أطلق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، تحذيرًا بشأن ما وصفه بـ”التخبط الإداري” في إدارة سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى أن تصرفات الجانب الإثيوبي في التعامل مع مياه السد قد تؤدي إلى فيضانات خطيرة في السودان، خاصة مع تجاوز منسوب نهر النيل في الخرطوم لمستوى الفيضان المحدد.
وأوضح شراقي أن إثيوبيا استقبلت الفيضان الجديد بينما كانت بحيرة السد ممتلئة، ما اضطرها إلى فتح أربع بوابات من المفيض العلوي واستخدام ممر التصريف الأوسط، في ظل عدم تشغيل توربينات الكهرباء بكفاءة وعدم اتباع التصريف التدريجي قبل موسم الفيضان، وهو ما اعتبره محاولة لإخفاء تعطل التوربينات.
وسجل نهر النيل في الخرطوم يوم الأربعاء 24 سبتمبر منسوبًا بلغ 16.64 متر، متجاوزًا منسوب الفيضان المحدد بـ16.50 متر، في حين أن الرقم القياسي المسجل سابقًا بلغ 17.66 متر في سبتمبر 2020. وبلغ حجم المياه المنصرفة من السد نحو 635 مليون متر مكعب، بزيادة تفوق 200 مليون متر مكعب عن المعدلات الطبيعية للأمطار.
و أصدرت وزارة الزراعة والري السودانية تحذيرات عاجلة للمواطنين المقيمين على ضفتي النيل الأزرق من الروصيرص إلى الخرطوم، وكذلك ضفتي نهر النيل من الخرطوم إلى مروي، داعية إلى الحذر من ارتفاع المناسيب واحتمال حدوث فيضانات مفاجئة.
وفيما يتعلق بالوضع المصري، أكد شراقي أن السد العالي جاهز لاستقبال المياه الواردة من إثيوبيا والنيل الأبيض، مشيرًا إلى أن بحيرة ناصر تسجل ارتفاعًا تدريجيًا في المنسوب رغم الاستخدامات المكثفة خلال موسم أقصى الاحتياجات، الذي يوشك على الانتهاء.
