في تطور ميداني لافت يعكس بدء تعافي الأوضاع في ولاية الجزيرة، أعلن والي الولاية الطاهر إبراهيم عن انطلاق عمليات عودة النازحين إلى قراهم ومدنهم الأصلية بوتيرة يومية متزايدة، بلغت حتى الآن نحو 25 بصاً سفرياً في اليوم الواحد، ما أحدث حالة من الدهشة لدى كثير من سكان الولايات المجاورة والمتابعين للشأن الإنساني.
وأكد الوالي في تصريحات صحفية نقلتها مصادر محلية أن هذه الخطوة تمثل بداية حقيقية نحو استعادة الحياة الطبيعية في الولاية التي شهدت موجات نزوح كثيفة بسبب النزاع المسلح الذي طال مناطق واسعة في السودان. وأوضح أن عودة المواطنين تأتي تزامنًا مع تحسن الأوضاع الأمنية وعودة بعض الخدمات الأساسية، لا سيما في مناطق وسط وجنوب الجزيرة.
وأشار إلى أن حكومة الولاية تعمل بشكل مكثف على التنسيق مع المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية المختصة من أجل توفير كافة احتياجات العائدين، بما في ذلك الخدمات الصحية، والتعليم، والإيواء، وتوفير مياه الشرب والمواد التموينية الأساسية.
وتُعد هذه العودة المفاجئة بارقة أمل وسط واقع مأساوي عاشه مئات الآلاف من النازحين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم واللجوء إلى ولايات أخرى أو المبيت في مراكز إيواء مؤقتة. وقد لقي الإعلان تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثير من المواطنين عن أملهم في أن تكون هذه العودة بداية لنهاية معاناة آلاف الأسر المتأثرة بالحرب.
وتعكس هذه الخطوة بداية تنفيذ خطة التعافي المبكر التي تنتهجها ولاية الجزيرة، في وقتٍ لا تزال فيه ولايات أخرى تعاني من استمرار المواجهات والنزوح، ما يجعل تجربة الجزيرة موضع ترقب وتقييم من الجهات الفاعلة محليًا ودوليًا.
وتشير التقديرات إلى أن عودة هذا العدد الكبير من المواطنين في فترة قصيرة قد تفتح الباب لعودة أوسع خلال الأسابيع القادمة، خصوصًا في ظل الجهود المبذولة لتأمين الطرق والمرافق والخدمات، مما يجعل من هذه الخطوة حدثاً مفصلياً على طريق الاستقرار وإعادة الإعمار.
النورس نيوز
