السودان الان • السودان عاجل عثمان ميرغني ينتقد ردود الفعل الغاضبة تجاه تصريحات عقار ويصفها بـ”ثورة خانها الجلد”
متابعة:الرؤية نيوز
في سياق مقال تحليلي نشره رئيس تحرير صحيفة “التيار” عثمان ميرغني، تناول فيه تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار بشأن السلام والمصالحة الوطنية، أعاد ميرغني تسليط الضوء على الجدل الذي أثارته كلمات عقار في أعقاب زيارته لولاية الخرطوم، والتي شملت عدداً من المنشآت الحيوية التي تعرضت لأضرار جسيمة خلال النزاع المسلح.
وفي ختام جولته التفقدية، أشار عقار إلى حجم الدمار الذي طال البنية التحتية في العاصمة، مؤكداً أن محطة الصرف الصحي، ومحطة مياه المقرن، ومحطة كهرباء ود البشير، إضافة إلى مقر المجلس التشريعي الانتقالي، قد تعرضت لتخريب ممنهج على يد قوات الدعم السريع التي وصفها بالمتمردة، وهو ما انعكس سلباً على الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين.
كما أوضح عقار أن زيارته شملت أيضاً لقاءات مع قيادة السلاح الطبي وإدارة مستشفى علياء، حيث اطلع على الجهود المشتركة بين المستشفى والجمعية السودانية لزراعة الكبد، والتي تُنفذ عمليات تُعد من الأكبر على مستوى القارة الأفريقية. وأشاد بالتعاون القائم بين الجانبين، مشيراً إلى الخطط الموضوعة للنهوض بالقطاع الصحي وتعزيز قدراته في ظل الظروف الراهنة.
لكن التصريحات التي أدلى بها عقار لاحقاً خلال زيارته لمشروع الجزيرة أثارت موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن تحدث عن مفهوم “المصالحة المجتمعية” كمدخل لمعالجة الآثار النفسية التي خلفتها الحرب، لا سيما تلك المرتبطة بخطاب الكراهية الذي لا يزال يهيمن على الخطاب العام. ورغم أن عقار تراجع عن بعض ما ورد في تصريحاته، إلا أن ردود الفعل لم تهدأ، خاصة في ظل حساسية المصطلحات المرتبطة بالسلام والتفاوض في المشهد السوداني الراهن.
وفي هذا السياق، تساءل ميرغني في مقاله عن أسباب الرفض المبدئي الذي يبديه البعض تجاه أي حديث عن المصالحة أو الحوار، مشيراً إلى أن مجرد ذكر هذه الكلمات كفيل بإثارة ردود فعل غاضبة، وكأنها تمس مفاهيم غير قابلة للنقاش. واستعرض الكاتب موقف الدكتور كامل إدريس، الذي أعلن خلال أول اجتماع لمجلس الوزراء في ولاية الخرطوم أن الحكومة بدأت فعلياً في حوار سوداني شامل لا يُقصي أحداً، وهو ما قابله البعض بردود فعل متشنجة، وصفها ميرغني باستعارة من الشعر السوداني بأنها “ثورة خانها الجلد”، في إشارة إلى الأغنية الشهيرة “يا فتاتي” للفنان الطيب عبد الله.
المقال طرح تساؤلات عميقة حول مدى استعداد المجتمع السوداني لتجاوز جراح الحرب والانخراط في عملية مصالحة وطنية شاملة، في ظل استمرار التوجس من مفردات السلام والحوار، التي باتت تُستقبل أحياناً وكأنها تهديد مباشر، لا دعوة للتعافي الوطني.