نيران ألمانية تهدد الحلم.. رونالدو والنصر على صفيح ساخن في الكلاسيكو
دائما ما تحمل المباريات الكبرى في جميع دوريات العالم، ندية وشراسة، بسبب المنافسة على اللقب، ورغبة كل طرف في إثبات أفضليته على الآخر، وهو ما ينطبق على كلاسيكو النصر والأهلي، المقرر إقامته، غدا الخميس، في قمة الجولة 20 من دوري روشن.
النصر يدخل المباراة في جعبته 41 نقطة، في المركز الثالث، متساويا مع القادسية الرابع، لكنه يتفوق بفارق الأهداف، فيما يأتي الأهلي خلفهما، بفارق 3 نقاط.
وبخلاف الصراع الشرس في جدول الترتيب، وأهمية المباراة، التي سترسم العديد من الملامح في بطولة الدوري السعودي، فإن النصر على وجه التحديد، لن يقبل سوى بتحقيق الانتصار، بالنظر للعديد من الاعتبارات الداخلية والخارجية.
اختبار حقيقي
يمر الفريق النصراوي، بمرحلة رائعة من الاستقرار الفني خلال الموسم الحالي، بعدم الخسارة في آخر 7 مباريات محليا وآسيويا، حيث حقق 6 انتصارات، وتعادل مرة واحدة.
وبعيدا عن النتائج، فإن المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، نجح في تثبيت أقدامه مع الفريق، وتطبيق أفكاره التكتيكية بشكل واضح، وهو ما تسبب في الاستمرار بالمنافسة على لقب الدوري السعودي.
لكن كلاسيكو الأهلي، سيكون بمثابة الاختبار الحقيقي، لكتيبة النصر خلال الفترة الحالية، حيث أن تحقيق الانتصار على فريق بحجم الأسماء التي يمتلكها “الراقي”، سيمنح “العالمي” دفعة معنوية كبرى، بالمنافسة محليا وقاريا.
وسيكون الكلاسيكو، بمثابة الأرض الصلبة التي سيرتكز عليها فيما تبقى من الموسم، حيث سيواجه “فارس نجد” عدة تحديات مثيرة، بكافة الأصعدة.
نيران ألمانية
في الوقت ذاته، يخشى رجال بيولي، نيران المدرب الألماني ماتياس يايسله، الذي يقدم مستويات لافتة مع الأهلي، رغم الظروف الصعبة التي عاشها خلال الموسم الجاري.
المدرب الألماني الشاب، لم يتعرض لأي هزيمة على المستوى الآسيوي، ويتصدر مجموعة غرب آسيا، بمستوى مذهل، جعله أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب.
وعلى المستوى المحلي، استعاد “الراقي” بريقه، بالتواجد في المركز الخامس، والاستمرار في المنافسة، حيث لم يتعرض سوى لهزيمة واحدة فقط، في آخر 10 مباريات خاضها بدوري روشن.
وما يدعم الأهلي خلال الكلاسيكو، هو قدرة يايسله في التعامل مع المباريات الكبرى، حيث شهدت مباراة الفريقين في الدور الأول، تفوق المدرب الألماني، لكنه سقط في فخ التعادل بالنيران الصديقة في الوقت القاتل.
بعيدا عن صراع الفريقين، فإن يايسله، يتطلع للثأر من بيولي بالمواجهة الأولى بينهما في الملاعب السعودية، بعدما فشل في تحقيق الفوز أمامه خلال مناسبتين سابقتين جمعتهما في نسخة 2022-2023 من دوري أبطال أوروبا.
يايسله كان يقود سالزبورج النمساوي، وبيولي مع ميلان، وانتهى لقاء الدور الأول من مجموعات دوري الأبطال، بالتعادل (1-1)، قبل أن يتفوق بيولي إيابا، برباعية دون رد في إيطاليا، وهو ما سيشعل النيران بالكلاسيكو المرتقب.
النصر على صفيح ساخن
لا يوجد شك أن التوتر يسيطر على الفريقين، نظرا لحجم المباراة، وأهميتها لدى الجماهير، وتأثيرها على المنافسة، لكن الفريق النصراوي، هو الطرف الأكثر قلقا، بسبب حجم الضغوطات التي يتعرض لها.
وجود لاعب بحجم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو مع النصر، يضع العديد من الضغوطات على اللاعب نفسه والفريق بأكمله، بسبب عدم تحقيق أي بطولة محلية أو قارية، منذ وصوله في يناير/كانون ثان 2023.
وفي الموسم الحالي، عانى النصر ورونالدو من بعض الانتقادات، بسبب تذبذب مستوى الفريق، ولكن مع عودة الأمور إلى نصابها، فإن الجماهير لن تقبل بمسألة الخسارة في الكلاسيكو.
ويمكن أن تؤدي الخسارة إلى عودة الانتقادات الجماهيرية والإعلامية، والمطالبة برحيل بعض الأسماء في نهاية الموسم، والتشكيك في قدرات بيولي نفسه، مما يعود بالسلب على مشوار الفريق ببطولتي الدوري وآسيا.
وبما إن الكلاسيكو هو الاختبار الحقيقي للنصر، فإن الخسارة، ستفجر أزمة مرتقبة بين الإدارة ورونالدو، بسبب عدم تلبية مطالبته الشتوية، بالتعاقد مع لاعب وسط، وتدعيم بعض المراكز.
لكن النصر، قرر ضم رأس حربة، وهو الكولومبي جون دوران، وهو مطلب بعيد كل البعد عن تطلعات الجماهير ورغبة رونالدو في الأساس.