تشهد ولاية شمال دارفور تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف والنهب داخل مناجم الذهب، حيث أفاد شهود عيان ومصادر محلية، اليوم الأحد، بوقوع عمليات نهب وسرقات واسعة استهدفت المعدنين التقليديين بمنجم عبد الشكور، أحد أكبر مناجم إنتاج الذهب بالولاية
منجم عبد الشكور.. تحت سيطرة الدعم السريع منذ اندلاع الحرب
يقع منجم عبد الشكور على بعد 40 كيلومترًا غرب مدينة كتم بولاية شمال دارفور، ويعد من أكبر المناجم التي تضم ما بين 10 إلى 15 ألف معدن تقليدي. منذ اندلاع الحرب في السودان، فرضت مليشيا الدعم السريع سيطرتها على المنجم، ما جعله مسرحًا لانتهاكات متكررة وبيئة خصبة لأعمال السلب والنهب
مسلحون على دراجات يهاجمون المعدنين
المعدن علي عبد الرحمن أوضح لـ “دارفور24” أن مسلحين مجهولين يستقلون دراجات نارية حاولوا نهب ثلاثة معدنين الأسبوع الماضي أثناء عودتهم من المنجم إلى مدينة كتم. وعندما رفض المعدنون تسليم ما بحوزتهم من ذهب وأموال، أطلق المسلحون الرصاص عليهم بشكل مباشر
إصابات خطيرة وضحايا في صفوف المعدنين
الهجوم أسفر عن إصابة اثنين من المعدنين بجروح بالغة، حيث أصيب الشاب قسيم محمد البالغ من العمر 30 عامًا بجروح خطيرة، ونُقل مع زميله إلى مستشفى كتم لتلقي العلاج. فيما فرّ المسلحون من موقع الجريمة دون أن يتم القبض عليهم، تاركين خلفهم حالة من الرعب والفوضى بين العمال
طرد المعدنين والتجار من قبائل بعينها
إلى جانب أعمال النهب، كشف أحد المعدنين عن حوادث طرد واسعة طالت تجارًا ومعدنين من قبيلة الزغاوة خلال شهر يناير الماضي. وأشار إلى أن مجموعات موالية للدعم السريع قامت بإبعادهم بحجة تخابرهم مع القوات المشتركة، الأمر الذي فاقم حدة التوترات القبلية في المنطقة
استهداف متاجر وإثنيات غير عربية
شهادات متطابقة أكدت أن عمليات النهب لم تقتصر على الأفراد بل امتدت لتشمل المتاجر داخل المنجم، حيث تعرضت متاجر تابعة لقبيلة الزغاوة وأخرى تخص إثنيات غير عربية لعمليات سلب واسعة. وهو ما يعكس حالة انفلات أمني خطيرة تهدد استقرار النشاط الاقتصادي والإنساني بالمنطقة
الذهب في دارفور بين لعنة الموارد وساحة الحرب
تكرار حوادث النهب والاعتداءات المسلحة في مناجم الذهب يكشف بوضوح كيف تحولت هذه الثروة إلى لعنة على سكان دارفور. فبدلًا من أن تسهم في تحسين أوضاع المجتمعات المحلية، أصبحت موردًا للصراع المسلح ومصدرًا للثروات غير المشروعة للجماعات المسيطرة
مطالبات بتدخل عاجل لوقف الفوضى
الأحداث الأخيرة أعادت إلى الواجهة مطالبات واسعة من الأهالي بضرورة تدخل السلطات لفرض سيادة القانون وتأمين مناجم الذهب من العصابات المسلحة والمليشيات. كما شدد مراقبون على أن استمرار الوضع بهذا الشكل يعني كارثة إنسانية واقتصادية، خصوصًا أن آلاف الأسر تعتمد بشكل مباشر على التعدين التقليدي كمصدر رزق
نبض السودان
