تحريم مشاهدة هذا المسلسل..اليك التفاصيل
بعد أكثر من عامين من التأجيل، أعلنت مجموعة قنوات MBC عن عرض مسلسل «معاوية» خلال شهر رمضان المقبل، ليعود الجدل حول العمل التاريخي الذي أثار ضجة واسعة منذ الإعلان عنه لأول مرة في عام 2023. الإعلان التشويقي الذي بثته القناة حمل مشاهد ملحمية لمعارك وصراعات ضخمة، مع استخدام مؤثرات بصرية متطورة، ما جعل المسلسل واحدًا من أبرز الأعمال المنتظرة في الموسم الرمضاني لعام 2025.
ورغم الإنتاج الضخم والاهتمام الكبير الذي حظي به، واجه المسلسل اعتراضات قوية من المؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، الذي أعلن رفضه القاطع لتجسيد شخصيات الصحابة، معتبرًا ذلك «حرامًا شرعًا»، كما دعا علماء الدين إلى مقاطعة العمل وعدم مشاهدته.
الأزهر الشريف، ممثلًا في هيئة كبار العلماء، أكد أن موقفه تجاه تجسيد الصحابة واضح وثابت منذ سنوات، إذ سبق له رفض أعمال سابقة تناولت شخصيات تاريخية إسلامية مثل مسلسل «عمر بن الخطاب». الدكتور عبدالفتاح عبدالغني العواري، عضو هيئة كبار العلماء، أوضح في تصريح خاص لـ«المصري اليوم» أن تجسيد شخصية معاوية بن أبي سفيان، الذي كان أحد كتاب الوحي، يعد أمرًا مرفوضًا دينيًا، مشيرًا إلى أن الصحابة لا يجوز تجسيدهم بأي حال من الأحوال في الأعمال الدرامية.
وأضاف أن الخلافات التاريخية حول الحكم والخلافة شأن إلهي لا يجب تحويله إلى عمل درامي يخضع للتفسيرات المتباينة، متسائلًا عن الخطوة التالية للممثلين بعد هذا مسلسل «معاوية»: ماذا سيقدمون بعد ذلك؟ فبالتأكيد تجسيد شخصيات وأعمال أخرى تخالف الشريعة الإسلامية؟.
الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين الأسبق بجامعة الأزهر – صورة أرشيفية
من جانبه، شدد الدكتور محمد على، الداعية الإسلامي في الأزهر الشريف، على أن مشاهدة مسلسل «معاوية» حرام شرعًا، مشيرًا إلى أن الأزهر سبق أن أصدر بيانًا يحرم فيه أي عمل درامي يتناول شخصيات الصحابة، مثلما حدث مع مسلسل «عمر بن الخطاب». وأكد أن مثل هذه الأعمال تؤثر على المشاهدين، خصوصًا الشباب، إذ قد ترسخ في أذهانهم صورة الممثل الذي يجسد الصحابي، مما يؤدي إلى تشويه الصورة الحقيقية للصحابة.
وتساءل محمد علي عن منطقية رؤية ممثل يؤدي شخصية علي بن أبي طالب ثم يظهر في دور آخر يشرب الخمر أو يشارك في مشاهد غير لائقة، مشددًا على أن موقف الدين واضح في هذه المسائل، بغض النظر عن الجهة المنتجة للعمل الفني أو نواياها.
ورغم الاعتراضات الدينية، تمسك القائمون على المسلسل بقرار عرضه، مؤكدين أنه عمل درامي يعكس فترة تاريخية مهمة دون المساس بالشخصيات المقدسة. العمل الذي تم تصويره بالكامل في تونس، استغرق وقتًا طويلًا في الإعداد، إذ تم بناء ديكورات ضخمة، واستخدام أزياء تاريخية دقيقة، إلى جانب تدريب الممثلين على استخدام الخيول وتنفيذ المعارك بواقعية عالية.
تسامح نيوز