عثمان ميرغني يكتب : صمود
ليس من الحكمة استعجال إغلاق الأبواب في وجه التحالف الجديد الذي تم الإعلان عنه قبل يومين. صحيح أن هذا التحالف جاء من سلالة سلفه “تقدم”.. التي ارتكبت خطايا حتمت موتها جماهيريًا قبل أن تموت تارة أخرى تنظيميا، ويُعلن رسمياً خروجها من الملعب السياسي.. لكن لا تزال هناك فرصة لرؤية وطرح جديد.
يُحمد لـ“صمود” أنهم سجلوا موقفًا قويًا برفض فكرة الحكومة الموازية.. وقد يمضون أكثر في مسار يساعد على بناء تحالف أوسع أفقًا. أن تتجمع المكونات السياسية والمجتمعية في تحالف واحد بأهداف مشتركة هو في حد ذاته نهج مطلوب، خاصة في المرحلة الراهنة والمستقبل. ولو تنظمت وانتظمت كل الأحزاب السودانية في تحالفات.. فإن ذلك يعزز من مواقفها ويساعد على بناء جهد سياسي مؤسسي يعترف بالعمل الجماعي.
من الحكمة منح تحالف “صمود” فرصة لبناء مواقف قد تحمل قدرًا من مراجعة أخطاء مجموعة “تقدم”.. خاصة في العلاقة مع الجيش. وهي محور المواقف السياسية حاليًا.
في بيان التكوين، قالت “صمود” إنها تتبنى شعار “لا للحرب”، ولا غضاضة في ذلك بشرط أن يحمل هذا الموقف معنى إيجابيًا، وليس سلبيًا يفرض البقاء في منطقة السكون التي لا تؤثر في الأوضاع ولا تغير من حال البلد المنكوب.
للأسف الشديد، كانت “تقدم” أيضًا تتبنى نفس الشعار، وتفسره بأنه موقف “غير منحاز لطرف”، رغم كونها الجناح السياسي للتمرد. فكان الشعار مجرد دخان لحجب الأنظار، لا يوقف الحرب بل يوقدها ويطيل عمرها.
شعار “لا للحرب” يجب أن يرتكز على الشرعية في معناها المباشر، شرعية الجيش بلا جدال، في مقابل تم اةرد الدعم السريع. ومن هنا يجوز الدعوة للحلول السلمية المتفاوض عليها والمتوافَق عليها، لكن من منطلق تثبيت شرعية الجيش أولاً.
الآن، أمام مجموعة “صمود” فرصة أخيرة لن تتكرر، أن تمتلك شجاعة الإعلان عما لا يمكن المساومة عليه، وهو دعم الجيش كقوة دستورية شرعية لا يجب لأي طرف أن ينازعها أو يتمرد عليها.
من الحكمة أن يلتئم المجموع السياسي السوداني على أهداف عليا متحدة. قد تختلف الوسائل، لكن لا يجب أن تختلف الغايات المنشودة.
التيار