الرؤية نيوز

حكومة كامل إدريس..ترحيب واسع ومخاوف مبررة

0 168

متابعة:الرؤية نيوز
تقرير- الطيب عباس
فور آدائه القسم، حصد رئيس الوزراء كامل إدريس، ترحيب أكبر ثلاثة فصائل عسكرية مساندة للجيش في معركة الكرامة، بجانب معظم القوى السياسية المدنية، في خطوة قد تخلق أرضية جيدة للحكومة المقبلة.

خطوة جوهرية:
رحبت حركة العدل والمساواة بتعيين إدريس رئيسا للوزراء، وقالت الحركة في بيان ممهور بتوقيع أمين الشؤون السياسية معتصم أحمد صالح، إن تعيين رئيس وزراء مدني يُعد خطوة جوهرية نحو استعادة مسار التحول المدني الديمقراطي، وهو أحد الأهداف المركزية التي ناضلت من أجلها الحركة، وأكدت التزامها الكامل بدعم جهود تحقيق السلام، والاستقرار، والانتقال الديمقراطي.
وأضافت الحركة في بيانها، تُثمن الحركة هذه الخطوة المهمة التي تُنهي فراغًا تنفيذياً استمر لأكثر من ثلاث سنوات ونصف، كان له أثر بالغ في تفاقم التحديات المتعلقة بالخدمات العامة والأوضاع الإنسانية ومواجهة آثار الحرب والتعامل مع المجتمع الدولي بفعالية.
بيان حركة العدل والمساواة يعتبر مهما، سيما بعد تسريب أخبار عن تململ داخل قيادات بارزة عن تعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء، كان أبرز ذلك تصريح القيادي إدريس لقمة، الذي أعلن مقاومتهم لقرار تسمية كامل إدريس لرئاسة الحكومة.

خطوة وطنية جرئية:
الشكوك أيضا كانت تحوم حول قوات درع السودان، التي أبدت قيادات بها رفضا واضحا لتعيين ممثل للإقليم الأوسط دون مشورة أهل الإقليم، لكن القوات أصدرت بيان رسمي أمس الاثنين أعلنت فيه ترحيبها بكامل إدريس، وقالت قوات درع السودان في بيانها، إن تعيين كامل إدريس خطوة وطنية وجرئية نحو إستعادة هيبة الدولة وتفعيل مؤسساتها وتوحيد الجبهة الوطنية في مواجهة الأخطار المحدقة بالوطن، وأضافت قوات درع السودان في بيانها أن تعيين رئيس وزراء في هذه المرحلة هو نقلة كبيرة للأمام وخطوة مهمة تتطلب التعاون والعمل المشترك بين كافة المكونات السياسية والعسكرية.
تفاؤل:
الفصيل الثالث الذي أعلن ترحيبه بالقرار، هو لواء البراء بن مالك، ورحب قائده المصباح أبو زيد طلحة، بالخطوة، وقال في منشور على صفحته بموقع (فيس بوك): حقيقة متفائل جدا بالسيد كامل إدريس.

الوطني يرحب:
بدوره رحب حزب المؤتمر الوطني بخطوة تعيين رئيس وزراء، وقال رئيس الحزب، أحمد هارون، في بيان، إن تعيين كامل إدريس خطوة مهمة في إعادة ترتيب البيت الوطني الداخلي، بما يمكن المجلس السيادي وقيادة الجيش من الاضطلاع بمهامها الجسيمة، ويتيح الفرصة لتكوين حكومة تضطلع بمهامها بكفاءة خاصة في ظل الظروف الحالية التي يعيشها الوطن وفي مقدمتها استكمال نصر الجيش بمعالجة آثار الحرب الشديدة الوطأة علي المواطن.
عودة الصلاحيات:
من جانبها قالت حركة المستقبل للإصلاح والتنمية في بيان لقطاعها السياسي، إنها ترحب “ترحيباً تاماً بتعيين كامل إدريس وبعودة صلاحيات مجلس الوزراء التامة من الإشراف السيادي السابق، لتعود للمجلس وفق صلاحياته القانونية وأضاف البيان: لقد ظللنا ندعو لهذه الخطوة في كل رؤانا السياسية وبياناتنا بجانب أهمية استكمال الهياكل الدستورية الأخرى.
نقلة نوعية:
إلى ذلك، رحب الحزب الاتحادي الديمقراطي بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء، واصفًا القرار بأنه “منتظر من قبل الشعب السوداني وجميع القوى السياسية والمجتمعية”، ويعدّ نقلة نوعية نحو تعزيز دور الدولة داخليًا وخارجيًا
وقالت رئيس الهيئة القيادية بالحزب،في بيان صحفي ان الحزب يعتبر هذا التعيين بأنه يمثل دفعة قوية للجهاز التنفيذي، ويؤهله ليكون جهازا مدنيًا منظمًا فاعلًا، مساندًا للقوات المسلحة وخادمًا للمواطن، خاصة في ظل مرحلة تتطلب جهودًا كبيرة في مجالات الإعمار والتنمية وتوفير الاحتياجات والمساعدات الإنسانية.
أحزاب أخرى مثل المؤتمر الشعبي والتحالف الديمقراطي بقيادة مبارك أردول وغيرهم أعلنوا دعمهم لقرار تعيين كامل إدريس، لكن مراقبون يتمنون أن يستمر هذا الترحيب حتى بعد إعلان الحكومة المزمع تشكيلها عقب عطلة عيد الأضحى المبارك، وألا تحدث تجاذبات وتشاكسات حول محاصصات التشكيل الوزاري، ما يؤدي إلى نسف الجبهة الداخلية.
يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور محمد عمر، إن ترحيب الفصائل المساندة للجيش بقرار تعيين كامل إدريس، يعطي مؤشرا جيدا لتجاوز معضلة التشاكس الثابتة التي كان يعاني منها السودان عند كل تشكيل حكومة، معتبرا أن حكومة كامل إدريس ستحصد تأييدا واسعا أكبر من ذلك الذي نالته حكومة عبد الله حمدوك، حيث سيكون من حاضنتها جميع القوى اليمينية المساندة للجيش والقوة الوطنية بجانب حركات الكفاح المسلح إضافة إلى أغلبية الشعب السوداني، لافتا إلى أن توافق هذه التكتلات السياسية والعسكرية سيكون عاملا مساعدا في إنجاح الفترة الانتقالية.
وأوضح دكتور عمر، أن القوة السياسية والفصائل العسكرية تجاوزت تبايناتها وتراضت دون اتفاق على كامل إدريس وأن الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء، لتقديم جهده للعبور بسودان ما بعد الحرب.
مراقبون يتخوفون من عدم صمود هذا الترحيب والتأييد الذي أبدته القوى السياسية والفصائل العسكرية، محذرين من أي تجاذبات تنجم عن عدم رضاهم عن اختيارات كامل إدريس لطاقم حكومته، وأن يؤدي ذلك إلى تعثر الحكومة وتحويل كامل إدريس إلى حمدوك آخر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.