ابراهيم الصديق يكتب..معارك كردفان
متابعة:الرؤية نيوز
حقق الجيش السوداني والقوات المشتركة والقوات المساندة ودرع السودان انفتاحاً مهماً في شمال كردفان (دار الريح) ، وخاض معارك حاسمة خلال الأيام الماضية ، وربما كانت الهجمات على الأبيض محاولة لإشغال غرف العمليات العسكرية عن هذا المحور ، حيث فوجئت المليشيا المتمردة بفقدانها مدينة بارا ، مركز عملياتها في المنطقة وامتداداتها إلى الخرطوم أو إلى الدبة شمالاً ، لقد كانت خسارة قاسية للمليشيا..
ثلاث نقاط لابد من الوقوف عندها:
اولها: أن المليشيا تستخدم حيلة الدعاية الاعلامية ، ولا تخلو من طابور خامس ، واسناد من غرف ومنابر اعلامية اقليمية ودولية ، ومنصات قوى وتيارات سياسية ، وكثيراً من تحركت آلياتهم و دعايتهم للترويج عن قرب سقوط هذه المنطقة أو تقدمهم إلى تلك ، ومع قوة الوعى العام ، ومعرفته لأكاذيب المليشيا ، فإن المزيد من المنصات والتدفق الاعلامي مهم..
وثانيهما : إن غالب عمليات المليشيا ومهما تكاثرت ، فانها تتم ب(الفزع) ذات نفس قصير ، ذات القيادة في منطقة تتحرك إلى اخري ، لأن عناصرهم (ملولة) وتفتقر للصبر في مسرح العمليات العسكرية ، والان المسرح الثابت لديهم في الفاشر فقط..
والثالث: أن معارك شمال كردفان حاسمة ، فهى المدخل إلى دارفور ، وخط دفاع متقدم ، ولهذا دفعت بقياداتها دفعة وراء اخرى ، بعضهم هلك وبعضهم هرب وبعضهم اصيب ، فقد غادرها ادريس حسن مرعوباً وكذلك النور قبه ، وجرح عبدالله الناعم وغيرهم ، ويتولى الجيل الثالث الآن المسرح العملياتي..
الأرض التى كانت مسرحاً متاحاً للمليشيا المجرمة اصبحت منزلقاً خطراً ، فقد استنزفت قدراتهم البشرية وآلاتهم العسكرية..
ثلاث محاور عمليات متقاربة ، احدهما مركزه مدينة بارا ، ويمتد إلى تخوم حجاب حيث دارت المعارك هناك أمس ، وليس في رهيد النوبة كما ادعت بعض منابر ومنصات المليشيا المتمردة ، واقتربت العمليات من ام قرفة وجبرة الشيخ ، وذاقت المليشيا المذعورة ضربات قاسية فى ام ضريس وعد السدر..
ومحورين اخرين مركزهما مدينة الأبيض احدهما ناحية الخوى والاخر ناحية الرياش والدبيبات حيث دفعت المليشيا بحشود من الحواضن والفزع ، وتم التعامل معهم في مواجهات مؤلمة..
هذه لمحة للحال وتطوراته ، العدو يألم كثيرا وقدراته تتراجع ، ويحاول البحث عما يرفع معنويات قوات الفزع وبقايا مرتزقة جنوب السودان وتشاد وافريقيا الوسطى…..
تقبل الله الشهداء وشفا الجرحى وفك أسر المأسورين..
حيا الله الرجال وسدد الرمى وثبت الله الأقدام ..
اكثروا من الدعوات..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
18 سبتمبر 2025م