حسين خوجلي يكتب :وهل بعد سد مروي من خط أحمر؟!
اهل الاستراتيجية يقولون بأن الطريق الأمثل لحل الأزمات والنكسات التي تمر على الشعوب تبدأ بدقة التعريف ثم التوصيف ثم الحل تأسيسا على ذلك.
ان استهداف المحولات الرئيسية لسد مروي واقتراب هؤلاء الأوغاد من جسم السد يؤكد بأنهم قد تحولوا من مجرد حركة مظلومية إلى عصابة جريمة منظمة ليس لها ما يكبحها فهي بلا عقيدة ولا خلق ولا وطنية، وعلى الشعب والقيادة أن تعتمد هذا التعريف لتبدأ المعركة القادمة بعد تحرير الخرطوم التي يبدو أنها (حرقت حشا) العصابة وممولها الأجنبي العربي والأفريقي والسكسوني.
يقول الشاهد أن الفاروق الشهيد رضي الله عنه كان معجبا بشاعر العرب الكبير زهير بن ابي سلمى وكان يقول: إن أشعر العرب صاحب (من لم). وهي نصائح انسانية تصلح أن تكتب بماء الذهب والعيون وأصدق ما فيها تعبيرا عن الراهن الداخلي:
وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ
(يُهَدَّم) (وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ)!!
وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها
وَلَو رامَ أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ.
أما للراهن الخارجي لدولة العداء العربي الشريرة التي كنا نحسبها زمانا صديقا في الملمات وعونا في الشدائد، تحاول هذه الأيام جاهدةً ضرب هذا الشعب الجسور بالمسيرات النوعية والتمويل الحرام والاعلام الفاجر الكذوب. نقول لها أن هذه الثلاثية الشيطانية لن تنال من شرفنا الوطني التليد ولن تفيد وهي مفضوحة ببيت الشاعر الحكيم:
وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ
وَإِن خالَها (تَخفى) عَلى الناسِ (تُعلَمِ)!!
ورسالتنا الأخيرة للشعب والجيش والقيادة العسكرية والأمنية والمقاومة الشعبية والمستنفرين هي: يا رماة الحدق وعشاق المجد والشهادة تأهبوا فإن كل الذي قد فات كان معركة، ولكن الآن الآن بدأت المعركة.
حسين خوجلي