متابعة:الرؤية نيوز
تعيش وسائل الإعلام المصرية هذه الأيام حالة من الغموض والترقب، بعدما أطلق عدد من الإعلاميين البارزين تصريحات متشابكة تشير إلى “حدث خطير” قد يطرأ خلال الفترة القادمة. هذه التصريحات الغامضة أحدثت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وفتحت بابًا كبيرًا للتأويلات والتكهنات حول طبيعة هذا الحدث، وهل هو سياسي؟ اقتصادي؟ أم أمني؟
البداية من توفيق عكاشة.. تغريدة مبهمة أشعلت الشكوك
الشرارة الأولى جاءت من الإعلامي توفيق عكاشة، الذي كتب قبل أيام عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“سوف يشهد العالم حدث جسيم خلال الفترة القادمة”
ورغم أن التغريدة لم تحمل تفاصيل أو توضيحات إضافية، إلا أنها كانت كافية لإشعال موجة من التكهنات، خاصة وأن عكاشة معروف بإثارته للجدل في تصريحات مشابهة سابقة.
عدد من المتابعين تعاملوا مع تغريدة عكاشة كتحذير مبطن، فيما اعتبرها البعض محاولة لصناعة ترند جديد في ظل الأوضاع المتقلبة محليًا ودوليًا.
عمرو أديب يرد ساخرًا: “خزعبلات.. كفاية تعبنا”
وفي رد اعتُبر ضمنيًا موجهًا إلى عكاشة، سخر الإعلامي عمرو أديب من الحديث عن أحداث جسيمة قادمة، وقال خلال برنامجه:
“من ضمن الخزعبلات التي تقال: الحديث عن حدث مهم سيحدث خلال الفترة المقبلة. إيه الحاجة الكبيرة أو المصيبة اللي هتحصل؟ كفاية تعبنا؟!”
ثم تابع بتساؤلات استنكارية:
“الناس بتتقدم وبتعمر وتبتكر، وإنت قاعد في البلاء؟ هل هذه عقلية بلد عايزة تمشي لقدام؟”
واعتبر أديب أن تداول مثل هذه النبوءات لا يخدم استقرار البلاد، وقد يخلق حالة غير ضرورية من القلق العام.
أحمد موسى يدخل على الخط برسائل “تحذيرية”
الإعلامي أحمد موسى، المعروف بنبرته الحذرة تجاه التطورات الإقليمية والدولية، لم يرد بشكل مباشر على عكاشة أو أديب، لكنه أطلق بدوره تصريحات وصفها المتابعون بـ”الغامضة والخطيرة”، حيث قال:
“العالم كله في حالة عدم يقين، وكذلك نحن في المنطقة، ويجب التركيز بشدة في هذه المرحلة”
وأكد أن حديثه لا يخص مصر داخليًا، بل يُحذر من تطورات إقليمية أو دولية قد تؤثر على مصر بشكل غير متوقع.
كما أضاف:
“قد تحدث صدمة من بعض الإجراءات الخارجية وليست داخلية في مصر، وهذه الأمور قد يكون لها تداعيات كبيرة وخطيرة”
وشدد موسى على أن المسؤولية الآن تقع على الإعلام في توخي الدقة والتحليل السليم لما يجري، بعيدًا عن التهويل أو التسطيح.
الغموض يثير مواقع التواصل.. و”الحدث المجهول” حديث المصريين
ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي تراوحت بين القلق والسخرية. فكتب أحد المدونين باسم “عزيز”:
“يعني أحمد موسى وعمرو أديب وتوفيق عكاشة عارفين إن في أحداث مهمة هتحصل وإحنا آخر من يعلم!!”
فيما علّق مدون آخر:
“عمرو أديب.. أحمد موسى.. توفيق عكاشة وتحضير الرأي العام المصري لحدث كبير خلال الأيام القادمة.. فما هو؟!”
وكتب أحد المغردين بسخرية:
“الناس على التايم لاين بتتكلم وتتوقع حاجات بناء على كلام الإعلاميين، وأنا قاعد بتفرج علشان لما نعرف إيه اللي هيحصل أعمل نفسي متفاجئ”
تحذيرات من محاولات “الإثارة المتعمدة”
أحمد موسى خصص جزءًا من تصريحاته لتحذير الجمهور من “محاولات متعددة للإثارة”، على حد وصفه، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال مستهدفة من ما وصفها بـ”لجان وأذرع إعلامية”، في إشارة إلى جماعة الإخوان، على حد تعبيره.
وقال إن بعض هذه الجهات تحاول استغلال أي ظرف لصرف الأنظار عن القضايا الجوهرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتحويل الإيجابيات في مصر إلى نقاط تشكيك أو تهويل.
فوضى إعلامية أم تهيئة لسيناريو واقعي؟
يبقى السؤال الأبرز الذي يتردد الآن:
هل نحن أمام مشهد إعلامي متكرر يسعى لجذب الانتباه فقط؟ أم أن ما يجري هو بالفعل تمهيد نفسي لحدث سياسي أو أمني أو اقتصادي كبير؟
خاصة أن توقيت التصريحات يتزامن مع أوضاع إقليمية مشتعلة في غزة، وقلق عالمي متصاعد بشأن احتمالات تصاعد النزاعات أو التغيرات الجيوسياسية في المنطقة.
حتى اللحظة، لم تخرج أي جهة رسمية أو سيادية في مصر لتوضيح أو تأكيد أو نفي ما يتداول، ما يُبقي الموقف في دائرة الغموض.
