محاولة تهريب تهز مطار بورتسودان.. كيف خبأ مسافر 60 ألف دولار داخل جسده؟
نجحت قوات الجمارك بمطار بورتسودان الدولي في إحباط محاولة تهريب مبلغ مالي كبير قدره 60 ألف دولار أمريكي، كان بحوزة أحد الركاب المغادرين إلى خارج البلاد يوم السبت الماضي. وأوضحت السلطات أن المتهم حاول إخفاء المبلغ بطريقة احترافية داخل جسده لتجاوز الإجراءات الأمنية، غير أن يقظة ومهنية عناصر وردية طوكر التابعة لدائرة جمارك المطار حالت دون نجاح المحاولة.
أسلوب تهريب احترافي واليقظة تُفشل المحاولة
ووفقًا لما نقلته وكالة السودان للأنباء “سونا”، فإن العملية التي نفذتها قوات الجمارك تميزت بدقة الأداء وسرعة الكشف، حيث تمكنت القوة من ضبط المتهم قبل صعوده للطائرة، مما يؤكد مستوى التدريب والجاهزية التي تتمتع بها ورديات التفتيش بالمطار. وقد تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة في مواجهة المتهم وفقاً للضوابط المعمول بها.
إشادة واسعة بكفاءة وردية طوكر
وفي تعليق رسمي، أشاد العميد شرطة عبدالعال علي حسن، مدير دائرة جمارك مطار بورتسودان، بالأداء العالي للقوة المكلفة بالتفتيش، مؤكدًا أن الضبطية تمثل دليلًا على كفاءة ويقظة الطاقم العامل، كما تعكس حجم الجهود المبذولة لحماية الحظيرة الجمركية ومكافحة كل أشكال التهريب التي تهدد الاقتصاد الوطني.
دعم القيادة العليا لقوات الجمارك
من جهته، أعرب اللواء شرطة بابكر يوسف بابكر، المدير العام المكلف لقوات الجمارك، عن تقديره الكبير لأداء منسوبي وردية طوكر، مثنيًا على تفانيهم والتزامهم في حماية البلاد من الجرائم الاقتصادية العابرة للحدود. وقال إن هذا النوع من الجرائم يمثّل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد القومي، ولا بد من مكافحته بكل حزم.
أهمية العمليات الجمركية الاستباقية
وأكد اللواء شرطة محمد النور، مساعد المدير العام للعمليات الجمركية، أن مثل هذه النجاحات تعكس أهمية الرقابة الاستباقية والعمليات الدقيقة في كشف التهريب، مشيرًا إلى أن التهريب النقدي يُعد من أخطر الجرائم التي تواجه الاقتصاد، لما له من آثار سلبية مباشرة على سعر الصرف واستقرار السوق.
توازن بين التسهيل والرقابة في مطار بورتسودان
وفي ذات السياق، أشار اللواء شرطة أمير زين العابدين عمر، مدير الإدارة العامة لجمارك البحر الأحمر، إلى أن جمارك مطار بورتسودان تُدير العمل من خلال معادلة دقيقة بين تسهيل حركة الركاب والبضائع، وفرض رقابة صارمة على كل المنافذ الجمركية. وأضاف أن الهدف الأساسي يتمثل في تعزيز الأمن الاقتصادي دون التأثير على انسياب حركة السفر.
مكافحة مستمرة لجرائم التهريب
أكدت الإدارة العامة للجمارك في ختام بيانها أن هذه الضبطية تأتي ضمن سلسلة جهود متواصلة تهدف إلى منع تهريب النقد والسلع الاستراتيجية من البلاد، وتعزيز ثقة المواطن في الأجهزة الأمنية والجمركية. وأكدت أن العمل الميداني سيستمر بقوة في كافة المطارات والمنافذ الجمركية لضبط كل المحاولات التي تمس الاقتصاد السوداني.
دعم دولي مرتقب لتعزيز جهود المكافحة
وفي ظل هذه الإنجازات، تتجه الأنظار نحو دعم دولي إضافي لتعزيز قدرات قوات الجمارك السودانية، في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه البلاد. وتطالب السلطات الجمركية بدعم فني ولوجستي يمكنها من استخدام تقنيات أكثر تطورًا في كشف تهريب النقد والسلع، خاصة مع تصاعد وتيرة هذه الجرائم.
تهريب العملة.. تحديات متزايدة
يُعد تهريب العملة الأجنبية واحدة من القضايا الشائكة في الاقتصاد السوداني، حيث يؤدي إلى شح الدولار وارتفاع سعره في السوق الموازية، وهو ما يتسبب في ضغوط إضافية على السوق المحلي. وتبذل الحكومة جهودًا كبيرة بالتعاون مع أجهزة الأمن والجمارك للحد من هذه الظاهرة التي تزايدت خلال السنوات الأخيرة.
تنبيه للمواطنين والمسافرين
ختامًا، دعت الجمارك السودانية جميع المسافرين إلى الالتزام بالقوانين واللوائح المنظمة لحمل العملات الأجنبية، مؤكدة أنها لن تتهاون مع أي محاولة تهريب أو تجاوز للإجراءات. كما شددت على أهمية التبليغ عن أي نشاط مشبوه يسهم في تهديد أمن البلاد الاقتصادي.