متابعة:الرؤية نيوز
أكد وزير الدولة الأسبق بوزارة المالية، البروفيسور أحمد مجذوب، أن قرارات الإمارات بإيقاف حركة النقل الجوي والبحري من وإلى السودان لن تؤثر سلباً كما يظن البعض، بل قد تمثل فرصة اقتصادية مهمة للبلاد.
وأوضح المجذوب في مقال له أن الإمارات تظن أنها بخطوتها هذه قد خنقت الاقتصاد السوداني، لكنها نسيت أن السودان يملك تجربة طويلة في مواجهة الحصار والمقاطعة الاقتصادية التي بدأت منذ عام 1983 واستمرت حتى الآن، حين تبنت الولايات المتحدة الأمريكية — القوة الاقتصادية الأكبر وقتها — تلك السياسات ضد الخرطوم.
وأشار إلى أن السودان رغم ذلك استطاع خلال هذه العقود أن يواصل مسيرته التنموية بشهادة المؤسسات الاقتصادية الدولية، خاصة في الفترة ما بين 1995 و2012، حيث أصبح دولة منتجة للنفط ومصدّرة للعديد من السلع، ووسع بنيته التحتية، وزاد من قدراته الإنتاجية، كما توسعت مؤسساته الخدمية، وتحسن الناتج القومي ومتوسط دخل الفرد.
عودة الذهب المهرب للقنوات الرسمية
وأوضح المجذوب أن أول مكاسب السودان من قرارات الإمارات سيكون عودة كل صادرات الذهب إلى القنوات الرسمية، إذ أن المهربين كانوا يعتمدون على بيئة فوضوية وفرت لهم الحماية لسنوات، وهو ما لن يتاح لهم بعد هذه القرارات. وأشار إلى أن الأمم المتحدة قدّرت قيمة الذهب المهرب من السودان بما يتراوح بين 1.8 مليار و3 مليارات دولار سنوياً، مشدداً على أن عودة هذه الكميات للقنوات الرسمية ستنعش الخزينة العامة بعوائد ضخمة.
وأضاف أن هذه التطورات تمثل فرصة تاريخية لاستكمال سلسلة الإنتاج عبر تركيب مصفاة ذهب وطنية، وهو المشروع الذي سيوفر عوائد مالية كبيرة كانت غائبة في ظل الوضع السابق الذي استفاد منه المنتفعون للحفاظ على حالة الفوضى.
دعوة لتوسيع الشراكات الاقتصادية
وشدد المجذوب على ضرورة أن تسارع الأجهزة الحكومية المختصة إلى تنشيط وتفعيل العلاقات التجارية والمالية واللوجستية بين القطاع الخاص والجهاز المصرفي في الدول البديلة، داعياً إلى تبني سياسة تنويع مراكز النشاط الاقتصادي والمالي مع عدة دول بدلاً من الاعتماد على شريك واحد. وأكد أن هذه السياسة يجب أن تكون المبدأ الحاكم لتطوير العلاقات الدولية، مع إعطاء أولوية للدول التي بادرت بالتواصل مع السودان خلال هذه المرحلة.
وختم المجذوب بالتأكيد على أن السودان، بخبرته الطويلة في التعامل مع التحديات الاقتصادية والسياسية، قادر على تحويل هذه القرارات من تهديد محتمل إلى فرصة استراتيجية تدعم مسيرته نحو تنمية أكثر استقلالية وتنوعا.
