تفاصيل احداث معارك شرق ولاية الجزيرة ..احتدام المواجهات على تخوم ودمدني
شهدت مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، اندلاع مواجهات عسكرية جديدة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، حيث استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة. ذكرت مصادر عسكرية لموقع “العين الإخبارية” أن قوات الجيش السوداني، والقوات المشتركة، وقوات “درع السودان” قد توسعت الخميس لتصل إلى كوبري “العريباب” المتواجد على بعد 12 كيلومتراً من العاصمة ودمدني، إلا أن قوات “الدعم السريع” قامت بحصار تلك القوات من ثلاثة محاور، مما أدى إلى تراجعها.
ذكرت المصادر أن قوات “الدعم السريع” التي وصلت من الخرطوم والحصاحيصا والشبارقة، ألقت الخسائر البشرية والمادية الكبيرة على قوات الجيش السوداني وقوات أخرى، مما تسبب في تراجعها في عدة اتجاهات.
مناطق استراتيجية
وفقًا للمصادر، فإن قوات “الدعم السريع” قد استحوذت على السيطرة في مناطق العريباب، ود الأبيض، ود المهيدي التي تُعتبر مواقع استراتيجية هامة، حيث انتشرت في منطقة “ود الحداد” والعديد من القرى جنوب ولاية الجزيرة، وأنشأت نقاط دفاعية في منطقة “الحاج عبد الله” كإجراء احترازي لمنع تقدم القوات المسلحة السودانية القادمة من ولاية سنار في جنوب شرق البلاد. وفقاً للمصادر، فإن القوات المسلحة السودانية قامت بقصف قرية أم طلحة باستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة الانتحارية، مما أسفر عن مقتل 8 من المواطنين وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
تمكنت قوات “الدعم السريع” من السيطرة على مدينة ودمدني، عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان، في ديسمبر من العام الماضي، قبل أن تتوسع نحو الجنوب إلى ولايتي سنار والنيل الأزرق. لم تتلقَ “العين الإخبارية” أي تعليق من الجيش السوداني أو قوات “الدعم السريع” بشأن الاشتباكات العسكرية في محيط مدينة ودمدني، عاصمة ولاية الجزيرة.
قوات “درع السودان” التي يقودها أبو عاقلة كيكل، الذي انضم للجيش السوداني في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أوضحت أن قواته خاضت معارك كبيرة على مدار يومين ضد قوات “الدعم السريع” في محور أم القرى وغربها. وقد حققت انتصارات في منطقة ود الأبيض وتقدمت نحو منطقة ود المهيدي، بهدف فتح مسارات آمنة لقوات محور الخياري والقوات المساندة لتأمين المنطقة. في بيان لها، أشارت القوات إلى أن قوات درع السودان “تعرضت لهجمات مضادة من ثلاثة محاور من قوات الدعم السريع، وتمكنت من صدها بدعم من سلاح الجو”، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى والمفقودين في صفوفها.
وأضاف: “لا تزال قوات الدعم السريع متواجدة حالياً في مناطق غرب ود المهيدي وغابة مهيلة، في حين تراجعت قوات درع السودان والقوات المسلحة والقوات المساندة لها لترتب أوضاعها في مناطق السيطرة غرب مدينة أم القرى”.
عرقلة العمل الإنساني
مع استمرار الحرب لفترة طويلة وتزايد المعاناة الإنسانية، أظهرت ورقة صادرة عن قطاع العمل الإنساني في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) صعوبة الوصول الإنساني إلى المناطق المتضررة من النزاع، حيث تعوق الألغام والعبوات الناسفة ودمار الطرق والجسور جهود المساعدة. مع استمرار الحرب في السودان، تفاقمت الأزمة الإنسانية، حيث أصبح حوالي 25 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة. بالإضافة إلى ذلك، تم تهجير 14 مليون شخص، وأدى القتال إلى إغلاق المستشفيات والمراكز الصحية. تناولت اجتماعات الهيئة القيادية في أوغندا، الورقة الخاصة بالعمل الإنساني التي اعترفت بوجود تحديات تعرقل الجهود الإنسانية. أبرزت الورقة أهم التحديات، ومن بينها “صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، خصوصًا تلك التي تشهد نزاعات مستمرة، حيث تنتشر الألغام والعبوات الناسفة وتتعرض الطرق والجسور للتدمير مما يعيق إيصال المساعدات”. أشارت الوثيقة إلى قلة التمويل المخصص للسودان، بما في ذلك مجالات الغذاء والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية، كما تناولت موضوع السكن والحماية بشكل خاص. وذكرت الوثيقة أن الأزمة أدت أيضاً إلى إغلاق المدارس، مما جعل المزيد من الأطفال يلجئون إلى العمل.
اتفاقيات محلية
وأكدت على أهمية إنشاء آلية لتأمين الممرات الإنسانية واللوجستية من خلال توقيع اتفاقيات محلية مؤقتة عن طريق المفاوضات لوقف إطلاق النار. تقول الأمم المتحدة إن السودان، الذي كان من أفقر الدول في العالم حتى قبل الحرب، يعاني من “واحدة من أسوأ أزمات النزوح العالمية، ومن المتوقع أن يشهد قريباً أسوأ أزمة جوع في العالم”. تشهد الساحة الدولية والأممية دعوات متزايدة لإنهاء الصراع في السودان، وذلك لتفادي حدوث كارثة إنسانية تهدد الملايين بالمجاعة والموت نتيجة نقص الغذاء الناتج عن القتال. منذ منتصف أبريل 2023، دخل الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في صراع مسلح أسفر عن مقتل حوالي 20 ألف شخص ونزوح أكثر من 14 مليون آخرين، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة