إسحق أحمد فضل الله يكتب:(سمر…)
متابعة:الرؤية نيوز
كتابات تنتبه إلى أن الغيب هو ابن عالم الشهادة لزم.
والملاحظات التي تجعل العيون تقف والفم ينفتح قليلاً بعضها هو:
كينيدي ولنكولن.. انتُخب هذا وذاك على بعد مائة عام، باليوم (1860 ـــ 1960).
ونائب هذا اسمه جونسون، ونائب الآخر اسمه جونسون.
وهذا قُتل، وهذا قُتل.
وقاتل هذا وقاتل ذاك كلاهما بنفس الاسم.
والحارس الشخصي لهذا وذاك كان يحمل نفس الاسم.
وقال التاريخ إن رئيساً شيعياً كان يقول في فتواه إن من علامات الشقاء أن الميت يسقط جثمانه عند التشييع،
والرئيس هذا يسقط جثمانه أربع مرات..
….
والشعور بالتناسق بين عالمي الغيب والشهادة مثله تناسق الأشياء حولنا.
وجاك لندن روايته (Call of the Wild) تنجح لأنها لاحظت تناسق كل شيء في الطبيعة مع كل شيء.
وهي تترجم حياة كلب، والكلب الحياة عنده هي الجوع والصيد والخوف والقتل وحواس مثل شفرة السيف.
والصورة هذه هي بالدقة الدقيقة صورة الإنسان الآن في العالم.
وفرويد نسج الخيوط هذه ليقول للناس إن الإنسان حيوان متوحش.
والفلسفة ما بين نيتشه وسارتر وغيرهما تقول هذا.
وأول شيوعي (بالمواصفات هذه) في التاريخ العربي هو صاحب جملة: (الرحمة خور في الطبيعة).
والمواصفات هذه ذاتها تصبح حيثيات كاملة لحقيقة أنه لا مكان للشيوعية في السودان.
….
وبعض من يرسم الصلة هذه بين الأشياء كان هو نجيب محفوظ.
والرجل يرسم صورة صديق له أيام الشباب… والصديق هذا ينظر يوماً إلى جنازة شاب وأم الميت تتلوى خلف النعش من الوجع.
والمشهد يجعل الشاب صديق نجيب محفوظ يتلوى من الضحك الشرس… يضحك على المرأة.
ونجيب يكمل الصورة بقوله إن صديقه هذا أصبح من عتاة الشيوعيين…
يبقى أننا كنا نصحب المرحوم أحمد سليمان آخر أيامه… أحمد سليمان الذي كان سكرتيراً للحزب الشيوعي ثم أصبح إسلامياً عاتياً.
أحمد هذا نقول له يوماً:
ــ كيف يقال لي إنك لا تستقبل أحداً قط بعد المغيب… إنت منو؟
قال ضاحكاً:
ــ والله يا محسي العيلفون أنا لا أبقى مستيقظاً بعد العشاء لأن المصلاية هذه تجدني عليها في الثالثة صباحاً.
ونقول له في دهشة:
ــ أحمد سليمان… سكرتير الشيوعي بارك تلاتة صباحاً فوق السجادة؟
وأحمد يضحك وهو يقول:
ــ هو نحن السويناه شوية؟ خلينا نصلح أمورنا مع ربنا…
ويبقى أن يس عمر يسأل الناس:
ــ لماذا أرى أحمد سليمان بتاع الحزب الشيوعي دا… كل يوم سايق عربيتو من بري لأمدرمان؟
قالوا:
ــ هو يبدأ يومه بالشاي مع أمه في أمدرمان.
ويس عندها يقول:
ــ والله الزول دا ما يموت شيوعي.
إسحق أحمد فضل الله