الرؤية نيوز

ولاية الخرطوم …لا أمن ولا أمان ولا بيئة ولا تصريف ولا (موية) كمان

0

بقلم : الزين كندوة

لحظي العاثر ، وفي هذا الفصل الخريفي ، فصل الخير و الخضرة والجمال وتحسين دخل الفرد والاسرة بفضل الزراعة وتربية الحيوان بكردفان الغرة ام خيرا جوة وبرة ، ان تسوقني الخطي ، من بلدي شمال كردفان تاركا خلفي زراعتي ، الي ولاية الخرطوم العاصمة السودانية القومية ، لعدد من المهام التي تهم اسرتي الصغيرة والكبيرة ، وقضايا عامة لها علاقة بحاضنتي المجتمعية بقري ريفي ام روابة ، واخري سياسية ومهنية ، وهذه الظروف فرضت عليا بان اكون موجودا بالخرطوم لأطول فترة زمنية ، منذ أن رحلت عنها بطوعي و اختياري لمسقط رائسي ولايتي الحنينة شمال كردفان، في العام (٢٠١١) ولقد استقر بي المقام بالأبيض( ابوقبة فحل الديوم ) ( بلد كل السودانيين) لأقدم خدماتي الصحفية والاعلامية المتعددة ، لمجتمعي الريفي الذي يعتبر هو الأحوج للدفاع عنه اعلاميا للمساهمة الايجابية في حلحلة قضاياه بقدر ما هو ممكن ….

_ وفي هذه الفترة البائسة التي مكثتها بالخرطوم ولازلت بها ، لقد ازاقتني مر العذاب و نوم ( الكيعان) او ( نومة الديك في الحبل) .وبرغم هذا العذاب الا انني ظللت سعيد لاني حضرت لاهلي لأدفع معهم في قضايا تهمنا جميعا كمجمتع واثنية لها امتدادها بالسودان ..

ولكن الملاحظ بان ما شعرت به اتجاه تدهور راهن ولاية الخرطوم ، تأكد لي هذه الحالة المذرية يعيشها كل سكان ولاية الخرطوم بامتداداتها الواسعة ، ويتألمون من الداخل ويتظاهرون بالصبر السكوتي ، حتي في شارع الستين ، او شارع اوماك والمنشية وبري واحياء بحري بما فيها حي الأملاك ، ناهيك عن الكلاكلات ، والحاج يوسف وزقلونا ، وام بدات والثورات و الشقيلاب وهلمجرا..

_ ومن المظاهر السيئة جدا عدم احساس المواطنون ، بنعمة الامن والأمان ، وهم في حاراتهم ومساكنهم ومتاجرهم وحركتهم بالاسواق والاذقة ، علما بان الأمن نعمة معنوية تنعدم بالظواهر الحسية ، عند تكرار التعدي من المتفلتين علي الابرياء ، وهذا الوضع لقد شاهدته بام أعيني ، ولقد اشتكي منه الناس كثيرا ، هذا بخلاف ناس (تسعة طويلة) هل تصدق عزيزي القارئ اصبح سكان الخرطوم ، لا يثقون في من له فضل ظهر ليساعد في فك اختناق ازمة المواصلات التي تحدث احيانا حسب روايات شهود عيان ، ويعتقدون بان هناك عدم امن وأمان ويخشون من الخطف والاغتصاب وربما اشياء أخري ، هذا في محور الأمن، اما الحديث عن البيئة، فهذا حديث بالتأكيد فيه كثير من الحزن والأسى، لانه اذا صبت ( مطيرة) قطعا يختلط الحابل بالنابل ( مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي الطافح اصلا ، بالاضافة لمياه كسور الخطوط الناقلة لمياه الشرب للانسان علي قلتها ) وكل هذا يحدث وسط الخرطوم ، وجوار امانة الحكومة وجوار كل المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة ، والمصارف وغيرها من مؤسسات خدمية ، وشركات تجارية بالاضافة للسفارات والوزارات السيادية ومجلس الوزراء (ذاتو) ، وبهذه ( الخلطة) تصير كل الشوارع مغطاة بالمياه والبرك الآثنة ، حيث سباحة السكان علي متن سياراتهم ، وحافلات النقل والبصات المحلية والسفرية منها، هذا بخلاف تكدس النفايات بشوارع الاحياء ، والمجاري الرئيسية والفرعية منها ، وهذا يؤكد بالضرورة عجز حكومة ولاية الخرطوم في التعامل مع النفايات ، التي اصبحت مهددا للبيئة وحياة المواطن بالتعدي علي صحته بسبب الامراض المنقولة ( بالذباب / الباعوض ..الكرونا ..الخ) لذلك الوضع البيئي بولاية الخرطوم في حالة تأهب تام للانفجار الكارثي تحت اي لحظة وقبل نهاية الخريف ، واذا لا سمح الله حدث ما حدث فان السودان سوف يصبح في خبر كان….

