سيدة تنهي حياة أزواجها الـ11 بطريقة شيطانية
أحدثت قضية كلثوم أكبري، السيدة الإيرانية التي لُقّبت بـ”الأرملة السوداء”، صدمة واسعة في الشارع الإيراني، بعد اعترافها بقتل 11 من أزواجها خلال فترة زمنية امتدت لعشرين عامًا، مستخدمة السموم والأدوية بشكل منهجي ومدروس، في واحدة من أغرب قضايا القتل المتسلسل في إيران الحديثة.
سلسلة جرائم بدأت عام 2001.. والنهاية في 2023
بدأت كلثوم جرائمها منذ عام 2001، حيث كانت تتزوج من رجال كبار في السن وأغلبهم مرضى، وتقدم نفسها كامرأة مثالية وحنونة، قبل أن تبدأ مخططها المظلم بتسميمهم ببطء.
ورغم أن الوفيات بدت طبيعية ولم تُثر الشكوك، إلا أن وفاة أحد أزواجها بطريقة غامضة في عام 2023، دفعت أبناءه لتقديم بلاغ رسمي، ما فتح الباب أمام تحقيقات مكثفة كشفت النقاب عن سلسلة من الجرائم الصادمة.
18 زواجًا مؤقتًا و19 زواجًا دائمًا.. وجميع الأزواج ماتوا
ذكرت صحيفة هفت صبح الإيرانية أن كلثوم عقدت 18 زواجًا مؤقتًا و19 زواجًا دائمًا، وتوفي جميع الأزواج خلال تلك الفترات. وبينما اعترفت بقتل 11 منهم، ترجح التحقيقات أن عدد ضحاياها قد يكون أكبر بكثير.
كانت كلثوم تختار ضحاياها من المسنين والميسورين، وتقدم لهم أدوية مختلطة بمواد سامة تدريجيًا، خاصة أدوية السكري، ما يؤدي لتدهور صحتهم ببطء، دون إثارة الشبهات.
خطة قتل دقيقة: التسميم البطيء والتمثيل الإنساني
وفق صحيفة عصر إيران، كانت كلثوم تعمد إلى إذابة أدوية السكري في مشروبات أزواجها، وزيادة الجرعات تدريجيًا. وبعد أن تظهر التشنجات والأعراض، كانت تتظاهر بالقلق وتنقل الضحية إلى المستشفى، ثم تواصل تسميمه لاحقًا حتى يتوفى، ويُسجل سبب الوفاة على أنه طبيعي.
كما ذكرت أنها كانت تستخدم أدوية تُسبب أعراضًا قريبة من أمراض الشيخوخة أو النوبات العصبية، ما ساعدها على تضليل الأطباء والمحيطين.
اعترافات دامغة ومحاكمة جنائية
كلثوم اعترفت في النهاية بقتل 11 رجلًا ومحاولة فاشلة لقتل رجل آخر. وقد أحيلت قضيتها إلى المحكمة الجنائية الثانية في محكمة الثورة بمدينة ساري، حيث تواجه تهمًا بالقتل العمد.
وخلال جلسات المحاكمة، طالبت أسر أربعة من الضحايا بتنفيذ حكم القصاص، فيما حاولت المتهمة إنكار التهم لاحقًا، لكن المحكمة عرضت مقطع فيديو يظهرها وهي تمثل كيفية تنفيذ الجرائم، ما جعلها تعود للاعتراف بتفاصيل جرائمها.
فحص نفسي مرفوض.. واتهام بارتكاب جرائم مدروسة
طلب محامي الدفاع عن كلثوم إخضاعها لفحص نفسي، في محاولة لتخفيف الحكم بدعوى اختلال عقلي. لكن النيابة رفضت ذلك، مؤكدة أن الجرائم نُفذت باستخدام أدوية مختارة بعناية، مما يدل على سبق الإصرار والترصد، ويؤكد أنها كانت بكامل وعيها.
أكثر من 45 مشتكيًا في القضية
بحسب تقارير صحيفة هفت صبح، يُقدّر عدد المشتكين في القضية بأكثر من 45 شخصًا، بينهم أولياء دم وورثة الضحايا، ما يجعل القضية واحدة من أكثر ملفات القتل المتسلسل تعقيدًا في إيران خلال العقود الأخيرة.
نبض السودان