الرؤية نيوز

غياب المدرب… قلق قبل الإقلاع!!

0 31

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

غياب المدرب… قلق قبل الإقلاع!!

في الهلال، ما زال الغياب الأبرز قبل انطلاقة الموسم هو غياب المدرب المعلن رسميًا. كل المؤشرات في الشارع الأزرق تدور حول اسم خالد بخيت، الذي قاد الفريق بنجاح في ختام الموسم الماضي، وحقق لقب النخبة، لكنه حتى الآن ليس في موقع المسؤولية المعلنة. في المقابل، يبدو أن العليقي هو صاحب اليد العليا في ملف التسجيلات، يختار، يقرر، ويعير، وكأن المشروع الفني مختصر في شخص واحد، بينما المدرب – أجنبيًا كان أو وطنيًا – غائب عن الصورة.
الجماهير ليست ضد السرية في التفاوض، لكنها تدرك أن التخطيط الفني لا يقوم على الصفقات وحدها، بل على رؤية متكاملة يضعها المدرب نفسه. فإذا كان المدرب موجودًا بالفعل، فلماذا لم يُعلن عنه لتهدئة الشارع وطمأنة القاعدة؟ وإذا لم يكن موجودًا، فمن يتولى صياغة الخطة؟ وهل نقود موسمًا كاملًا برأي إداري واحد دون بوصلة فنية حقيقية؟
ما يزيد القلق أن هذه التسجيلات تتم وسط تكدس غير مسبوق للأجانب، وهو تكدس لم يعد رفاهية بعد قرار الاتحاد العام بتقليص العدد لستة فقط، ومنحهم فرص مشاركة محدودة داخل المباريات. القرار – رغم قسوته على بعض الأندية – أراه خطوة إيجابية لإعادة الاعتبار للاعب الوطني، وإلزام الأندية ببنائه كركيزة أساسية للفريق. لكن في الهلال، المشروع الحالي يبدو استثماريًا بحتًا، هدفه البيع والشراء لا بناء هوية كروية متينة.
الاتحاد العام أطلق دوري المحترفين، والمنتخب الوطني يخوض بطولة المحليين، وبطبيعة الحال، لن يكون أغلب لاعبيه إلا من الهلال والمريخ. لكن أي منتخب سنرى إذا كان اللاعب الوطني مهمشًا طوال الموسم؟ مشهد مباراة الافتتاح أوضح الفارق؛ اللاعب المحلي إذا مُنح الثقة والدقائق، يستطيع أن يفرض نفسه، لكن إذا بقي على الدكة خلف أجنبي بلا تأثير، فسيفقد مستواه ويتراجع عطاؤه.
الهلال مقبل على موسم أفريقي ومحلي صعب، ولا مجال فيه للتجريب أو الصفقات المفاجئة بلا رؤية واضحة. المطلوب الآن حسم ملف المدرب فورًا، لأنه الأصل الذي تُبنى عليه الخطة، أما أن يظل كل شيء في يد إداري واحد، فذلك يفرغ العمل الفني من مضمونه، ويجعل الفريق يدار بردود أفعال لا بخطة مسبقة.
الشفافية في المرحلة الحالية ليست ترفًا، بل ضرورة. الجماهير التي ملأت المدرجات وصبرت على التعثرات من حقها أن تعرف صورة المشروع بوضوح. السرية التي تُمارس اليوم لم تعد تزيد الحماس، بل تزرع القلق، وتترك الانطباع بأن الملفات لم تُحسم بعد.
**كلمات حرة**
الفريق الذي يبدأ موسمه بلا مدرب واضح، يشبه سفينة تُبحر بقبطان خفي… قد تصل لوجهة لم تكن تقصدها أصلًا.
المصدر : كورة سودانية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.