الجيش في كردفان،، الطريق إلى فاشر السلطان
متابعة:الرؤية نيوز
واصل ضرباته الساحقة، وانتصاراته المتلاحقة،،
الجيش في كردفان،، الطريق إلى فاشر السلطان..
استمرار العمليات في كردفان ودارفور وفق خطة محكمة تستنزف الميليشيا..
كباشي: لا تفاوض مع الميليشيا، ونخوض معركتنا المصيرية بإرادة وطنية..
مناوي: واجبنا يتطلب منا التحرك الفوري لإنقاذ شعبنا الصامد في الفاشر..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
يواصل سلاح الجو تنفيذ ضربات دقيقة تستهدف مواقع وآليات ميليشيا الدعم السريع في محاور عدة بكردفان، مُحدثاً خسائر كبيرة في صفوفها، وممهداً الطريق لتقدم القوات المسلحة نحو الأهداف الاستراتيجية، وتتزامن هذه التطورات الميدانية مع زيارة نائب القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة، الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، الذي قوبل بحفاوة بالغة من القوات المرابطة في المواقع الأمامية، ليبادلهم كباشي التحية بأفضل منها وهو يؤكد مضي الجيش بثبات نحو تحقيق النصر، وصولاً إلى دارفور وفكِّ الحصار عن فاشر السلطان.
معارك ضارية:
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، خاضت القوات المسلحة والقوات المساندة لها من القوة المشتركة والمستنفرين وكتائب المجاهدين، معارك ضارية في محور كردفان كبّدت خلالها ميليشيا الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والأنفس والمعدات، وأضعفت قدرتها على الحركة والمناورة، مما رفع من الروح المعنوية للقوات المسلحة والقوات المساندة لها، والمواطنين على حد سواء، وتحاول ميليشيا الدعم السريع الاستماتة من أجل صدِّ تقدم الجيش في مناطق أم صميمة، والخوي، والنهود في غرب كردفان، بالإضافة إلى منطقة أم قعود في شمال كردفان، ذلك أن الميليشيا تدرك تماماً أن هزيمتها في محور كردفان، تعني فتح الطريق وسهولة العبور والوصول إلى الفاشر وفكِّ الحصار المضروب عليها، ومن ثم بسط سيطرة الجيش الكاملة على إقليم دارفور، يأتي ذلك في قت تتواتر فيه الأخبار عن حزم عائلات ميليشيا الدعم السريع أمتعتها ومغادرتها كردفان إلى دارفور، ومنها من عبر إقليم دارفور غرباً إلى تشاد.
طريق محفوف بالشوك:
وأكد حاكم إقليم دارفور القائد مني أركو مناوي أن القوات المسلحة والقوة المشتركة، والقوات المساندة لها تواصل عملياتها العسكرية بخطى ثابتة للوصول إلى دارفور وفكِّ الحصار عن مدينة الفاشر التي قال إنها تحتضن أكثر من 900 ألف مواطن من بينهم نازحو معسكرات زمزم، وأبوشوك، وأبوجا، يعيشون جميعهم لأكثر من سنتين تحت وطأة ظروف إنسانية قاسية وكارثية، بسبب افتقادهم الدعم والإسناد الغذائي والإغاثي، وقال مناوي الذي كان يتحدث خلال اللقاء التنويري مع القيادات العسكرية واللجنة العليا لفكِّ الحصار عن الفاشر، إن القوات المسلحة، والقوة المشتركة والقوات المساندة لها، خاضت خلال الفترة الماضية معارك حاسمة في مناطق مدو، الصياح، المالحـة، الزُرق، الخوي، أم صميمة، وأم قعود، إلى جانب مناطق أخرى في ولايتي كردفان ودارفور، موضحاً أن جميع هذه المعارك تأتي في إطار العملية الشاملة الرامية إلى فك الحصار عن الفاشر، مؤكداً أن الطريق إلى الفاشر محفوف بالشوك والمخاطر، وزاد: “إن واجبنا الوطني يتطلب منا اليوم التحرك الفوري لإنقاذ شعبنا الصامد في الفاشر”.
خطة استراتيجية:
وفي إفادته للكرامة رفض مصدر عسكري رفيع، مايثار عن تأخر وصول القوات المسلحة والقوات المساندة لها إلى مدينة الفاشر وفك الحصار عنها، وقال المصدر الذي فضّل حجب اسمه لعدم التخويل له بالتصريح، إن العمليات العسكرية في المحاور القتالية بكل من كردفان ودارفور تسير وفق خطة استراتيجية محكمة تهدف إلى استنزاف ميليشيا الدعم السريع وتدمير بنيتها القتالية وإفقادها توازنها وقدرتها على الصمود، مبيناً أن التأنِّي في العمليات العسكرية لا يعني بأي حال من الأحوال تراجعاً أو تقاعساً، بل يعكس حرصاً من القوات المسلحة على تأمين خطوط الإمداد، وضمان حماية المدنيين، ومنع أي عودة محتملة للميليشيا إلى المناطق المحررة، مؤكداً أن القوات المسلحة ماضية بثبات نحو معركة تحرير الفاشر، وأن التقدم الميداني الجاري سيترجم قريباً إلى واقع ملموس ينهي معاناة المواطنين، ويفتح الطريق أمام استقرار إقليم دارفور والسودان بوجه عام.
كباشي في الميدان:
وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع زيارة ميدانية مهمة قام بها الفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة إلى محاور القتال في كردفان، وقد حملت الزيارة رسائل بالغة الدلالة، وُجهت إلى الداخل والخارج معاً، ففي الداخل، أكد كباشي أن الجيش يقاتل بثبات وبإرادة لا تلين، وأن المعارك الحالية هي تمهيد استراتيجي لتحقيق الهدف الأبرز المتمثل في فك الحصار عن مدينة الفاشر وتحرير كامل إقليم دارفور، أما إلى الخارج، فقد أراد كباشي أن يبعث برسالة واضحة إلى الأطراف الإقليمية والدولية، مفادها أن السودان يمضي بإرادته الوطنية نحو استعادة أمنه واستقراره، بعيداً عن أي تدخلات أو ضغوط تهدف إلى فرض حلول سياسية عبر التفاوض بما ينتقص من سيادة البلاد، أو يساوي بين الدولة الشرعية وميليشيا خارجة على القانون.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن تسارع مألات الأوضاع في محاور القتال بكل من كردفان ودارفور، تشير إلى أن معركة تحرير الفاشر قد اقتربت من مراحلها الحاسمة في ظل الانتصارات الساحقة والمتلاحقة للجيش السوداني، وعزمه المعلن على الوصول إلى عمق دارفور وفك الحصار عن الفاشر، حيث ترسم هذه التطورات العسكرية ملامح مرحلة فارقة تقلب الطاولة في وجه الميليشيا المتمردة وتخلط أوراقها على الأرض، وتضعها أمام تراجع مستمر تفقد بموجبه أهم معاقلها، وعلى نفسها جنت براغيش.