العمود الحر
عبدالعزيز المازري
الهلال يسجّل كل شيء… إلا البطولة!
من يراقب حال الهلال هذه الأيام، يظن أن البطولات تطرق الأبواب.
صفقات بالجملة، وأسماء تتطاير عبر الميديا، وفرحة عارمة تعمّ الشارع الهلالي.
المحترف الفلاني وقّع، والآخر في الطريق، والثالث شاهد الجوهرة وأُعجب!
الصفقة الخامسة عشر… السادسة عشر… وهكذا يستمر العداد!
الجماهير سعيدة، والأجواء مشتعلة، لكن وسط هذا الضجيج… هل سأل أحد: ما الهدف؟
صحيح، التعاقدات تُفرح.
صحيح، الجماهير تعشق الجديد، وتطرب لكل توقيع.
لكن الحقيقة التي لا يريد كثيرون سماعها:
هل هذه الصفقات تُشبه حلمنا الكبير؟
هل تكسر الطوق وتفتح بوابة الذهب القاري؟
أم هي “كُلفتة إعلامية” تُسكت الناقد، وتُرضي المتابع المتعطش،
ثم نعود لنفس الحكاية:
إقصاء مبكّر، وأعذار محفوظة، وصفقة جديدة تغسل الذكرى؟
لسنا ضد الاستثمار، بل نشجّعه.
لكن حين يغدو الاستثمار غايةً بلا بطولة،
وحين يتحوّل الهلال إلى سوق مفتوح للأسماء دون عائد،
وعندما تزدحم القائمة بـ18 محترفًا، ويلعب منهم خمسة فقط،
فحينها يجب أن نقول: توقّفوا!
وقفة منطقية لا بد منها:
كم تبلغ قيمة تسجيل 18 محترفًا هذا الموسم؟
وكم سيخسر النادي من فسخ عقود من لن يُكمل المشوار؟
ماذا لو جُمعت تلك الأموال لتكوين خمسة محترفين فرز أوّل؟
لاعبون يُضيفون، يصنعون الفارق، ويُقرّبون الهلال من المنصة،
عندها فقط… يكون للحصاد طعم وللمال قيمة.
الهلال لا يحتاج الكم، بل الكيف.
لا يحتاج لجمع التواقيع، بل لحصد البطولات.
يحتاج مدربًا حقيقيًا، لا صورة في مؤتمر صحفي،
ومشروعًا واضحًا يُسأل عنه ويُحاسب عليه،
لا “كرتي شلّة” تعمل في الظل وتُغيّب الجمهور عن الحقيقة.
كلمات حرة:
الهلال ليس نادي مواسم تسجيلات، بل نادٍ يُصنع للمجد…
فإما أن نُصيب هدفنا ونسجّل للبطولات،
وإما أن نظل نُغنّي: “جانا فلان… وراح علان”،
ثم نخرج كل عام بـ”حسرة أنيقة”… وصورة تذكارية!
المصدر صحيفة كورة سودانية
