إسحق أحمد فضل الله يكتب:(الظرف حقنا نحن)
متابعة:الرؤية نيوز
والفقه ليس (ثقالة)…
ومفتي الجمهورية عوض الله صالح الذكي المرح، يأتيه أحدهم وقد ندم على طلاق زوجته وهو يبحث عن مخرج.
قال الرجل للشيخ عوض الله صالح:
– طلقت امرأتي ثلاث مرات.
قال الشيخ:
– إذن… بانت.
والرجل (الذي لعله سمع أن طلاق المستغلق لا يقع) يقول للشيخ:
– ولكني يا مولانا كنت غضباناً.
والشيخ المرح يقول له:
– وهل رأيت أحداً يطلق امرأته لأنه… مبسوط؟
…..
والتاريخ الفقهي مليء مليء بمن يجعلون الفقه ذكاء وظرفاً، في كلمتين، وحسب عقول من يسمعونهم.
وسفيان في مجلس الدرس الهادئ يقول:
– والصائم يفطر، ولو بوضع إصبعه في التراب ثم يضعه في فمه.
وواحد من نوع معروف من البشر يسأل:
– أي إصبع؟
وسفيان يجيب على السؤال الأبله بأن يمسك إبهام قدمه ويقول:
– هذا…
وأبو بكر وعمر يأكلان تمراً… وعمر كلما أكل تمرة وضع النواة أمام أبي بكر سراً… وبعد قليل، وحين يكثر النوى أمام أبي بكر، يقول عمر:
– أعجب لمن يأكل كل هذا القدر من التمر!
ويشير إلى كوم النوى أمام أبي بكر.
وأبو بكر لا يقصر، ويقول:
– أعجب منه من يأكل التمر بنواه!
ويشير إلى المكان الفارغ أمام عمر والذي ليس عليه نواة واحدة.
…..
والحرب الأعظم التي تنطلق في الأرض في السنوات الأخيرة هي حرب الأديان، والعدو الذي يتلقى الهجوم هو الإسلام.
ومن يجيب على التشكيك الكاسح هو… سلسلة من الاكتشافات المذهلة.
والناس يقذفون بكلمة (مذهل) في كل شيء، لكن الذهول هنا حقيقي.
ففي السنوات الأخيرة يكتشفون في تركيا إنجيلاً مكتوباً… كتب بعد ثلاثين أو أربعين سنة من رفع المسيح.
والإنجيل هذا يصدق كل ما قاله القرآن عن المسيح…
وفي الفترة ذاتها، مخطوطة تُكتشف في إيطاليا، فيها كل ما قاله القرآن عن المسيح.
وإن أمسكت أنفاسك أو لم تمسك… فالمخطوطة الإيطالية لا تكتفي بالحديث عن محمد صلى الله عليه وسلم، بل هي… المخطوطة هذه تتحدث عن الشهادتين.
والشهادات هذه… نقضها يصبح إثباتاً لها. فالتاريخ يعلن ويثبت أن المخطوطات هذه صحيحة… وأنها كتبت قبل ثمانمائة عام من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم… ليصبح السؤال هو:
– كيف عرف هذا الكاذب (الذي قام بتزويرها) أن هناك رسولاً يأتي بعد مئات السنين… وأن اسم أبيه لفظ معناه “العبودية لله” (عبد الله)، وأن اسم أمه يعني الشعور بالأمن (آمنة)؟
ومن يقدم الجدال هو ذاكر نايك، الذي هو أشهر من أحمد ديدات.
والظاهرة… ظاهرة أن العالم الشديد الثراء… والقوة… والتقدم… يجد أن هذا كله له طعم الرماد في الفم.
والناس في العالم الآن تمسكهم “أم هلع”… يبحثون عن شيء له طعم…
بينما شيوخ الإسلام حديثهم هو:
– قال… قال ابن أبي أثاثة، وعارضه الأرضي، الذي نقل عنه أزمر بن شلشح، وهذا يرفعه إلى أبي يعفر… قال… قال أبو شلهمة: إذا كان الرجل ماشياً، وعرض له عارض في بطنه، هل يفعل ما يفعل ماشياً… أم يقف؟… فيه قولان…
…..
العجز هذا… عجز الشيوخ عن البيان… هو ما يجعل الإسلام أبكماً… أبله… مهزوماً… منفراً.
بينما الشيوعيون والعلمانيون يغردون فوق أغصان الشعر، والفلسفة، وعلم الاجتماع… وغابات السياسة… و…
…..
وعبد الله الطيب، الذي يقول عن معرفته باللغة الإنجليزية:
– أعرف الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، وشيئاً من العربية.
عبد الله الطيب هذا يتحدث عن فتنة المثقفين عندنا بالشعر الإنجليزي ليقول:
– وفتنوا بقصائد “ووردزورث”، وطربوا لسماعها، وشربوا عليها من عرقي الموردة.
عبد الله الطيب حديثه ليس شهادة بإقبال المثقفين على الشعر الإنجليزي، بقدر ما هو حديث عن استبدال الناس الشعر العربي… واستبدال كل ما هو عربي… بكل ما هو غربي.
وعن الأمر كله تأتي حكاية سخرية الوفد السوداني من الأمر لما ذهبوا لتهنئة الملك جورج.
فأعضاء الوفد يلاحظون أن كبيراً من أعضاء الوفد كان يعامل الحمال باحترام.
وحين يسألونه مندهشين عن ذلك، يقول لهم في سخرية كاسحة:
– معليش… يمكن الشيّال دا يجيبوه لينا حاكم عام.
إسحق أحمد فضل الله