أثارت تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء السوداني السابق د. عبد الله حمدوك، على هامش مشاركته في مؤتمر “مؤسسة مو إبراهيم للحكم الرشيد” بالمغرب، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية داخل السودان.
وفي حديثه لوكالة “أسوشيتد برس”، انتقد حمدوك بشدة التوجهات السياسية الأخيرة في البلاد، واعتبر أن تعيين رئيس وزراء جديد لا يعكس إرادة الشعب السوداني، مضيفًا أن التصريحات حول قرب نهاية الحرب “لا تستند إلى الواقع”، واصفًا إياها بـ”الهراء”.
ووصف الحديث عن إعادة إعمار الخرطوم في ظل استمرار القتال في مناطق أخرى بأنه “سخيف تمامًا”، مشددًا على أن “أي حكومة تُشكّل الآن لا معنى لها، ولن تحقق السلام ما لم تُعالَج الأسباب الجذرية للصراع”.
وفي رد مقتضب حول ما أثير عن دخول أسلحة إماراتية إلى السودان، قال حمدوك إن التركيز على طرف واحد فقط – في إشارة إلى الإمارات – دون الحديث عن دول أخرى متهمة بدعم الجيش مثل إيران، هو نوع من “الترويج السردي لأجندات معينة”.
وحول التطورات العسكرية المعلنة مؤخرًا من قبل الجيش السوداني، أشار حمدوك إلى أن السيطرة على مناطق مثل الخرطوم “لن تغير شيئًا”، مشددًا على أن “لا أحد يمكنه الانتصار حاسمًا في هذه الحرب”، وأن “الحل الوحيد هو الوصول إلى تسوية سياسية شاملة”.
وختم حمدوك تصريحاته قائلاً إن الحديث عن السلام أو إعادة البناء يجب أن يبدأ بوقف شامل لإطلاق النار، ومعالجة التفاوتات الهيكلية والانقسامات الهوياتية، بالإضافة إلى إعادة النظر في دور الدين في الدولة.