_ اما محور المياه فهذا شئ عجيب ، لانه من اللامعقول بان ولاية بها نيلان ، ويشرب المواطن بالتناكر منحة من الحكومة ، وعندما ياتي التانكر لحي بالشقيلاب مثلا تجد الأطفال والأمهات ، وبعض الاباء يركضون مسرعين خلف التانكر ، وكل شخص يحمل معه إناء ( جركانه) بسعة تتماشي مع عمره لحملها ليحل بها فجوته المائية ، وبهذا الواقع لا يوجد تفسير اكثر لان القارئ ذكي ..

_ واظن لكل ما تقدم من ازمات حقيقية عشتها وعايشتها بنفسي بالعاصمة السودانية الخرطوم ، لابد من حلول منطقية يحسها الناس في حياتهم ، وهذا بالطبع لا يأتي الا عبر منهجية محدد تحدد شكل الخلل ، ووضع الحل الممكن..
_ أولا ، وفيما يتعلق بقضية الأمن والأمان، لابد من معالجة اوضاع الشرطة السودانية وبكل اداراتها المتخصصة ، هذا بالاضافة لكل الاجهزة الأمنية والعدلية ، لانه صراحة ( لأمانة لمحتاج) وهذه الامانة تتضمن اداء الواجب ايضا ، لانه فيه الفدائية بالدم والروح ، وهنا اقترح تطبيق برنامج ثمرات علي افراد الشرطة السودانية ..

_ ثانيا :_ مسألة البيئة اتصور هذه مسألة، يجب ان نعطيها اهتمام اكبر أكثر من إي وقت مضي ، وهنا يمكن وضع منهج للتعامل العلمي مع قضايا البيئة الحضرية، وبه نستطيع معالجة مشكلات متعددة ، واولها تطبيق مفهوم وشعار( درهم وقاية خير من قنطار علاج) لان كل الامراض في اصلها ناجمة من سؤء البيئة وتعقيداتها والتاثير السالب عليها، هذا بالاضافة لحلحلة كثير من قضايا الشباب بالاخص محاربة البطالة وتمكين المرأة.

وفي هذا السياق يجب علي حكومة ولاية الخرطوم ان تتبني منهجية اعادة تدوير النفايات ، وتفتح المجاري بالاسواق والأحياء ، وان تشرك كل الناس في اهمية رفع الوعي البيئي ، وضرورة خلق المبادرات المساندة له بمعني اذا كل مستشفي خاص او حكومي ، او بنك او شركة قام المسؤؤل الاول بفتح المجري ورصف ما حوله( بالانترلوك) هل يبقي من البرك الاثنة من شئ؟؟؟ اكيد الاجابة( بلا )…
لذلك نحن نقول ذلك ، لانه دائما التدهور البيئي ينتج من عدم الادراك الحضري ، و التخلف السلوكي للفرد الذي يؤثر علي الجماعة بالطبع في ظل عدم وجود قوانين رادعة لضبط السلوك المحتمعي المتخلف..

_ اما قضية المياه وعطش سكان ولاية الخرطوم ، فهذه معادلة صفرية تماما، لذلك الحل الإستراتيجي من وجهه نظري يكمن في انشاء محطات تنقية بسعات ضخمة، علي امتداد النيل الازرق والابيض ، للمعالجة وقبل كل ذلك لابد من معالجة الفساد إن وجد بالمؤسسات المعنية بتوفير مياه الشرب للسكان ، وفي تقديري لو ادرنا حوار في ماذكرت ، ربما تتجاوز ولاية الخرطوم مشاكل الأمن والأمان والتصريف والبيئة و(الموية) كمان……

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!