الرؤية نيوز

غضب شعبي في قدير ضد شركات السيانيد ومهلة 48 ساعة

0 2

في تصعيد جديد للاحتجاجات البيئية في جنوب كردفان، نظمت لجنة مناهضة السيانيد بمحافظة قدير وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة بمدينة كالوقي يوم الإثنين، مطالبة بترحيل شركات التعدين التي تستخدم مادة السيانيد في عملياتها فورًا من المنطقة، ومنددة باستمرار ما وصفته بـ”شركات الموت” التي تهدد حياة السكان والبيئة. وأكدت اللجنة، في بيان تلي أمام المشاركين، أن هذه الشركات تعمل منذ أكثر من عشر سنوات على جلب مواد سامة إلى المنطقة، متهمة الشركة السودانية للموارد المعدنية بالتواطؤ من خلال إصدار تراخيص لتلك الشركات رغم الرفض الصريح من المجتمع المحلي.

اللجنة حذرت من أن استمرار هذه الأنشطة قد يؤدي إلى مزيد من التدهور البيئي، ويهدد النسيج الاجتماعي في محافظة قدير، مشيرة إلى أن استخدام السيانيد تسبب سابقًا في أزمات وصراعات محلية أدت إلى سقوط ضحايا. كما أعلنت عزمها على فتح بلاغات جنائية ضد الشركة السودانية للموارد المعدنية، محملة الجهات الأمنية المسؤولية الكاملة عن أي تهديدات تطال الناشطين الرافضين لوجود هذه الشركات في المنطقة.

وفي خطوة تصعيدية، أمهلت اللجنة المدير التنفيذي المكلف لمحافظة قدير 48 ساعة لإلغاء عمل الشركات أو تقديم استقالته، مؤكدة تمسكها بمطلب ترحيل الشركات وتفكيكها دون قيد أو شرط. ويأتي هذا التحرك في سياق رفض شعبي متصاعد لاستخدام مادة السيانيد في عمليات التعدين، وهي مادة شديدة السمية تُستخدم لاستخلاص الذهب، وقد تؤدي إلى تلوث المياه والتربة، وتسبب أضرارًا جسيمة لصحة الإنسان والحيوان.

وتشهد عدة مناطق في ولايات كردفان ودارفور والنيل الأزرق منذ سنوات احتجاجات متكررة ضد استخدام السيانيد، حيث يطالب السكان بوقف نشاط الشركات أو التحول إلى تقنيات استخلاص أقل خطورة على البيئة. وتُعد محافظة قدير من أبرز بؤر المعارضة المجتمعية لهذه المادة، إذ تصاعدت حدة الرفض الشعبي فيها منذ نحو عقد، ما جعلها رمزًا للمقاومة المدنية ضد ما يعتبره السكان تهديدًا مباشرًا لحياتهم ومحيطهم البيئي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.