مواقع تتحدث عن وصول البرهان وحميتي الى سويسرا سرا للقاء مسؤول أمريكي وسط تكتم أمني
في ظل تصاعد الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب في السودان، كشفت مواقع محلية سودانية محسوبة على التيار الإسلامي عن زيارة غير معلنة لرئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى مدينة زيورخ السويسرية، جرت يوم الإثنين وسط إجراءات أمنية مشددة وتكتم بالغ. وتزامنت هذه الزيارة مع وصول وفد من قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى الأراضي السويسرية، ما يعكس تحركًا دبلوماسيًا متسارعًا في مسار الأزمة السودانية.
وبحسب ما نقلته تلك المواقع عن مصادر لموقع استقصائي لم يُذكر اسمه، فإن زيارة البرهان تهدف إلى لقاء مسعد بوليس، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترمب لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، في إطار ترتيبات مشتركة تتعلق بالأزمة السودانية. وتأتي هذه التسريبات في سياق توتر العلاقة بين الجيش السوداني والتيار الإسلامي، خاصة بعد اعتقال قائد ميليشيا “البراء بن مالك” المصباح أبو زيد طلحة، الذي يُعد من أبرز القيادات العسكرية المحسوبة على الإسلاميين والداعمة لقوات الجيش.
المصادر أوضحت أن اللقاء المرتقب بين البرهان ومسعد بوليس يركز على مناقشة خطة لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، باعتبارها خطوة أولى نحو إنهاء النزاع المسلح الذي تشهده البلاد منذ أبريل 2023. وأشارت إلى أن البرهان وصل إلى زيورخ على متن طائرة قطرية، قبل أن يتوجه إلى المدينة التي ستستضيف اللقاء، والتي لم يُكشف عن اسمها حتى الآن، إذ فضّلت الأطراف المعنية بالمفاوضات إبقاء موقع الاجتماع سريًا في هذه المرحلة.
ومن المتوقع أن يشارك وفد الدعم السريع بقيادة حميدتي في مشاورات مماثلة مع مسعد بوليس، إلا أن المصادر لم تؤكد ما إذا كانت هذه اللقاءات ستُعقد بشكل مشترك بحضور ممثلين عن الجيش والدعم السريع إلى جانب المسؤول الأمريكي. وأفادت المصادر بأن أجندة المشاورات تتضمن بنودًا أساسية، أبرزها التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، إلى جانب تعهدات دولية بتقديم مساعدات إنسانية ودعم جهود إعادة السودانيين إلى وطنهم. وأضافت أن فرص نجاح هذه الجولة من المفاوضات تبدو مرتفعة، مشيرة إلى أن لقاءات سويسرا تمثل بداية فعلية لمسار سياسي جديد يهدف إلى إنهاء الحرب في السودان.
وتُعد هذه الزيارة إلى سويسرا الثانية للبرهان إلى دولة أوروبية خلال أقل من ثلاثة أشهر، إذ شارك في وقت سابق في مؤتمر دولي حول المناخ دعت إليه الأمم المتحدة في إسبانيا، ما يعكس انخراطه المتزايد في الحراك الدولي بشأن مستقبل السودان.