كشف متحدث باسم الجيش السوداني، الخميس، عن تحرير عشرات الأسرى من المدنيين والعسكريين الذين كانت تحتجزهم قوات الدعم السريع في معتقلات بمنطقة جبل أولياء جنوبي الخرطوم.
واعتقلت قوات الدعم السريع منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب المئات من العسكريين والمدنيين، واحتجزتهم في معتقلات سيئة في الرياض وسوبا شرقي الخرطوم، ومواقع أخرى داخل العاصمة.
ولقي المئات من الأسرى والمعتقلين حتفهم داخل هذه السجون، بسبب التعذيب والحرمان من الرعاية الصحية والغذاء.
وقال المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله، لـ”سودان تربيون”، إنه “تم تحرير عشرات الأسرى من منطقة جبل أولياء ومواقع أخرى كانت تحتجزهم قوات الدعم السريع”.
وأوضح بأن حالة الأسرى الذين جرى تحريرهم في جبل أولياء وقبلهم في مواقع أخرى، هي أبلغ دليل على مدى وحشية وإجرام المليشيا البربريّة – في إشارة لقوات الدعم السريع.
وتابع: “لكن ماذا نتوقع ممن يدفن المدنيين أحياء ويحرق وينهب ويدمر؟ هذه فئة لا علاقة لها بأي معيار ديني أو أخلاقي أو قانوني على الإطلاق”.
وبثّت منصات موالية للجيش، مقاطع فيديو، أظهرت الحالة السيئة للأسرى الذين جرى تحريرهم، حيث يعاني أغلبهم من الجوع الشديد والمرض.
وقالت مصادر عسكرية لـ”سودان تربيون” إن قوات الدعم السريع كانت تخطط لنقل الأسرى من ضباط وجنود الجيش والشرطة وجهاز المخابرات العامة والمدنيين إلى إقليم دارفور، بعد أن نقلتهم خلال الأسبوع الماضي من معتقلات الرياض وسجن سوبا وغيرها من مراكز الاحتجاز في العاصمة الخرطوم، وتجميعهم في جبل أولياء.
وأفادت بأن قوات الدعم السريع جمعت الأسرى في جبل أولياء تمهيدًا لنقلهم إلى أم درمان ومنها إلى غرب السودان، لكن التقدم السريع للجيش وسيطرته على مدينة الخرطوم أفشل خطة نقل الأسرى.
وأحكم الجيش السوداني أمس الأربعاء سيطرته على غالبية ولاية الخرطوم، بما في ذلك منطقة جبل أولياء، وهي آخر المنافذ المتبقية لقوات الدعم السريع.
وأشارت المصادر إلى أن أغلب الأسرى هم من جنود وضباط الجيش، بعضهم متقاعدون عن الخدمة، فضلًا عن مدرسين وأساتذة جامعات وأطباء وأئمة مساجد جرى اعتقالهم من مناطق مختلفة من العاصمة وفي أوقات مختلفة.
وذكرت المصادر أن الأسرى يعانون من المرض الشديد الناجم عن الجوع وانعدام الرعاية الصحية اللازمة.
وكشفت المصادر عن العثور على جثامين للأسرى في مسيد الشيخ أبوكساوي ومدرسة الشيخ النمروس بمنطقة طيبة الحسناب بمحلية جبل أولياء.
وبدأت قوات الدعم السريع منذ مطلع العام الجاري في نقل أعداد كبيرة من أسرى الجيش وجهاز المخابرات من الخرطوم إلى مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور الخاضعة كليًا لسيطرة الدعم السريع.
