الجيش السوداني يسيطر على هذه المنطقة
أحرز الجيش السوداني تقدماً ميدانياً جديداً في ولاية شمال كردفان، حيث تمكن صباح الثلاثاء الموافق 29 تموز/ يوليو 2025 من فرض سيطرته الكاملة على منطقة رهيد النوبة، وذلك عقب مواجهات ضارية خاضها ضد قوات الدعم السريع التي كانت متمركزة في المنطقة منذ وقت سابق. وتأتي هذه العملية العسكرية ضمن سلسلة من التحركات التي ينفذها الجيش في إطار إعادة الانتشار وتثبيت السيطرة على المواقع الحيوية في إقليم كردفان، في ظل تصاعد التوترات العسكرية في عدد من الجبهات السودانية.
وتقع منطقة رهيد النوبة على طريق الصادرات الغربي الذي يربط العاصمة الخرطوم بإقليم كردفان، ما يمنحها أهمية استراتيجية بالغة في سياق العمليات العسكرية الجارية، إذ تُعد نقطة محورية في شبكة الإمداد والتحركات العسكرية بين وسط السودان وغربه. وبحسب مصادر ميدانية عسكرية، فإن القوات المسلحة السودانية بدأت منذ ساعات الصباح الأولى بشن هجوم منسق على مواقع قوات الدعم السريع في رهيد النوبة، ما أدى إلى إجبارها على التراجع بعد تكبدها خسائر بشرية ومادية لم يتم حصرها حتى اللحظة.
وفي أعقاب هذا التقدم، أفادت المصادر ذاتها بأن الجيش بات على مقربة من السيطرة على منطقة جبرة الشيخ، وسط تعزيزات عسكرية تشير إلى احتمال تصعيد العمليات في هذه الجبهة، التي كانت حتى وقت قريب أقل توتراً مقارنة بجبهات دارفور والخرطوم. وتُظهر التحركات الأخيرة للجيش رغبة واضحة في توسيع نطاق سيطرته داخل ولاية شمال كردفان، خاصة بعد نجاحه في استعادة عدد من المدن والبلدات خلال الأسابيع الماضية، من بينها بلدة أم اندرابة ذات الموقع الحيوي، والتي تربط بين شمال كردفان وولايتي النيل الأبيض والخرطوم.
ويتمركز الجيش حالياً في عدة مدن رئيسية داخل الولاية، منها الأبيض وأم روابة والرهد والسميح، بينما لا تزال قوات الدعم السريع تحتفظ بسيطرتها على مدن بارا الحيوية، وجبرة، وحمرة الشيخ، إلى جانب مناطق أخرى. وتُعد مدينة بارا من أبرز أهداف الجيش في المرحلة المقبلة، نظراً لموقعها الاقتصادي الهام على طريق الصادرات المتجه إلى مدينة أم درمان، ما يجعلها نقطة استراتيجية في ميزان السيطرة العسكرية والاقتصادية داخل شمال كردفان.