفاو والقضارف وكسلا الشرقية، وفي حال سيطرت على تلك المدن فإن ذلك يعني أن مدينة بورتسودان التي اتخذها الجيش كعاصمة إدارية أصبحت تحت التهديد”.

وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن قوات الدعم السريع تخطط لنقل القتال إلى مدينة كسلا الحدودية مع إرتريا، مما يمكن أن يكون مزعجا للحكومة الإرترية.

ويعلن الرئيس الإرتري، إسياس أفورقي، مواقف داعمة للجيش السوداني، ويشدد على ضرورة ابتعاد التدخلات الخارجية عن الأزمة السودانية، مؤكدا أن “مشكلة السودان داخلية، ويجب أن تُحل في إطار البيت الداخلي”.

وسبق أن زار القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إرتريا، في سبتمر الماضي، ضمن جولة خارجية شملت عددا من الدول.

ويشير عبد المنعم إلى أن “زيارة القطع البحرية الإرترية لا تنفصل عن سياق التنافس الإرتري الإثيوبي، لافتا إلى أن “أفورقي يريد أن يكون جزءً فاعلا في الأزمة السودانية”.

وأضاف: “ربما تكون زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد إلى السودان، قد أزعجت أفورقي، وبالتالي سعى لتطمين الجيش السوداني بأنه مستعد للقتال بجانبه، حال الحاجة إلى ذلك”.

وكان آبي أحمد زار السودان، في 9 يوليو، وأجرى مباحثات مع البرهان، مؤكدا على أن “زيارته للسودان تأتي للتضامن مع الشعب السوداني”، قائلا إن “الأصدقاء الحقيقيين يظهرون وقت الشدة”.

وكشف سياسيون سودانيون عن معسكرات تدريب في الأراضي الإرترية لتدريب عناصر من حركات سودانية مسلحة داعمة للجيش السوداني.

وقال الأمين السياسي لمجلس نظارات البجا، سيد أبو آمنة، لموقع “سودان تربيون” الإخباري، إن “تلك المعسكرات تضم مسلحين من قوات الأورطة الشرقية بقيادة الأمين داؤود، وحركة تحرير شرق السودان، بقيادة إبراهيم دنيا”.

وأشار أبو آمنة إلى المعسكرات تضم أيضا مسلحين من قوات الحركة الوطنية للعدالة والتنمية، بقيادة محمد طاهر سليمان بيتاي، ومؤتمر البجا بقيادة موسى محمد أحمد، مشيرا إلى أن قادة تلك الجماعات “لهم صلات بالمؤتمر الوطني المحلول، حزب الرئيس السوداني السابق، عمر البشير”.

من جانبه، يلفت إدريس إلى أن “دخول عناصر تلك الحركات إلى الأراضي الإرترية يتم بطريقة علنية، مما يدلل على وجود تفاهمات رسمية مسبقة”.

وأشار إلى أن تلك الحركات يمكن أن تتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد شرق السودان، “حال لم يتم إدماج عناصرها في الجيش السوداني”، محذرا من تكرار سيناريو دارفور، إذ يعاني الإقليم الغربي من تدفق السلاح ووجود عدد من الحركات المسلحة.

وبدوره، يؤكد عبد المنعم أن “تدريب عناصر تلك الحركات المسلحة يتم بتنسيق كامل مع الحكومة الإرترية، إذ لم تتخذ أسمرا أي موقف ضد تلك الحركات”.

وأضاف “الحركات السودانية التي تتلقى تدريباتها في الأراضي الإرترية، دائما ما تعلن عن حملات تجنيد في مدن كسلا وبورتسودان، تحت سمع وبصر السلطات السودانية والجيش السوداني”.

وفي يناير 2018، تدهورت علاقة الحكومة الإرترية مع نظام الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، إذ قررت الخرطوم إغلاق الحدود “على خلفية وجود تهديدات محتملة على حدودها الشرقية”.

وعقب الإطاحة بالبشير، في أبريل 2019، استعاد أفورقي علاقته مع السودان، وزار الخرطوم مرات عدة.

وسبق أن زار قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، إرتريا أكثر من مرة، حينما كان يتولى منصب نائب رئيس مجلس السيادة، آخرها في مارس 2023.

وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص وإصابة آلاف آخرين، بينما تقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نحو نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات، وإن المجاعة تلوح في الأفق.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، في يونيو الماضي، إن عدد النازحين داخليا في السودان وصل إلى أكثر من 10 ملايين شخص.

وأوضحت المنظمة أن العدد يشمل 2.83 مليون شخص نزحوا من منازلهم قبل بدء الحرب الحالية، بسبب الصراعات المحلية المتعددة التي حدثت في السنوات الأخيرة.

وأشارت المنظمة الأممية إلى أن أكثر من مليوني شخص آخرين لجأوا إلى الخارج، معظمهم إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.

الحرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!