الرؤية نيوز

مساعٍ لتنسيق تركي مصري امريكي لوقف الحرب في السودان

0 3

أمستردام – الخميس 14 أغسطس 2025م – راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري

شهدت الأيام الماضية حراكاً دبلوماسياً مكثفاً شمل تنسيقاً تركياً – أمريكياً من جهة، وتركيّاً – مصرياً من جهة أخرى، بهدف الدفع بجهود وقف الحرب في السودان.

شملت التحركات لقاء كبير مستشاري الولايات المتحدة لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان في إسطنبول، حيث بحث الجانبان تطورات الأزمة السودانية إلى جانب ملفات أفريقية أخرى. كما اجتمع بولس في واشنطن بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وناقشا سبل احتواء الصراعات الإقليمية المتفاقمة.

وزير الخارجية التركي أجرى أيضاً مباحثات في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية بدر عبد العاطي، تناولت دعم العملية السياسية في السودان وتهيئة بيئة إقليمية تساعد في إنهاء النزاع وتعزيز الحوار بين الأطراف.

وتوجت هذه التحركات بلقاء رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان مع مسعد بولس في سويسرا يوم الاثنين الماضي، ووفقا لمنصة استقصائي فإن اتصالا جرى بين بولس والبرهان خلال وجود الأول في تركيا الأسبوع الماضي وذلك تمهيدا للاجتماع الذي جرى في مدينة زيورخ السويسرية.

يرى رئيس تحرير صحيفة الهدف، عادل خلف الله، في مقابلة مع راديو دبنقا أن استمرار الحرب للعام الثالث، رغم آثارها الكارثية، يرتبط بعدم رغبة أطرافها وداعميهم في وضع حد لها، وفشل خيار الحسم العسكري. وأوضح أن الجهود الإقليمية والدولية لم تتجاوز رفع الشعارات والمطالبات الإنسانية، بينما تحولت مؤخراً إلى ضغوط عبر العقوبات، وسط تساؤلات عن فعاليتها.

يشير خلف الله إلى أن التنسيق التركي – المصري أو التركي – الأمريكي ينطلق من مصالح متقاطعة، لكن المواقف ليست موحدة تجاه الحرب، كما أن الأطراف الفاعلة تختلف حول رؤية “سودان ما بعد الحرب”. وأكد أن غياب كيان وطني موحد يعبر عن القاعدة الجماهيرية الرافضة للقتال، ساهم في استمرار الأزمة.

وفق خلف الله، تتحرك تركيا بدوافع سياسية واقتصادية وأمنية، لحماية مصالحها التجارية الكبيرة في السودان خاصة في قطاعات الإنتاج والطاقة، إلى جانب رؤيتها الاستراتيجية لموقع السودان الجيوسياسي. وأضاف أن استمرار الحرب وفشل الجهود الدولية شجعا أنقرة على ملء فراغ إقليمي، مستخدمة “القوة الناعمة” لبناء شبكة علاقات ومصالح، وتحسين علاقاتها مع مصر، والمساهمة في تقريب وجهات النظر بين أطراف إقليمية متخاصمة.

أوضح خلف الله أن تركيا ومصر تتفقان في دعم القوات المسلحة السودانية، لكن من منطلقات مختلفة. فتركيا، رغم محاولتها لعب دور الوسيط، تدعم أحد أطراف الحرب، ما يفقدها الحياد، بينما ترى مصر في السودان عمقها الاستراتيجي، وتربطها بالجيش علاقات تاريخية. واعتبر أن طموحات تركيا للحصول على قاعدة عسكرية وإعادة تأهيل ميناء عثمان دقنة تزيد من تعقيد دورها كوسيط.

وأشار خلف الله إلى أن واشنطن رفعت منسوب اهتمامها بالسودان مع نهاية إدارة بايدن وبداية ولاية ترامب الثانية، وتسعى للظهور بالوقوف على مسافة واحدة من الطرفين. وأكد أنها فرضت عقوبات على قيادات وشركات تابعة للقوات المسلحة وقيادات من الحركة الإسلامية، وأخرى تابعة لقوات الدعم السريع.

لكنه لفت إلى أن تقاطع المواقف الإقليمية والدولية أضعف تأثير هذه الجهود، مستشهداً بفشل الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف في يونيو الماضي، وتأجيل اجتماع “رباعية واشنطن” وتعثر منابر أخرى، مع غياب رؤية موحدة لوقف الحرب.

وحذّر خلف الله من أن التنسيق التركي – المصري أو التركي – الأمريكي، إذا لم يحدد أولويات واضحة، سيلقى مصير الجهود السابقة. وأكد أن تصاعد التأثير الخارجي على الحرب يستدعي من القوى الوطنية الرافضة للقتال تصعيد أنشطتها لسد الفراغ الذي تتحرك فيه المبادرات الإقليمية والدولية، واستثمار حجم المأساة الإنسانية والنزوح والانتهاكات للضغط نحو وقف الحرب.

واستشهد خلف الله بتاريخ الحراك السلمي السوداني الذي نجح في إسقاط أنظمة دكتاتورية عبر الإضراب السياسي والعصيان المدني، مشدداً على أن دخول الحرب عامها الثالث وفشل جنيف وتأجيل “رباعية واشنطن” يجب أن يكون دافعاً لوضع الإرادة الوطنية في موقع الفعل المؤثر.

وختم بدعوة لوقف غير مشروط للحرب، والاتفاق على برنامج انتقالي قصير الأجل لإعادة الإعمار وتهيئة البلاد لانتخابات عامة، مؤكداً أن هذا الهدف ممكن لشعب أسقط أنظمة في ثورتي أكتوبر 1964 ومارس – أبريل 1985، وأطلق موجة ثورية جديدة في ديسمبر 2018.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.