“خطوط حمراء” رسمها السيسي لإسرائيل أمام قمة الدوحة
متابعة:الرؤية نيوز
يرى خبراء مصريون أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية الطارئة شكّل لحظة تحول استراتيجية في الخطاب الرسمي المصري تجاه إسرائيل والتحديات الإقليمية.
وكشف خبير شؤون الأمن القومي المصري، محمد مخلوف، في تصريحات لـ”RT”، أن السيسي لم يرغب في أن يتحدث عن إدانة الاعتداء الإسرائيلي على قطر فقط، وإنما قام بإعادة صياغة خطابه ليصبح عربيا جماعيا يربط بين حماية السيادة الوطنية لكل دولة عربية، وبين القضية الفلسطينية التي تُمثل بوصلة الأمن القومي للمنطقة، لافتاً إلى أن دعوة الرئيس لإنشاء آلية عربية إسلامية موحدة لم تكن طرحاً شكلياً، بل استشرافاً لمستقبل المواجهة مع التحديات، إذ إن توحيد الجبهة العربية الإسلامية كفيل بتغيير معادلات القوة، خاصة إذا ارتبط بمصالح اقتصادية وأمنية مشتركة، وشدد على أن هذا الطرح يفتح الباب أمام تكتل جديد يوازن بين القوى الإقليمية والدولية، ويمنح العرب وزناً استراتيجياً يصعب تجاهله.
أوضح مخلوف، أن الرئيس لم يكتف بالإدانة، بل رسم خطوطاً حمراء، على رأسها، لا قبول بالتهجير، ولا تهاون مع الاعتداءات على السيادة، ولا سلام دون دولة فلسطينية مستقلة. وهي رسائل حملت في طياتها تحذيراً للمجتمع الدولي بأن استمرار سياسة “الإفلات من العقاب” تجاه إسرائيل سيؤدي إلى انفجار واسع لن يقتصر على فلسطين وحدها.
أشار محمد مخلوف، إلى أن الرئيس السيسي أعاد تذكير إسرائيل بالماضي الأليم بأن الأمن لا يُشترى بالعدوان، بل بالالتزام بالقانون الدولي واحترام حقوق الآخرين، مؤكداً أن مخاطبة الرئيس لشعب إسرائيل كانت لافتة، إذ حملت تحذيراً صريحاً بأن سياسات حكومتهم تضعهم في مواجهة مستقبل مظلم، موضحاً أن كلمة السيسي ستظل مرجعية لأي تحرك قادم يهدف إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وحماية سيادة الدول العربية من أي اعتداءات.
لفت الصحفي محمد مخلوف، إلى أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام القمة الاستثنائية، وتطرقها للرؤية المصرية للمطلوب تحقيقه على صعيد مجمل الأزمات في الوطن العربي، موضحاً أن دعوة سيادته إلى إنشاء آلية عربية‐إسلامية للتنسيق والتعاون تُعد خطوة استراتيجية تُبرهن على قدرة مصر على قيادة المسار الجماعي من أجل حماية القضايا العربية من التجزئة والتغول السياسي، مشدداً علي أن مصر لخصت الحل في كلمتها أمام قادة الدول والوفود المشاركة في القمة، وهو أن التحديات المعقدة و الظروف غير مسبوقة التي تشهدها المنطقة تتطلب من الجميع قادة وشعوبا وقفة موحدة و على قلب رجل واحد حفاظا على أمن الوطن العربي وحقوق ومقدرات شعوبه.
وتابع: القمة العربية الاستثنائية، بأنها رسالة تضامن عربية مع الأشقاء، وهذا كان واضحاً من تحركات بعض القادة العرب بهدف بلورة موقف إقليمي موحد يعكس الحرص على السيادة والاستقرار والأمن، مضيفاً تعد القمة تشكيل إطارًا دبلوماسيًا وسياسيًا قويًا لتنسيق المواقف، وحماية السيادة الوطنية، وتأكيد على وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهة أي تهديدات مستقبلية.
اختتم مخلوف بالقول: كلمة الرئيس السيسي، كانت موفقه وهادفه ومحددة حيث عكست نبض الشارع المصري، عندما أشار إلى الظروف غير المسبوقة التي تمر بها منطقتنا والتي تتطلب من القادة والشعوب وقفة موحدة لإعادة السلام والاستقرار والأمن لشعوبنا ومنتقاطنا العربية الشقيقة، بالإضافة إلى تاكيدات الرئيس أن مصر كعهدها دائمًا تمد يدها لكل جهد صادق، يحقق سلامًا عادلًا، ويدعم أمن واستقرار العالمين العربي والإسلامي.
وعن عدم تطرق الرئيس المصري في كلمته إلى تشكيل القوة العربية المشتركة من جديد رغم عظم التحديات التي تواجه المنطقة العربية، أوضح وزير خارجية مصر السابق محمد العرابي أن هناك مناقشات وتنسيقا مصريا سعوديا على أعلى المستويات، وأن عودة التنسيق لتفعيل تلك القوة يحتاج إلى نقاشات ومباحثات بين الدول قبل أن يتم الحديث عنها مرة أخرى في مؤتمر قمة.
وأشاد العرابي بالتنسيق الجاري في الوقت الحالي بين مصر والمملكة العربية السعودية والذي قدم للجامعة العربية القرار العربي المعنون “الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة” والذي وافق عليه وزراء الخارجية العرب مطلع الشهر الجاري خلال أعمال مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري باعتبار أن هذا القرار يمثل نواة يمكن البناء عليها وصولا إلى توافق عربي وإسلامي، علـى إطار حاكــم للأمن والتعــاون الإقليميين، ووضع الآليات التنفيذية اللازمة، للتعامل مع الظرف الدقيق الذى نعيشه.
وتوقع وزير خارجية مصر السابق أن تقدم مخرجات القمة دفعة قوية لمؤتمر حل الدولتين الذى سيعقد في 22 سبتمبر على هامش الشق الرفيع المستوى لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك رغم الجهود الأمريكية الإسرائيلية لإفشال هذا المؤتمر الدولي الذي أعلنت دول كبرى أنها ستعترف بدولة فلسطين خلال أعماله، معتبرا الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر من ضمن تلك المحاولات لصرف الانتباه عن المؤتمر وأهميته ولترهيب الدول.
وعن توصيف الرئيس المصري لإسرائيل بالعدو لأول مرة لرئيس مصري منذ عقود، أكد “العرابي” أن تصرفات إسرائيل وممارساتها ونيتها التي تتفاخر بها تجاه كل الدول العربية وليست الجرائم التي تتفاخر بها في إسرائيل فحسب هي التي جعلت مصر تصفها بوصفها الحقيقي من أنها “عدو”، بدليل هجومها على دولة قطر التي تتولى الوساطة مع مصر بين إسرائيل وحماس منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأشاد العرابي بدعوة الرئيس المصري لإنشاء آلية عربية إسلامية للتنسيق والتعاون، مؤكدا أن هذه الآلية تمكن الدول العربية والإسلامية من مواجهة التحديات الكبرى الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تحيط بها، وإن إقامتها تمثل السبيل لتعزيز جبهتها والقدرات المشتركة على التصدي للتحديات.
المصدر: RT