الرؤية نيوز

خبير يقدم روشتة لإنقاذ السودان

0 193


كشف الخبير الاقتصادي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم، د. محمد الجاك سليمان، عن جملة من التحديات التي تعترض طريق إعادة الإعمار والتعافي في السودان، مشيرًا إلى أن من أبرز هذه التحديات هو غياب الإصلاح المؤسسي الواسع، ونقص الكوادر المدربة، والخلل الكبير في توفر البيانات الوطنية الدقيقة التي يمكن أن توفر معلومات حيوية عن السكان.

نقص التمويل وغياب البيانات
أوضح د. الجاك أن النقص الكبير في التمويل يُعد من العوائق الرئيسية أمام تمويل البرامج الضرورية لمعالجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، فضلًا عن عدم وجود تقدير دقيق للموارد المتاحة أو المحتملة، وهو ما يعقّد من فرص الاستجابة الفعالة للأزمات المتراكمة.

أولوية محاربة الفساد وتقوية الأمن
وشدد الخبير الاقتصادي على أن أولى خطوات التعافي تبدأ من تقوية النظام القانوني والتنفيذي في البلاد، ومحاربة الفساد والمحسوبية، مؤكدًا أن تفعيل دور الشرطة مهم جدًا لتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأمنية، الأمر الذي يشكل عاملًا محفزًا لعودة السكان إلى مناطقهم وجذب رأس المال المحلي والأجنبي.

رؤية وطنية شاملة لتفعيل الاقتصاد
ضمن خطته المقترحة لتحقيق التعافي السريع، دعا د. الجاك إلى ضرورة تأسيس رؤية وطنية واضحة، تراعي احتياجات وأدوار مستويات الحكم الثلاثة: الاتحادي، والولائي، والمحلي، مشددًا على أهمية تفعيل هذه المستويات في إدارة الاقتصاد وضمان انخراط المجتمعات في تنفيذ السياسات الاقتصادية التنموية.

خطة هيكلية طويلة المدى
وأشار د. الجاك إلى أهمية وضع خطة هيكلية (Master Plan) تمتد على مدى 20 إلى 30 سنة، تراعي الاحتياجات المستقبلية، وتضمن تناغم مستويات التخطيط المتعددة من الدولة إلى الولاية ثم المحلية، مع ضرورة تفادي التعارضات بين تلك المستويات لضمان فاعلية التنفيذ.

مشاركة مجتمعية حقيقية في التنفيذ
ولفت د. الجاك إلى أن من الضروري أن تكون هناك مشاركة مجتمعية حقيقية في تنفيذ الخطط الاقتصادية، بما يسهم في تعزيز الشفافية وتقوية العلاقة بين المواطن والدولة، ويعزز فرص النجاح في المشروعات التنموية طويلة الأمد.

دور مؤسسات الدولة في الرقابة والمتابعة
وأكد د. الجاك على أهمية تقوية مؤسسات الدولة للقيام بأدوارها في المتابعة والمراقبة والمراجعة المستمرة، فضلًا عن توفير تمويل مناسب ومستدام يستند إلى بيانات ومؤشرات علمية حقيقية، وهو ما يضع الأساس الصلب للتنمية الاقتصادية المستدامة.

الأمن والبنية التحتية أساس النجاح
واختتم د. الجاك حديثه بالتأكيد على أن تنفيذ النقاط السابقة لا يمكن أن يتم إلا بتحقيق الحد الأدنى من الأمن، وصيانة البنية التحتية الحيوية، بما يشمل إصلاح المساكن والمرافق الخدمية، وتهيئة البيئة اللازمة لعودة السكان إلى مناطقهم وتأمينهم بشكل فعّال.

تحريك الاقتصاد المحلي وإعادة تشغيل الخدمات
وشدد على ضرورة تحريك عجلة الاقتصاد المحلي من خلال إعادة تشغيل الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والتعليم والصحة، مع ضمان استمرار تقديمها بصورة مستقرة وفعالة، كمدخل أساسي لتحقيق الاستقرار الشامل والتعافي الوطني المستدام.

نبض السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.