متابعة : الرؤية نيوز
دائما ما تتسم مواجهات الديربي بين قطبي العاصمة الإسبانية مدريد، الريال وأتلتيكو، بالندية والإثارة.
وبخلاف الموقعة المنتظرة على أرض الملعب، اشتعلت الأجواء خارج الخطوط بين المدربين كارلو أنشيلوتي ودييجو سيميوني لمرحلة غير مسبوقة من المعارك الكلامية الحادة.
ويسعى الميرنجي والروخيبلانكوس، لحسم بطاقة العبور لربع نهائي دوري أبطال أوروبا، علمًا بأن الملكي حقق الانتصار في أرضه “سانتياجو برنابيو” بنتيجة (2-1).
صراع البقاء
يمكن اعتبار مباراة الليلة، هي الأهم في موسم كلا الفريقين، ومستقبل كلا المدربين على وجه الخصوص.
ويسعى سيميوني لرد الصفعات السابقة لريال مدريد، بعد خسارة نهائيين سابقين، والتأكيد على أن مشروعه لا يزال ناجحا مع الروخيبلانكوس.
وحال ودع سيميوني ولاعبيه البطولة، سيكون الفريق مهددا بالخروج بموسم صفري، لا سيما بعد التراجع في الليجا عقب الخسارة ضد خيتافي، واصطدامه ببرشلونة في نصف نهائي كأس الملك، وبالتالي سيكون موسمه على المحك.
وعلى الجانب الآخر، خسر ريال مدريد بطولة السوبر الإسباني في يناير/كانون الثاني الماضي بالمملكة العربية السعودية، ولن تتقبل جماهيره الإقصاء من بطولتهم المفضلة، دوري أبطال أوروبا.
الجماهير والإدارة، رغم التخبط في النتائج مؤخرا، لن تقبل سوى بحصد الألقاب وبالتالي فإن مصير أنشيلوتي سيكون أيضًا على المحك، وربما يكون موسمه الأخير حال ودع ذات الأذنين في هذه المرحلة المبكرة.
اتهام مشين
نشبت أزمة بين سيميوني وأنشيلوتي قبل أسابيع قليلة، وبالتحديد في يناير/كانون الثاني الماضي.
البداية كانت بسؤال من أحد الصحفيين لسيميوني، عن الجدل التحكيمي في مباراة ريال مدريد ضد سيلتا فيجو في بطولة كأس ملك إسبانيا.
وعلق المدرب الأرجنتيني وقتها قائلا: “لم أشاهد اللقاء، لكني سمعت ببعض الحالات المثيرة للجدل، دائما ما أسمع عن حالات تحكيمية مثيرة للجدل في مباريات ريال مدريد، يحدث ذلك منذ 100 عام، لا أعرف لماذا أنتم متفاجئون”.
ولم يتأخر مدرب ريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، في الرد على تصريحات دييجو سيميوني، معتبرًا أنها نابعة من هزائم سابقة أمام الفريق الملكي.
وخلال مؤتمر صحفي، علّق أنشيلوتي على تصريحات مدرب أتلتيكو مدريد، قائلًا: “بعض أشواك الماضي لا تزال تؤلم”، في إشارة إلى أن انتقادات سيميوني قد تكون متأثرة بتجارب سابقة.
وأضاف المدرب الإيطالي: “عالم كرة القدم يدرك جيدًا مكانة ريال مدريد وما قدمه على مدار 125 عامًا من التاريخ. ربما يتعلق الأمر (تصريح سيميوني) بجراح قديمة لا تزال تؤلم”.
هذا الرد لم يتوقف عنده سيميوني، الذي خرج بعدها في مؤتمر صحفي قبل مواجهة باير ليفركوزن الألماني بدوري الأبطال، ليرد على أنشيلوتي وأيضًا على داني سيبايوس لاعب خط وسط الملكي الذي هاجمه أيضًا.
وقال المدير الفني الأرجنتيني: “لا أعلق أبدًا على آراء زملائي، بل أكتفي بالرجوع إلى ذاكرتي. عندما كانوا في فرق أخرى، كانت لهم وجهات نظر مختلفة”.
وأضاف سيميوني: “إذا نظرنا إلى مباراة بايرن ميونخ في 2017، سنجد أن تصريحات أنشيلوتي آنذاك جاءت انعكاسًا لما حدث على أرض الملعب. حتى سيبايوس، عندما كان لاعبًا في ريال بيتيس، كانت لديه رؤية مختلفة، لكنه الآن في حالة رائعة”.
ويتهم “التشولو” أنشيلوتي ضمنيا بالنفاق، لأنه كان يتهم الحكام بالتحيز لريال مدريد، حينما كان خارج قلعة “سانتياجو برنابيو”، حسب رؤية المدرب الأرجنتيني.
تحول مفاجئ
تغيرت الأمور هذه الأيام، وتحولت الاتهامات والردود الانفعالية بين كلا الطرفين، إلى إشادات رنانة.
أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي أمس، سئل عن رأيه في سيميوني، فأجاب: “أعتبره مدربا عظيما، لدينا أفكار متشابهة جدا، أستطيع محاولة تخمين ما قد يحدث منهم غدا”.
وأضاف: “لكنني أفضل التركيز على فريقي للتحضير لضغط المنافس، والخروج من منطقة الخطر، يمكن لأتلتيكو أن يلعب بعدة طرق، تماما كما يمكن لنا أن نفعل”.
ورد سيميوني، بشأن تشابه أفكارهما، قائلا: “قضيت وقتا طويلا في إيطاليا، وأنشيلوتي ولد هناك، هذه عوامل أساسية، انطلاقا من ذلك، قد يكون هناك بعض التشابه، لكن من الواضح أن أنشيلوتي أفضل مني بكثير”.
شوكة الريال
ستكون هذه المواجهة رقم 28 بين أنشيلوتي وسيميوني حتى الآن.
وكان أنشيلوتي قد حقق 10 انتصارات، مقابل 9 لسيميوني، وتعادلا 8 مرات.
وسيسعى “التشولو” لكسر هذا التفوق الذي يصب لصالح المدرب الإيطالي، وتحقيق انتصار يجعل الكفة متساوية بينهما، والإطاحة بالميرنجي من البطولة.
كما يواجه ريال مدريد أزمة في مواجهاته الأوروبية ضد الروخيبلانكوس، إذ لم يحقق الميرنجي أي انتصار قاريّ في أرض “الأتلتي” خلال تاريخ مواجهاتهما.
والتقى الفريقان في ذهاب ربع نهائي (2014-2015) وتعادلا 0-0، ثم في إياب نصف نهائي (2016-2017) فاز أتلتيكو مدريد على أرضه (2-1).
فهل يكسر سيميوني شوكة أنشيلوتي، أم يواصل الإيطالي تفوقه وينطلق في البطولة المفضلة لريال مدريد وجماهيره؟
كووورة
