قائد البراء المصباح أبوزيد يثير جدلا واسعا عقب هذا الاعلان
أعلن قائد فيلق البراء بن مالك، المصباح أبوزيد، عن تفعيل كتائب الظل ضمن قوات البراء، وذلك بعد أن كشف عن خطط لتجهيز نصف مليون مقاتل يعملون تحت قيادة القوات المسلحة دون أن يتحملوا الدولة أي أعباء إدارية. تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز القوة العسكرية، مما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراء تشكيل هذه الكتائب، خاصة في ظل الظروف السياسية الراهنة.
وُصفت كتائب الظل في السودان بأنها “بارود” الحرب، حيث لعبت دورًا محوريًا في دعم الجيش السوداني في مواجهته لقوات الدعم السريع. ورغم نفي الجيش السوداني، على لسان قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، أي علاقة له بهذه الكتائب، إلا أن قوات الدعم السريع أكدت وجود تعاون مستمر بينها وبين الجيش. هذا يثير تساؤلات حول طبيعة هذه الكتائب ودورها في الصراع القائم في البلاد.
يعتبر المحللون أن كتائب الظل هي مجموعات تم زرعها في الأجهزة الأمنية السودانية منذ السبعينيات، ولها عدة فروع، أبرزها “كتائب الأمن الشعبي”. نشأت هذه الكتائب في ظل حكم الجبهة الإسلامية القومية، حيث كانت مهامها في البداية تقتصر على جمع المعلومات وتصنيفها. ومع مرور الوقت، استخدمت الجبهة الإسلامية هذه الكتائب في عمليات التجنيد والتعذيب، مما زاد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في السودان.
تتردد أصوات داخل السودان تتهم كتائب الظل بتدبير الحرب كوسيلة لمنع تسليم السلطة لحكومة مدنية، مما يضمن عودة النظام السابق إلى الحكم. وقد قاد نائب الرئيس السوداني السابق علي عثمان محمد طه هذه المجموعات، حيث أطلق عليها اسم كتائب الظل، مهددًا الثوار والمحتجين على نظام البشير. ولم يتردد في التصريح علنًا بأن هذه الكتائب مستعدة لاستخدام العنف إذا لزم الأمر، وأنها على استعداد للدفاع عن نظام البشير بأرواح أعضائها.
تثير عبارة “كتائب الظل” قلق القوى السياسية والمجموعات الأخرى، حيث يُنظر إليها كتهديد محتمل لأي مستقبل سياسي. يرتبط اسم هذه الكتائب غالبًا بـ”كتائب الأمن الشعبي”، مما يعكس المخاوف من استخدامها كأداة لقمع المعارضة أو إجهاض أي تحركات شعبية. يعتبر المراقبون أن هذه الكتائب تمثل نموذجًا جديدًا لتشكيل مسلح ومدني، حيث لا تقتصر أدواتها على السلاح فقط، بل تشمل أيضًا استراتيجيات لحماية النظام السياسي السابق من الاعتصامات والإضرابات.
في الوقت الحالي، أعادت الحركة الإسلامية تنظيم هذه الكتائب وتسليحها بما يتناسب مع المتطلبات المحتملة في الفترة المقبلة، مع التأكيد على أن نشاطها سيقتصر على الجوانب العسكرية. هذا الأمر أثار دعوات متزايدة لتفكيك هذه الكتائب، في إطار السعي لبناء مرحلة جديدة يأمل السودانيون أن تساهم في إخراج بلادهم من أزمتها الحالية.
السودان نيوز