الرؤية نيوز

سعد محمد علي يكتب..الفاقد التربوي والوازع الديني والاخلاقي من مسببات الحرب

0 6

متابعة:الرؤية نيوز
السودان بلد ملئ بالمتناقضات وبالمستحيلات أيضا رغم انه بلد يمتلك أكبر ثروة حيوانية من الإبل والبقر والضأن والماعز.. ويمتلك اراضي زراعية شاسعة… تنتج الفول السوداني والذرة والسمسم والكركدية والقطن والدخن والسنمكة مما تم وضعه يوما في ان يرشح ليكون سلة غذاء العالم.. ويمتلك من المعادن النفيسة في باطن الأرض وخارجها ما لا تمتلكه دولة فنجد بالسودان مناجم للذهب والماس والالمونيوم والفضة والنحاس.. وحتى اليورانيوم يتواجد في مناطق عدة وبكثرة.. وهناك ايضا البترول بشتى مستقاته.. ونجد ايضا منتجا مهما جدا يدخل في الكثير من الصناعات الهامة وتتكالب على استيراده الدول الكبرى وحتى ان الولايات المتحدة يوما فرضت حظرا على كل الصادرات السودانية ما عدا تلك التي نتحدث وهي منتوج الصمغ العربي لاهميته ودخوله في صناعات حيوية ومهمة.
وايضا لا ننسى بأن هذه البلد ذو المساحة الشاسعة تجري في أراضيه أطول نهر في العالم وهو نهر النيل الذي يتكون من نهري النيل الأبيض والنيل الازرق مستمدا سريانه وفيضانه من عدد من الأنهار الجانبية واضعا السودان في مقدمة الدول ذات الوفرة المائية العذبة. مما صار وجهة للطامعين في مياهه وثرواته..
وزد على تلك الثروات التي يتمتع بها السودان فانه يمتلك انسانا طيبا مسالما عاملا محبا لوطنه..كريما بشوشا.. خدوما عطوفا..
ورغم كل تلك الميزات التي يتمتع بها السودان الا انه يعيش حالة من الفقر والضنك والتهميش بشكل كبير.. والجهل او الأمية بنسبة عالية حيث نجد أن نسبة الأمية مرتفعة بنسبة ٣١% من العدد الكلي للسكان حسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء في ٢٠٠٨م وترتفع هذه النسبة لدى النساء وترجع الأسباب لعدم الاستقرار بسبب النزاعات وتحركات الرعاة من منطقة لأخرى ويحتل الفقر المركز الثالث إضافة لرفض بعض القبائل مبدأ تعليم البنات.
*ولاية جنوب كردفان أنموذجا:*
هذه الولاية البالغ عدد سكانها اكثر من مليون نسمة تضم الولاية عددا من المدارس الا أن الفاقد التربوي بها مرتفعا جدا ويعد قضية مهمة أثرت على التنمية في الولاية. ومن الاسباب التي اوجدت الفاقد التربوي نجد ان الفقر والظروف الاقتصادية تدفع بالطالب إلى ترك مقاعد الدراسة لمساعدة أسرته ويأتي نقص البنية التحتية التعليمية وقلة المدارس وايضا العنف والاضطرابات الأمنية وكذلك نقص الدعم الاجتماعي والاسرى وهذا ما يؤثر بشكل مباشر نقص الكفاءات والمهارات اللازمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وزيادة الفقر والبطالة والتأثير على الصحة العامة والوعي الصحي وتفشي الامراض..
وللحد من الفاقد التربوي وتسرب الطلاب يجب أن تكون هناك حلولا جذرية لذلك منها تحسين البنية التحتية التعليمية بتوفير المدارس والمرافق التعليمية ودعم الأسرة والطلاب دعما اجتماعيا إضافة لتوفير فرص وبرامج التعليم البديلة للطلاب الذين لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس التقليدية مع تعزيز الوعي بأهمية التعليم في المجتمعات.
وكل ذلك يقودنا إلى أن نضع الوازع الديني في راس القائمة وهو يلعب دورا كبيرا ومهما في حياة السكان فالولاية تضم مجموعات متنوعة من القبائل والجماعات العرقية حيث يلعب الدين دورا كبيرا في تشكيل القيم والتصرفات اليومية للسكان خاصة في خلق الهوية الثقافية والاجتماعية حيث يتميز المجتمع في جنوب كردفان بالقيم التقليدية والاحترام للعادات والتقاليد خاصة في مجالات الضيافة والتعاون المجتمعي الا ان النزاعات التي شهدتها الولاية في بعض الفترات الاخيرة أثرت على الوازع الديني والاخلاقي وجرت إلى توترات اجتماعية وتهجير للسكان. وهنا لابد من بذل الجهود لاعادة الاستقرار وتعزيز الوحدة بين المكونات الاجتماعية المختلفة في الولاية هدفها تعزيز الوازع الديني والفاقد التربوي لنشر الوعي لتحقيق السلام الاجتماعي.. وعندها تتحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للاستفادة من الثروات التي تحظى بها الولاية على وجه الخصوص وإمكانية بناء بنية تحتية متينة ترفع من شأن المنطقة خاصة وان بالولاية مناطق أثرية وسياحية يمكن الاستفادة منها على وجه الخصوص الجبال الخضراء على مدار العام.. يمكن إقامة موتيلات وفنادق سياحية وتنظيم رحلات من مختلف دول العالم لتدر للولاية مبالغ تبنيها وتثبت البنية التحتية… وذلك لن يتأتى الا بالتصالح المجتمعي والاخلاقي ونبذ النعرات القبلية والعصبيات والصراعات الجهوية والقضاء على الفاقد التربوي نهائيا بانتشار التعليم وتعميق ونشر الوازع الديني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.